تقدير إسرائيلي: واشنطن غير معنية بالانجرار إلى حرب إقليمية

11 أكتوبر 2023
تراهن إسرائيل على دور التهديدات الأميركية في ردع "حزب الله" (Getty)
+ الخط -

قدرت محافل إسرائيلية، اليوم الأربعاء، أن مظاهر التأييد الكبيرة التي عبر عنها الرئيس الأميركي جو بايدن لإسرائيل، بعد عملية "طوفان الأقصى"، وإرساله حاملة طائرات إلى حوض المتوسط لردع حزب الله وإيران، لا يعني أن الولايات المتحدة يمكن أن تنجر إلى حرب إقليمية في المنطقة.

وقال الدبلوماسي الإسرائيلي السابق ألون بنكاس إنّ رسائل التهديد التي بعث بها بايدن تهدف بالأساس إلى منع نشوب حرب إقليمية وليس استدعاءها.

في تحليل نشرته صحيفة "هآرتس"، في عددها الصادر اليوم الأربعاء، لفت بنكاس إلى أن المسؤولين الأميركيين المحيطين ببايدن يدركون أن "آخر ما يعني بايدن حالياً أن تنجر الولايات المتحدة إلى حرب إقليمية، فلديها تحدي الحرب الأوكرانية الروسية والتحدي الأكبر الذي تمثله الصين".

وأضاف بنكاس أن بايدن في النهاية هو "رئيس الولايات المتحدة، له حسابات ومصالح، واعتبارات وسياسات ولديه معلومات استخبارية تؤثر على قراراته".

ويرى بنكاس أن إرسال حاملة الطائرات الأميركية إلى حوض شرق المتوسط "يكتسب أهمية رمزية فقط (...) ويهدف إلى إرسال رسائل تؤكد حرص الولايات المتحدة على أمن إسرائيل كحليف لها".

وحسب بنكاس، فإن توجه حاملة الطائرات الأميركية إلى المنطقة لا يحمل فقط رسالة إلى إيران، "بل بالأساس إلى روسيا"، مشيراً إلى أن الأميركيين يرون أن المواجهة بين إسرائيل وحماس تخدم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي له مصلحة واضحة في صرف الأنظار عن حربه في أوكرانيا.

واستدرك بنكاس بأن الدعم الأميركي لإسرائيل الذي عبر عنه بايدن، لا يعني منحها "شيكاً مفتوحاً"، محذراً من تراجع التأييد الأميركي مستقبلاً لإسرائيل بسبب حجم الخسائر في أوساط المدنيين بغزة، وفي حال اتسعت دائرة المواجهة إلى ساحات أخرى.

وفي سياق آخر، أشار المعلق العسكري في صحيفة "هآرتس" عاموس هارئيل إلى أنه حتى بعد أربعة أيام على بدء عملية "طوفان الأقصى"، لم تقرر إسرائيل ما إذا كان هدف حربها المعلنة على غزة يتمثل في تدمير القوة العسكرية لحركة لحماس أم إسقاط حكمها.

ولفت هارئيل إلى أنه في حال قررت إسرائيل إسقاط حكم حركة حماس فإن هذا يعني أنها ستكون مطالبة بإعادة احتلال قطاع غزة، حيث إنه لم يسبق لإسرائيل أن خططت لإعادة احتلال القطاع.

وأبرز أنه في الوقت الذي يواصل فيه جيش الاحتلال غاراته على قطاع غزة بدون توقف، فإنه جند أعداداً كبيرة من قوات الاحتياط، مشيراً إلى أن لا أحد يعرف بالضبط طابع العملية البرية التي تخطط إسرائيل لتنفيذها في عمق القطاع.

ويرى هارئيل أنه سيمضي وقت طويل قبل أن تتعافى إسرائيل من آثار الضربة المفاجئة التي وجهتها حماس، لافتاً إلى أن عملية "طوفان الأقصى" أثرت سلباً على قوة الردع الإسرائيلية والاستقرار في المنطقة.

وأضاف: "لم يتضح بعد حجم القوة العسكرية التي ستستخدمها إسرائيل وطول مدة الحرب من أجل الانتصار على حركة حماس ولردع حزب الله إلى أجل طويل".

وأوضح هارئيل أن انغماس معظم فرق الجيش في تنفيذ عملية واسعة النطاق في قطاع غزة يمكن أن يغري حزب الله بفتح جبهة جديدة في الشمال، ما يقلص قدرة تل أبيب على تحقيق أهدافها في الحرب على حركة حماس، لافتاً إلى أن إسرائيل ستواجه مشاكل في إدارة مواجهة على ساحات متعددة، وهو ما يوجب الحصول على مساعدات من الولايات المتحدة.

وأضاف أن إسرائيل تراهن على دور التهديدات الأميركية في ردع حزب الله عن فتح جبهة شديدة، ومنع إيران من استخدام مليشياتها في مهاجمة إسرائيل بالمسيرات والصواريخ.

وحسب هارئيل، فإنه نظراً لأن جيش الاحتلال يعمل في محيط تجمعات مدنية فلسطينية، فإن المس بحياة المدنيين الفلسطينيين على نطاق واسع سيفضي لاحقاً إلى ردود فعل دولية.