تنديد دولي وعربي باعتداءات المستوطنين على القرى الفلسطينية

21 يونيو 2023
تتوالى ردود الفعل العربية الرافضة لاعتداءات المستوطنين الإسرائيليين (حازم بادر/ فرانس برس)
+ الخط -

تتوالى ردود الفعل العربية والدولية الرافضة لاعتداءات المستوطنين الإسرائيليين في عدد من القرى الفلسطينية بالضفة الغربية المحتلة، وما أدت إليه من وقوع شهداء وإصابات بين المدنيين الفلسطينيين، وتدمير وتخريب عدد كبير من الممتلكات، من دون تدخل من جانب الاحتلال.

ونددت الأمم المتحدة، اليوم الأربعاء، بإضرام مستوطنين إسرائيليين النار في مركبات ومنازل مملوكة لفلسطينيين في بلدة ترمسعيا قرب رام الله، وسط الضفة الغربية المحتلة.

ودعا فرحان حق، نائب المتحدث باسم الأمم المتحدة، في بيان، جميع الأطراف إلى ضبط النفس، معرباً عن رفضه أعمال العنف من هذا القبيل.

وأضاف: "نواصل رفع أصواتنا ضد مثل هذه الحوادث التي وقعت في الضفة الغربية".

وفي تصريحات أخرى، قال نائب متحدث الأمين العام للأمم المتحدة فرحان حق: "تحدثنا على مستويات مختلفة مع محاورينا الإسرائيليين لتذكيرهم بمسؤولياتهم باعتبارهم القوة المحتلة".

وأضاف حسبما نقلت عنه "الأناضول": "وبالطبع، نحن أيضا على تواصل مع الدول المعنية بما فيهم الدول الأعضاء في مجلس الأمن، لذا فهم يدركون ذلك ويدركون ضرورة أن تتحمل إسرائيل مرة أخرى مسؤولياتها".

وأكد حق أن الأمم المتحدة كانت "واضحة جدا" بشأن ضرورة إنهاء الاحتلال ودعمها لحل الدولتين.

قلق أوروبي

من جانبه، أعرب الاتحاد الأوروبي عن قلقه من هجمات المستوطنين المتكررة على البلدات الفلسطينية في الضفة الغربية، وإشعالهم النار في الممتلكات والمركبات الفلسطينية.

ودان الاتحاد في بيان، عنف المستوطنين في أنحاء الضفة الغربية، والذي أدى إلى أعمال عنف عشوائية غير مقبولة ضد المدنيين الفلسطينيين وتدمير لممتلكاتهم، مشددًا على أن إسرائيل ملزمة بحماية المدنيين الفلسطينيين في الأراضي المحتلة.

بدورها، طالبت مصر، في بيان صادر عن وزارة الخارجية، يوم الأربعاء، بالوقف الفوري لاعتداءات المستوطنين الإسرائيليين في عدد من القرى الفلسطينية بالضفة الغربية المحتلة.

وجددت مصر رفضها الكامل لأعمال الترويع والترهيب والعقاب الجماعي التي تستهدف المواطنين الفلسطينيين، مشيرة إلى تحذيرها السابق من مخاطر وتداعيات التصعيد المستمر من جانب إسرائيل، وآخره اقتحام مدينة جنين منذ يومين، وما نجم عن الاقتحام من ضحايا وإصابات في حلقات عنف متتالية.

كذلك شددت على ضرورة كسر حلقة العنف القائمة فوراً، حقناً للدماء، ومنعاً للمزيد من التدهور في الأوضاع الأمنية، وخروجها عن السيطرة، وكي تتمكن مساعي وجهود التهدئة من جانب الأطراف الإقليمية والدولية من تحقيق أهدافها.

الأردن يدين الاعتداءات الإسرائيلية

وفي السياق، دانت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين الأردنيين، بأشد العبارات، اعتداءات المستوطنين الإسرائيليين على عدد من القرى في الأراضي الفلسطينية المحتلة، مطالبة بوقفها فوراً. كذلك، دانت الوزارة إعلان الحكومة الإسرائيلية التصديق على بناء ألف وحدة استيطانية جديدة في الضفة الغربية المحتلة.

وأكد الناطق الرسمي باسم الوزارة السفير سنان المجالي، في بيان يوم الأربعاء، أن الانتهاكات والاعتداءات المتواصلة في الأراضي الفلسطينية المحتلة "تنذر بالمزيد من التصعيد وتمثل اتجاهاً خطيراً يجب على المجتمع الدولي العمل على وقفه فوراً، فالعنف يولد العنف"، مشدداً على ضرورة الحؤول دون تفجر دوامات العنف التي تهدد الأمن والسلم، والتي سيدفع الجميع ثمنها.

وشدد الناطق الرسمي باسم الوزارة على ضرورة وقف التصعيد الخطير في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وعلى أن الإجراءات الأحادية من بناء للمستوطنات وتوسيعها، والاستيلاء على الأراضي وتهجير الفلسطينيين والاعتداء عليهم، هي ممارسات لا شرعية ولا قانونية ومرفوضة ومدانة، وتمثل انتهاكاً خطيراً للقانون الدولي الإنساني، وتقويضاً لأسس السلام وفرص حل الدولتين.

وفي وقت سابق اليوم، استشهد مواطن برصاص قوات الاحتلال خلال تصدي أهالي بلدة ترمسعيا لهجوم مستوطنين، تخلله إحراق منازل ومركبات في المنطقة الشمالية الشرقية من البلدة الواقعة شمال رام الله وسط الضفة الغربية.

وقبل ذلك، كانت قوات كبيرة من جيش الاحتلال قد اقتحمت مدينة جنين ومخيمها في الضفة الغربية، صباح الاثنين، ونشرت قناصتها فوق بعض المنازل، حيث دارت مواجهات عنيفة في مناطق عدة، أطلق الجنود خلالها الرصاص الحي وقنابل الصوت والغاز السام، ما أدى إلى سقوط شهداء وجرحى في صفوف الفلسطينيين.

وانسحبت قوات الاحتلال الإسرائيلي من مدينة جنين، بعد نحو عشر ساعات من الاقتحام الذي تخللته اشتباكات مسلحة ومواجهات مع مقاومين، أدت إلى استشهاد 5 فلسطينيين وإصابة 91 آخرين، بينهم 23 بحالة خطرة، إضافة إلى إصابة 7 جنود إسرائيليين، وتحطم عدد من الآليات العسكرية.

وتخلل الاقتحام قصف جوي لأول مرة منذ الانتفاضة الفلسطينية الثانية، بغرض تأمين إخلاء جنود الاحتلال من المصابين.

المساهمون