النظام السوري يواصل التعزيز في دير الزور.. والتهديد بقنبلة يدوية يعلّق اعتصامات السويداء
استقدم النظام السوري والمليشيات الموالية له المدعومة من إيران مزيداً من التعزيزات إلى دير الزور شرقيّ البلاد، فيما تكرر وقوع ضحايا من المدنيين جراء مخلفات الحرب في البادية، كذلك أصيب أطفال ونساء جراء حريق في مخيم للمهجرين شمال غربيّ البلاد.
وقالت مصادر محلية فضّلت عدم ذكر اسمها لدواعٍ أمنية لـ"العربي الجديد"، إن قوات النظام السوري نقلت الاثنين تعزيزات من الفرقتين السابعة عشرة والثامنة عشرة إلى ناحية الميادين شرقيّ دير الزور، لافتة إلى أن التعزيزات جاءت لسد ثغرات في خطوط تماس مع "قسد"، أخلتها المليشيات سابقاً.
وتزامن ذلك مع سحب مليشيا "فاطميون" الأفغانية قوات من دمشق والميادين، وتعزيز مواقعها في محور الحيدرية قرب مدينة الميادين، كذلك نقلت عناصر إلى مدينة البوكمال برفقة قوات من النظام أيضاً، وبحسب المصادر لا توجد أنباء واضحة عن سبب ما يجري من تغيير في النقاط عند خطوط التماس.
وكانت قوات النظام قد سدت محل المليشيات الأسبوع الماضي في حويجة صكر شرق مدينة دير الزور، ونقلت تعزيزات أيضاً إلى غانم العلي عند الحدود الإدارية بين الرقة ودير الزور.
وبيّنت المصادر أن جل التعزيزات التي نقلها النظام أخيراً إلى دير الزور، قوات مدربة جيداً من الحرس الجمهوري والقوات الخاصة، وهي مدعومة بمدفعية ميدان بعيدة المدى، وراجمات صواريخ، بالإضافة إلى المدرعات.
وكانت مليشيا "فاطميون" قد أخلت سابقاً مقرات لها في الميادين وفي معسكر الطلائع المشترك مع قوات النظام قرب مدينة دير الزور، كما وردت أنباء عن تحضير النظام لعملية تمشيط في البادية خلال الأيام القادمة ضد خلايا تنظيم "داعش".
إلى ذلك، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن مدنياً قُتل وأصيب ابنه بجروح خطيرة، إثر انفجار لغم أرضي من مخلفات الحرب بعربتهم في أثناء بحثهم عن الكمأة، في بادية السخنة بريف حمص وسط سورية، وأوضح أنه وثّق منذ مطلع يناير/ كانون الثاني الماضي مقتل 34 مدنياً، بينهم سيدتان و18 طفلاً، جراء انفجار ألغام وأجسام من مخلفات الحرب، بالإضافة إلى إصابة 79 شخصاً، من ضمنهم 27 طفلاً و4 سيدات.
وسقط خلال اليومين الماضين أكثر من 35 شخصاً بين قتيل وجريح جراء انفجار مخلفات الحرب بين النظام السوري وتنظيم "داعش"، في محافظات حماة، ودير الزور، والسويداء، وحمص.
من جانب آخر، تحدث الدفاع المدني السوري "الخوذ البيضاء"، مساء أمس الاثنين، عن إصابة 6 أطفال وامرأتين بحروق متفاوتة الشدة، جميعهم من عائلة واحدة من منكوبي الزلزال في بلدة عزمارين، في ريف إدلب، إثر اندلاع حريق بسبب المدفأة في مخيم لجأوا إليه بالقرب من بلدة عزمارين غربيّ إدلب. وقال الدفاع المدني في بيان له إن فرقه تفقدت المكان وأمّنته.
وفي الثاني والعشرين من فبراير/ شباط الجاري، توفيت امرأة وأصيب رجل بحروق جراء حريق نشب في خيمتهم بسبب استخدام وسائل تدفئة غير آمنة في مخيم ساعد بمنطقة الشيخ بحر في ريف إدلب الغربي.
