تمديد أوقات اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى: خطوات استفزازية في رمضان

26 مارس 2023
يأتي هذا القرار استجابة لمطالب قُدمت لحكومة الاحتلال بتمديد ساعات الاقتحام (Getty)
+ الخط -

في خطوة تصعيدية جديدة، قررت سلطات الاحتلال الإسرائيلي تمديد اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى المبارك لنصف ساعة إضافية، لتبدأ من السابعة صباحاً وتنتهي عند الساعة الحادية عشرة والنصف، بعد أن كانت لغاية الساعة الحادية عشرة فقط.

وأكد مصدر خاص لـ"العربي الجديد" صحة النبأ بهذا الخصوص، لكنه أشار إلى أن الحديث يدور عن قرار بتمديد برنامج السياحة الأجنبية، ما يتيح دخول المستوطنين المقتحمين رفقة السياح الأجانب.

ويأتي هذا القرار استجابةً لمطالب قدمت للحكومة الإسرائيلية بمضاعفة ساعات الاقتحام للمسجد الأقصى على مدار الساعة وطيلة أيام الأسبوع، فيما يشكل القرار نقلة نوعية وخطوة إضافية من شأنها أن ترفع أعداد المقتحمين على نحو كبير.

وفي تعليقه على هذا التطور، قال المختص بشؤون المسجد الأقصى زياد بحيص، في حديث خاص لـ"العربي الجديد"، إن "شرطة الاحتلال أعادت توزيع أوقات الاقتحامات بشكل أكثر ملاءمة بالنسبة لها، وهي عملياً ألغت في رمضان وقت الاقتحام في ساعة بعد الظهر (بين 1:30-2:30)، وأضافت نصف ساعة لوقت المقتحمين صباحاً بين الساعة (7:30- 11:30)، بحيث تضطر للاستنفار مرة واحدة يومياً وليس مرتين".

وهذا يؤشر، وفق بحيص، إلى أن شرطة الاحتلال تتكيف وتجند كل قوتها لفرض عدوان الفصح العبري ما بين السادس والثاني عشر من الشهر المقبل، والذي يتزامن مع الأسبوع الثالث من رمضان، ما يؤشر إلى نيتها كذلك مواصلة الاقتحام في العشر الأواخر بناءً على طلب ما يسمى وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، ولذلك فهي تعيد ترتيب أوراقها.

ويتابع بحيص: "في المحصلة، فإن هذا التغيير الأحادي المستمر يعني أن شرطة الاحتلال باتت هي من تدير الأقصى عملياً، وأن الأوقاف أصبحت تدير (الحضور الإسلامي في الأقصى)، وبالتالي باتت لا تعترض على مثل هذه التغييرات، بل صار بعض مسؤوليها يحاولون تقليل أهميتها كما حصل اليوم".

وكان بحيص قد كشف، في وقت سابق من اليوم الأحد، عن تسجيل صوتي يُسمع فيه صوت أحد حراس الأقصى وهو يحاول إقناع المعتكفات في المسجد الأقصى بمغادرته إلى مساجد القدس الأخرى، وهذا الموقف المتجدد يثير تساؤلات مركزية حول دور الأوقاف الأردنية في الأقصى، على حد تعبيره.

وفي سياق الحديث عن دور الأوقاف، تساءل بحيص عما "إذا كانت الأوقاف تتولى إدارة المسجد الأقصى كمقدس إسلامي نيابة عن الأمة بما يحفظ مكانته وقدسيته؟ أم تمكن الاحتلال من جرها لموقع الوسيط؟".

وأشار المتحدث إلى أن "هذا الموقف ليس استثناءً، فقد سبقه في العام الماضي إعلان الأوقاف إغلاق باب الاعتكاف حتى 20 رمضان، وطالبت المعتكفين بالتوجه لمسجد الشيخ لولو ومسجد المئذنة الحمراء في البلدة القديمة من القدس، وهو نفس فحوى كلام الحارس الليلة الماضية".

وأوضح المختص في شؤون المسجد الأقصى أنّه "عند الساعة 11:15 من ليلة أمس السبت، وقبل اقتحام شرطة الاحتلال للأقصى بساعة وربع، تواترت أخبار من عدة مصادر في القدس بأن الأوقاف أصدرت توجيهاً بفتح مساجد البلدة القديمة، وهو ما يشير إليه الحارس في كلامه حين يطلب من المرابطة الخروج من الأقصى"، متسائلاً: "لماذا تستطيع الأوقاف أن تقرر فتح مساجد البلدة القديمة، ولا تقرر فتح المسجد الأقصى، وهو المذكور في القرآن والمأمور بشد الرحال إليه في حديث النبي صلى الله عليه وسلم؟".

وكشف المتحدث أن "مراسلات متعددة وجهت إلى وزارة الأوقاف من مؤسسات أهلية ومن هيئات دينية ومن داخل البرلمان الأردني لتعلن فتح باب الاعتكاف، ومع ذلك لم تعلن الأوقاف موقفها منه حتى الآن، فلماذا الإصرار على البقاء في المساحة الرمادية وهي المؤتمنة على هذا المقدس".

يُذكر أن العام المنصرم قد سجل ارتفاعاً كبيراً في أعداد المستوطنين المقتحمين، وهو ما كان قد أشار إليه في حينه بيان مدير عام أوقاف القدس الشيخ عزام الخطيب، قائلاً إنّ "حدة ووتيرة الاقتحامات تزايدت خلال هذا العام، ليصل مجموع المستوطنين المتطرفين اليهود المقتحمين من جهة باب المغاربة للمسجد الأقصى المبارك إلى 48 ألفاً و238 مستوطناً".

وأوضح الخطيب أن الانتهاكات التي ترتكبها سلطات الاحتلال بحق المسجد الأقصى المبارك لم تتوقف عند حد عسكرة الساحات وتحويل المسجد إلى ثكنة عسكرية، بل تجاوزت ذلك لأول مرة إلى قيام المجموعات اليهودية المتطرفة بتصرفات استفزازية لمشاعر المسلمين.

وأشار الخطيب إلى أن التصرفات الاستفزازية غير المسبوقة شملت صلوات وأداء لطقوس تلمودية علنية وأناشيد وغناء ورقصا داخل الباحات، إضافةً إلى رفع الأعلام الإسرائيلية داخل باحات المسجد الأقصى في مناسبات وأعياد يهودية، خلال العام المنصرم.

المساهمون