استمع إلى الملخص
- تناول الاجتماع الوضع في الجولان المحتل بعد إعلان إسرائيل انتهاء اتفاق "فض الاشتباك" لعام 1974، مع أمل نيبينزيا في تبني بيان حول الموضوع رغم الخلافات.
- أكد روبرت وود على أهمية احترام استقلال سوريا ووحدة أراضيها، مع التركيز على حماية القوات الأميركية وحلفائها، ودعم دور "أوندوف" في مراقبة فض الاشتباك.
انتهى اجتماع مغلق عقده مجلس الأمن في نيويورك مساء الاثنين لمناقشة آخر التطورات في سورية دعت إليه روسيا بعدما أعلنت المعارضة السورية إطاحة رئيس النظام السوري بشار الأسد والسيطرة على دمشق. الاجتماع الذي استمر لمدة ساعتين، ولم يصدر أي بيان في ختامه، قدم خلاله كل من مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة لسورية، غير بيدرسون، ووكيل الأمين العام للأمم المتحدة لعمليات السلام، جان بيير لاكروا، إحاطة أمام الدول الأعضاء عن بعد حول آخر المستجدات على الأرض.
وبعد الخروج من الاجتماع، قال السفير الروسي، فاسيلي نيبينزيا، للصحافيين حول مجريات الاجتماع المغلق: "كانت الدول الأعضاء متحدة حول ضرورة الحفاظ على سلامة الأراضي السورية ووحدتها، كما التأكد من وصول المساعدات الإنسانية إلى جميع المحتاجين إليها... هذا أهم ما نوقش، ولكن من الواضح أن الجميع تفاجأ بمجريات الأحداث والتطورات خلال الأيام الأخيرة، بمن فيهم جميع الأعضاء، وعلينا أن ننتظر ونرى كيف ستتطور الأمور".
وحول الوضع في الجولان السوري المحتل، بعد إعلان رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الأحد انتهاء اتفاق "فض الاشتباك" لعام 1974 مع سورية بشأن الجولان، وتوجيهه أوامر للجيش بـ"الاستيلاء" على المنطقة العازلة حيث تنتشر قوات الأمم المتحدة، قال نيبينزيا: "هذه أراضٍ سورية محتلة من قبل إسرائيل، ونسمع رسائل متضاربة من إسرائيل، حيث صرّح نتنياهو بأن قوة الأمم المتحدة لمراقبة فضّ الاشتباك (أوندوف) لم تعد ذات صلة، ومن ثم يبعث السفير الإسرائيلي إلى الأمم المتحدة رسالة يقول فيها إن تحركات أو قرارات بلاده مؤقتة، وجاءت نظراً للفراغ الذي حدث. ثم يتحدث نتنياهو مجدداً في مؤتمر صحافي ويقول إن الجولان جزء من إسرائيل ولا ندري أي جزء من الجولان يعتبرونه جزءاً من إسرائيل".
وعبر نيبينزيا عن أمله أن يتمكن مجلس الأمن من تبني بيان رئاسي أو صحافي حول الموضوع في سورية، مستبعداً "أن يحدث ذلك اليوم... ربما خلال الأيام القادمة." في المقابل، استبعد مصدر دبلوماسي رفيع المستوى في مجلس الأمن، فضل عدم الكشف عن اسمه في تصريح لـ"العربي الجديد" بعد الخروج من الاجتماع، الاتفاق على بيان، عازياً ذلك "إلى عدم رغبة بعض الأطراف في أن يشير البيان إلى بعثة الأمم المتحدة لمراقبة فضّ الاشتباك (أوندوف)".
من جهته، قال نائب السفيرة الأميركية للأمم المتحدة، روبرت وود، بعد الخروج من الاجتماع في تصريحات للصحافيين: "لقد كانت هناك نقاشات جدية ونحاول الاتفاق حول إصدار بيان رئاسي أو صحافي عن مجلس الأمن، ولكن قد يأخذ هذا بعض الوقت". وتترأس الولايات المتحدة مجلس الأمن للشهر الحالي وتحدث وود للصحافيين بصفته مندوب الولايات المتحدة، لا رئيساً لمجلس الأمن أو باسمه. وأضاف حول الاجتماع: "تحدثت الدول عن ضرورة احترام استقلال سورية ووحدة أراضيها، وعبّرت كذلك عن قلقها حول الوضع الإنساني، ولكن هناك الكثير من عدم اليقين لما يخبئه المستقبل".
وشدد على أن بلاده ستعمل على التأكد من أن "قواتنا في المنطقة محمية، وأصدقاؤنا وحلفاؤنا لن يتعرضوا لأي تهديد من هذا النظام الجديد. ونريد أن نمنع حدوث كارثة إنسانية". وقال وود إن بلاده ستستمر بالتشاور والحديث مع جميع الدول المعنية. وشدد على أن "الوضع متقلب ويتغير من ساعة لأخرى". ونفى أن يكون هناك نقاش حالياً حول رفع اسم "هيئة تحرير الشام" (جبهة النصرة سابقاً) عن قائمة العقوبات لمجلس الأمن الدولي. واعتبر أن الوضع في سورية "فرصة جديدة مع الكثير من المخاطر".
ورداً على سؤال لـ"العربي الجديد" عن دور قوة الأمم المتحدة المؤقتة لمراقبة فضّ الاشتباك "أوندوف" وما إذا كانت ستطرأ عليه أي تغييرات بالنسبة إلى الولايات المتحدة، قال وود: "إن دورهم مهم وعلينا عمل كل ما بوسعنا التأكد من أنه سيتم احترام دورهم وألا يتم مهاجمتهم من قبل أي عناصر.. وعلينا التأكد من أن أوندوف تجد المصادر والدعم اللازم لكي تتمكن من القيام بعملها".
من جهته، قال مندوب الصين، كونغ فون، بعد الخروج من الاجتماع: "نتابع الوضع من كثب، ونريد أن نرى الوضع يستقر بأسرع ما يمكن، ونأمل أن تكون هناك عملية سياسية شاملة وحكومة انتقالية بأسرع ما يمكن، وأن تأخذ الأطراف المختلفة في سورية مصلحة الشعب السوري كأولوية في حواراتهم".