وتشهد مخيمات المهجرين والنازحين في شمال غرب سورية حوادث متكررة نتيجة الإهمال، أو استعمال مواد للتدفئة غير صالحة، ما أدى إلى مقتل وإصابة العشرات بينهم أطفال ونساء.
التهديد بقنبلة يدوية يعلّق اعتصامات السويداء
وفي سياق آخر، علّق المعتصمون في محافظة السويداء جنوبيّ سورية، اليوم الثلاثاء، وقفاتهم الاحتجاجية إلى موعد يحدد لاحقاً، عقب تهديد أحد المواطنين بفتح قنبلة يدوية على أثر شجار مفتعل.
وقال الناشط السياسي والمعتقل السابق سلمان فرج، في بيان ألقاه أمام المعتصمين في ساحة الكرامة بمدينة السويداء، إن "المحتجين والمعتصمين في ساحة الكرامة كانوا وما زلوا المدافعين عن حقوق المواطنين المشروعة في حياة حرة كريمة، وظلوا صامدين أمام وجوه الفساد وأزلام الاستبداد"، مشيراً إلى أنهم "تجنبوا الصدام مع أبناء جلدتهم، ليكونوا أوفياء لتاريخ الأجداد الذين أورثوهم وطناً حراً مستقلاً".
وأكد فرج أن "بعض الحلول الإسعافية للوضع المتردي الذي يعيشه السوريون اليوم لا أمل فيه ولا أمل إلا بإنهاء مأساة الشعب السوري والانتقال إلى التغيير السلمي الديمقراطي للسلطة، وبناء الدولة العصرية دولة المواطنة والقانون والمؤسسات".
وشدد على "أننا سنبقى نناضل من أجل وحدة الأراضي السورية وإطلاق سراح المعتقلين والكشف عن المغيبين ورحيل كامل الغرباء عن الأرض السورية".
وشهدت محافظة السويداء وقفات احتجاجية حاولت السلطة إنهاءها بتجنيد أعداد من حزب البعث للوقوف بالمكان ذاته واستفزاز المعتصمين الذين استطاعوا تدارك الأمر والمحافظة على الوقفة الصامتة خلال الأسابيع الماضية، إلا أن محاولات السلطة نجحت عبر افتعال خلاف بين مجموعة من الشبان بمحاذاة المعتصمين، أدى إلى شجار بالأيدي ثم التهديد برمي قنبلة يدوية كانت بحوزة أحد الشباب، واستمر هذا التهديد غير المباشر للمعتصمين حتى فكّ الاعتصام ومغادرة المكان.
وتناقلت مصادر محلية معلومات تؤكد أن السلطات الأمنية التابعة للنظام السوري في السويداء قررت فضّ الاعتصام بالقوة بعدما فشلت خلال الأسابيع الماضية بالتغطية عليه بالحملات والاحتفالات الحزبية.
من جهته، أوضح الناشط المدني منيف رشيد، لـ"العربي الجديد"، أن "قرار تعليق الاعتصام جاء نتيجة الظروف والكوارث الطبيعية التي حلّت بالبلاد. إذ في غياب الدور الحقيقي للدولة في مساندة المتضررين، كان لا بد من الاتجاه للعمل الإنساني والإغاثة خلال الفترة القليلة الماضية والفترة المقبلة".
واستدرك قائلاً إن "قرار تعليق الاحتجاجات السلمية مؤقت"، مبيناً أن "العودة قريبة بشكل أكبر".
وأكد أن "النكبة التي أصابت كل الشعب السوري في الداخل والخارج وقدمت للسلطات فرصة من ذهب على أنقاض الشعب السوري، كان لا بد لها أن تغير في الكثير في المفاهيم حول دور هذه السلطات وأثرها السلبي، حتى على المناطق التي تُعد موالية وحاضنة شعبية لهذه السلطة".
وشهدت محافظة السويداء تغييراً مهماً خلال الأيام القليلة الماضية تمثل بتعيين قائد للشرطة بصلاحيات واسعة، وتعزيز الحواجز الأمنية المنتشرة بعناصر وعتاد، وسط معلومات مؤكدة عن تغيير في آلية التعاطي مع أهالي المحافظة بحجة فرض الأمن.