تغييرات في الجهاز الدبلوماسي للجزائر في بعض العواصم

27 مايو 2023
الأمين العام للخارجية الجزائرية عمار بلاني في استقبال سفيرة تركيا (فيسبوك)
+ الخط -

أجرى الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون سلسلة تغييرات في الجهاز الدبلوماسي، في بعض العواصم، كأنقرة والقاهرة وأديس أبابا، فيما يبدو مؤشراً على طبيعة الرهانات الإقليمية للجزائر في المرحلة المقبلة.     

وقالت مصادر متطابقة لـ"العربي الجديد" إن الخارجية الجزائرية أرسلت أوراق اعتماد الأمين العام للخارجية عمار بلاني سفيراً مفوضاً فوق العادة للجزائر في تركيا، خلفاً للسفير الحالي سفيان ميموني. 

وسبق لبلاني أن شغل منصب سفير الجزائر لدى بروكسل والاتحاد الأوروبي، قبل أن يشغل منصب المبعوث الخاص المكلف بالوطن العربي والمغاربي وقضية الصحراء، ومنصب الأمين العام للخارجية منذ سبتمبر/ أيلول 2022.

وكما يبدو، تهدف الجزائر عبر إيفاد الأمين العام للخارجية سفيراً إلى أنقرة إلى إعطاء إشارة إلى الجانب التركي، بحرصها على إيلاء أهمية أكبر للعلاقات مع تركيا، والتي تضعها الجزائر في مستوى استراتيجي، منذ اعتلاء الرئيس تبون السلطة نهاية عام 2019، حيث كانت تركيا ثالث دولة يزورها تبون بعد تسلّمه السلطة، كما استقبل في الجزائر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان. وتحتل تركيا صدارة الاستثمارات الأجنبية في الجزائر.

ويخلف بلاني في منصب الأمين العام لوزارة الخارجية السفير الجزائري السابق في لندن لوناس ماقرامان.

هذه التغييرات قد تدخل ضمن تصورات وزير الخارجية الجديد أحمد عطاف، بعد سلسلة تغييرات شملت أيضاً إلغاء مناصب للمبعوثين الخاصين الخمسة الذين استحدثوا في سبتمبر/أيلول 2021، كمساعدين لوزير الخارجية في إدارة عدد من الملفات، بينها القضية الفلسطينية والجالية الجزائرية في الخارج، والطاقة والشراكات الكبرى، والدبلوماسية والاقتصادية.

ومن ضمن التغييرات جرى تعيين سفير الجزائر السابق في كل من طرابلس وأبو ظبي، عبد الحميد بوزاهر، سفيراً للجزائر لدى القاهرة، خلفاً للسفير عبد الحميد شبيرة. وتراهن الجزائر على السفير بوزاهر الذي يشغل حالياً منصب سفير الاتحاد الأفريقي لدى الجامعة العربية، لإسناد جهود التنسيق بين الجزائر ومصر لحل الأزمة الليبية، كونه عمل في السابق سفيراً في طرابلس ولديه إلمام بمداخل الأزمة الليبية.

ونقل الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون مندوب الجزائر السابق لدى الأمم المتحدة والسفير الحالي في أنقرة سفيان ميموني إلى أديس أبابا، سفيراً وممثلاً للجزائر في الاتحاد الأفريقي، خلفاً للسفير محمد الأمين عباس، فيما يبدو مسعى لتعزيز تأثيرها وموقعها داخل الاتحاد الأفريقي، وزيادة مستوى العلاقات بين الجزائر وإثيوبيا، والتي تطورت بشكل لافت خلال العامين الماضيين، إذ كانت الجزائر قد استقبلت رئيس الحكومة الإثيوبية أبي أحمد، ورئيسة إثيوبيا كضيفة شرف في الاستعراض العسكري الذي نُظّم بمناسبة عيد الاستقلال في يوليو 2022.

وقبل يومين أعلنت الخارجية الجزائرية عن موافقة دمشق على تعيين السفير السابق في سورية (2000-2004) ووزير الشباب والرياضة الأسبق كمال بوشامة سفيراً جديداً للجزائر لدى النظام السوري، خلفاً للسفير لحسن تهامي المُعيّن نهاية 2019.