تظاهرات في آسيا احتجاجاً على تصريحات مسؤولين هنديين مسيئة للإسلام

10 يونيو 2022
ردد المتظاهرون في بنغلادش هتافات ضد رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي (Getty)
+ الخط -

نزل مسلمون إلى الشوارع في احتجاجات ضخمة في أنحاء آسيا بعد صلاة الجمعة، اليوم، احتجاجاً على تصريحات مسؤولَين في الهند عن النبي محمد، اعتُبرت مسيئة.

ففي بنغلادش، خرج آلاف الأشخاص في مسيرة في العاصمة دكا، اليوم الجمعة، لحث الدول ذات الأغلبية المسلمة على قطع العلاقات الدبلوماسية مع الهند، ومقاطعة منتجاتها، ما لم تعاقب اثنين من مسؤولي الحزب الحاكم على تعليقات اعتُبرت مسيئة للنبي محمد.

وسار المتظاهرون بعد صلاة الجمعة في الشوارع بالقرب من مسجد بيت المكرّم في وسط مدينة داكا. وردد كثيرون هتافات ضد رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، وسط غضب متزايد في بنغلادش ودول أخرى ذات أغلبية مسلمة منذ الأسبوع الماضي، عندما أدلى مسؤولان من حزب بهاراتيا جاناتا الحاكم بتصريحات اعتُبرت مسيئة للنبي محمد وزوجته عائشة.

وأصدر حزب مودي أوامر بتعليق عمل المتحدثة باسم الحزب نوبور شارما، وطرد المسؤول عن وحدة الحزب الإعلامية نافين كومار جيندال، مؤكداً أنه يندّد بإهانات الشخصيات الدينية، لكن المتظاهرين البنغاليين قالوا إن الإجراءات لم تكن كافية، وحثوا رئيسة وزراء بنغلادش الشيخة حسينة على الإدلاء ببيان رسمي في البرلمان يدين حكومة مودي.

وحافظت حسينة على علاقة دافئة مع جارتها الهند أكثر من عقد، على الرغم من تزايد المشاعر المعادية للهند في بنغلادش، الدولة ذات الأغلبية المسلمة التي يبلغ عدد سكانها 160 مليون نسمة.

إلى ذلك، نظّم فلسطينيون وقفة في ساحات المسجد الأقصى، بعد صلاة الجمعة، تنديداً بتصريحات المسؤولين الهنديين. وهتف المشاركون في الوقفة "الله أكبر"، و"لن تركع أمة قائدها محمد".

وأدان أحد المتحدثين التصريحات المسيئة للنبي محمد، ودعا إلى "مواقف إسلامية وعربية جادة تجاه الحزب الحاكم بالهند".

وفي باكستان، نُظمت تظاهرة في لاهور بعد صلاة الجمعة، بدعوة من حركة دينية متشددة معروفة بشلّ حركة البلاد بشكل متكرر بمسيرات مناهضة للتجديف. وتجمّع في وسط المدينة حوالى خمسة آلاف من أنصار حركة لبيك باكستان المحظورة سابقاً، للاحتجاج ومطالبة الحكومة باتخاذ إجراءات أقوى ضد الهند على خلفية التعليقات.

وقال المتظاهر عرفان رضوي، الذي يعمل مدرّساً: "نبي الإسلام هو خط أحمر بالنسبة لنا. سواء كانت الهند... أو أي جهة أخرى، يجب أن يعلموا أن المدافعين عن الإسلام لن يلتزموا الصمت".

إلى ذلك، نظم جزء من الأقلية المسلمة الوازنة في الهند والبالغ عدد أعضائها 200 مليون شخص، تظاهرات في عدة مدن، حيث تجمع حشد كبير أمام المسجد الجامع في نيودلهي الذي يعود تاريخ بنائه إلى القرن السابع عشر.

وفي مكان آخر من العاصمة، أظهرت لقطات نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي طلاباً من الجامعة الإسلامية المليّة المرموقة، وهم يحرقون دمية تجسّد نوبور شارما، المتحدثة باسم حزب بهاراتيا جاناتا، والتي أثارت تعليقاتها الضجة.

وقطعت السلطات الهندية الانترنت في الجزء الخاضع لها من إقليم كشمير المضطرب، وقيّدت صلاة الجماعة في المساجد، وفرضت حظر تجول، الجمعة. وأدى إضراب تلقائي إلى إغلاق أعمال تجارية في أنحاء مدينة سريناغار الرئيسية في المنطقة، حيث دعا المتظاهرون إلى الرد على "الإساءة" إلى النبي.

وفي إندونيسيا، أكبر دولة ذات غالبية مسلمة في العالم، نظم حوالى 50 محتجاً مسيرة أمام السفارة الهندية في جاكرتا. وصرّح منسّق الاحتجاج علي حسن لوكالة "فرانس برس"، بأن "الحكومة الهندية يجب أن تعتذر للمسلمين، وعليها اتخاذ إجراءات صارمة ضد السياسيين اللذين أدليا بهذه التصريحات".

وخلال مطلع الأسبوع، جرى استدعاء الدبلوماسيين الهنود في دول الخليج والدول الإسلامية المجاورة للاحتجاج على تصريحات مسؤولي حزب بهاراتيا جاناتا.

وأكدت وزارة الخارجية الهندية، في بيان، أن التغريدات والتصريحات المسيئة لا تعكس بأي حال وجهة نظر الحكومة. وقال أريندام باجتشي، وهو متحدث باسم الحكومة: "اتُخِذ إجراء قوي بالفعل بحق الفردين من المؤسسات المعنية... من المؤسف أن أمانة منظمة التعاون الإسلامي اختارت مرة أخرى إصدار تصريحات مضللة".

(أسوشييتد برس، الأناضول، فرانس برس)