استمع إلى الملخص
- ندد المتظاهرون بإعادة تدوير الزعامات التقليدية، مطالبين ببناء دولة مدنية تعتمد على الكفاءات العلمية والسياسية، ورفضوا أي تلاعب بالمناهج الدراسية باعتباره اعتداءً على مستقبل الأجيال.
- أكدت الناشطة ريتا مسعود على ضرورة دعم جهود الشباب في بناء الوطن، مشيرة إلى أهمية الوعي بالمخاطر التي تهدد البلاد، ودعت الحكومة للاستماع إلى مطالب الشعب المشروعة.
شارك المئات في تظاهرة في ساحة الكرامة وسط مدينة السويداء جنوبي سورية، اليوم الجمعة، احتجاجاً على بعض القرارات الصادرة عن الحكومة المؤقتة في الإدارة السورية الجديدة. ورفع المحتجون لافتات تطالب بعدم التلاعب بالمناهج الدراسية، والعمل على تطويرها بما يخدم الأجيال والوطن.
كما رفع المتظاهرون لافتات تتحدث عن حقوق المرأة ودورها في تحديد مستقبل البلاد، وهي التي وقفت جنباً إلى جنب الرجال في ساحات الكرامة خلال الثورة إبان حكم نظام الأسد المخلوع، وأكثر من قدّم تضحيات خلال الـ13 سنة الماضية. كما كرر المحتجون في السويداء التنديد بإعادة تعويم وتدوير الزعامات الدينية والتقليدية العشائرية التي كانت الذراع الطولى للنظام السابق، والأنظمة الاستعمارية التي سبقته، مؤكدين ضرورة السعي لبناء دولة مدنية يحتكم الناس فيها للقانون، وتدير مؤسساتها كفاءات علمية وسياسية دون محسوبيات.
وقال الإعلامي والناشط المدني علي الحسين لـ"العربي الجديد"، إن التظاهرة التي شهدتها ساحة الكرامة اليوم "تعكس عمق الوعي لدى أبناء السويداء في إدراك أن التعليم هو أساس التقدم، وأن أي محاولة للتلاعب بالمناهج الدراسية أو تحريفها هي بمثابة اعتداء على مستقبل الأجيال، كما أن المطالبة بحقوق المرأة، وتأكيد دورها في بناء المستقبل، هي أمر أساسي، فالمرأة أثبتت خلال الثورة أنها شريك أساسي في التغيير".
واعتبر الحسين أن هذه التظاهرة "رسالة واضحة لحكومة تصريف الأعمال بأن الشعب السوري لا يقبل التراجع عن مكتسباته، وأن المطالب التي رفعها المحتجون هي مطالب مشروعة"، مؤكداً أن الشعب السوري "قادر على الحفاظ على وحدته الوطنية والتغلب على كل التحديات التي تواجهه". من جانبها، أكدت الناشطة ريتا مسعود أن "بناء دولة مدنية هو مطلب مشروع وضروري، فالدولة المدنية هي الضامن الوحيد لحقوق جميع المواطنين، وهي التي تحمي الحريات وتكفل العدالة"، مشيرة إلى أن "إصرار بعض القوى على إعادة إنتاج النظم القديمة، والاعتماد على الزعامات التقليدية، والعبث بالمناهج الدراسية، هو محاولة يائسة لإعاقة مسيرة التغيير".
وأعربت الناشطة عن التخوف من أن يتم استغلال الأوضاع الصعبة التي تمر بها البلاد "لتمرير أجندات خاصة"، معتبرة أن بعض القوى "تحاول استغلال هذه الأوضاع لتعزيز نفوذها، ما يستدعي وعياً كاملاً لدى المواطنين بالمخاطر التي تهدد مستقبل البلاد". وأضافت مسعود، أن "الثورة مستمرة على نهجها الذي بدأت عليه، وأن هناك حاجة إلى المزيد من العمل والتنسيق بين القوى المدنية في كل المحافظات السورية، من أجل تحقيق الأهداف التي يسعى إليها الشعب السوري". وشددت على ضرورة "دعم جهود الشباب لأنهم عماد المستقبل، وعليهم أن يأخذوا دورهم في بناء الوطن، وأن يشاركوا في صناعة القرار".
واختتمت الناشطة: "نأمل أن تستمع الحكومة إلى صوت الشعب، وأن تعمل على تلبية مطالبه المشروعة، وتلتزم بتطبيق مبادئ الديمقراطية وحكم القانون". إلى ذلك، تستمر الوفود القادمة من غالبية المحافظات السورية، وعدد كبير من المغتربين العائدين، بالتوافد إلى محافظة السويداء والمساهمة بمبادرات شبابية احتفالية بسقوط النظام، والمساعدة بتجميل المرافق العامة والطرق، والقيام بعروض مسرحية.