تقارير للاستخبارات الأميركية تفيد بتلقي بوتين علاجاً للسرطان في إبريل الماضي

04 يونيو 2022
في صوره الأخيرة يبدو الزعيم الروسي منتفخاً بشكل ملحوظ وكأن صحته قد تلاشت (Getty)
+ الخط -

شغلت صحة الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، الإدارة الأميركية خلال الفترة الماضية، بعد أن أصدرت الاستخبارات الأميركية تقييماً شاملاً حول صحته في نهاية مايو/أيار. وبحسب التقرير السري الذي تنقل عنه مجلة "نيوزويك" الأميركية، يبدو أن بوتين قد عاد إلى الظهور بعد خضوعه للعلاج في إبريل/نيسان من مرحلة متقدمة من مرض السرطان.

وتنقل الصحيفة عن ثلاثة مصادر "رفيعة المستوى" في الاستخبارات الأميركية وقوع محاولة اغتيال لبوتين في مارس/آذار.

وبحسب المصادر التي تمثل ثلاث وكالات استخبارات منفصلة، فإن بوتين يشعر بجنون العظمة بشكل متزايد بشأن قبضته على السلطة، وهو وضع يجعل مسار الحرب في أوكرانيا صعباً وغير متوقع، لكنه بحسب "نيوزويك"، يجعل احتمالات نشوب حرب نووية أقل احتمالاً.

وبحسب أحد كبار ضباط الاستخبارات، الذين تمكنوا من الوصول إلى التقرير، فإن "قبضة بوتين قوية، لكنها لم تعد مطلقة، والمناورات داخل الكرملين لم تكن أكثر حدة من قبل، والجميع بات يشعر بأن النهاية قريبة".

وتنقل المجلة عن مسؤول رفيع في مكتب مدير الاستخبارات الوطنية DNI، طلب عدم الكشف عن هويته لمناقشة أمور حساسة، قوله: "ما نعرفه، أن هناك جبلاً جليدياً، وإن كان مغطىً بالضباب"، ويضيف: "لقد عقد بوتين اجتماعات قليلة مع القادة الأجانب، قاطعاً السبيل أمام ما يمكن اكتسابه في بعض الأحيان في المواجهات وجهاً لوجه. وهكذا زادت عزلة بوتين من مستوى التكهنات".

ويحذر ضابط متقاعد في القوات الجوية، من مغبة الانجرار وراء تأثير التمني أو التفكير الرغبوي، ويقول: "لقد تعلمنا، أو لم نتعلم، هذا الدرس بالطريقة الصعبة مع أسامة بن لادن وصدام حسين".

بوتين وصورة الرجولة

كان ركوب الخيل ولعب الهوكي رمزاً للرجولة والحيوية التي حرص الكرملين لسنوات على إسباغها على صورة بوتين، وغالباً ما استخدم دعاة الكرملين هذه الصور لمقارنة الزعيم الروسي بنظرائه الأميركيين.

ثم جاءت الطاولة الطويلة جداً، التي استخدمها بوتين في الكرملين، لتشكل رمزاً جديداً لجنون العظمة والخوف الجسدي.

وفي اجتماع بوتين في 21 إبريل/نيسان مع وزير دفاعه سيرغي شويغو، ركز الكثيرون على شويغو الذي كان غائباً قبل ذلك، لكن بوتين هو الآخر كان غائباً إلى حد كبير معظم ذلك الشهر، وبدا في الصور مسترخياً في كرسيه ويمسك الطاولة بيده اليمنى.

وقد استنتج بعض المراقبين أن الزعيم الروسي كان مصاباً بمرض باركنسون، فيما رأى بعض محللي الاستخبارات أن بوتين في هذا الاجماع كان مريضاً جداً.

وفي ظهور "يوم النصر" في 9 مايو/أيار، جلس الزعيم الروسي منتفخاً بشكل ملحوظ، وبدا كأن صحته قد تلاشت، واتفقت مصادر الاستخبارات الأميركية على أن وضعه كان أخطر مما كان يُعتقد سابقاً.

بعد ذلك بثلاثة أيام، قال رئيس الاستخبارات الأوكرانية، كيريلو بودانوف، إن بوتين "في حال نفسية وجسدية سيئة للغاية، وإنه مريض للغاية"، مضيفاً أن هناك خططاً داخل الكرملين لإطاحة الرئيس الروسي.

وتأكدت في هذا الوقت إشاعة مفادها أن رجال الأمن في الكرملين كشفوا عن مؤامرة روسية لاغتيال بوتين. حيث كانت وكالة الاستخبارات المركزية وأجهزة استخبارات أجنبية تجمع أخباراً عن وجود خلافات على رأس وزارات الأمن القومي الروسية، فضلاً عن رغبة دبلوماسيين روس في الانشقاق.

هل تكرر واشنطن أخطاءها مع بن لادن وصدام؟

وبحسب المصادر الاستخبارية، فإن إصرار سيرغي لافروف، على نفي أي فكرة عن مرض بوتين في مقابلة على التلفزيون الفرنسي نهاية الأسبوع الماضي، إعلان بالولاء لبوتين، أكثر منه تشخيصاً لحالته يجب الاستماع إليه.

لكن المصادر نفسها تحذر من الانسياق مع رواية مرض بوتين، وبناء سيناريوهات عليها، أو انتظار وفاته أو انقلاب الكرملين عليه، مذكرين في ذلك بأخطاء سابقة ارتكبتها الاستخبارات الأميركية مع كل من أسامة بن لادن وصدام حسين، حيث زعمت لسنوات أن أسامة بن لادن كان يحتضر، وكان مصاباً بفشل كلوي يتطلب منه غسل كليتيه دورياً، فيما زعمت امتلاك صدام أسلحة دمار شامل، الأمر الذي ظهر زيفه بعد غزو العراق.

ويحذر المسؤول في مكتب مدير الاستخبارات الوطنية DNI من أن "روسيا المسلحة نووياً لا تزال روسيا المسلحة نووياً، سواء أكان بوتين قوياً أم ضعيفاً، موجوداً أم غير موجود"، داعياً إلى عدم استفزازه هو أو خليفته المحتمل، وضرورة استمرار الاستقرار الاستراتيجي مع روسيا.

ويرى المسؤول أن مرض بوتين أو موته أمر جيد للعالم، ليس فقط لما يمثله ذلك من انعكاس على مستقبل روسيا أو إنهاء حرب أوكرانيا، ولكن في تقليل إمكانية إشعال حرب نووية على يدي زعيم مجنون. مضيفاً: "بوتين الضعيف، زعيم متراجع بشكل واضح، وليس زعيماً في القمة، لقد بات لديه تأثير أقل في مستشاريه ومرؤوسيه، على سبيل المثال، إذا أمر باستخدام الأسلحة النووية".

المساهمون