تظاهرات بغداد تتسع والآلاف يرددون دولة مدنية ولا للتبعية

25 مايو 2021
المتظاهرون توافدوا من نحو 9 محافظات (Getty)
+ الخط -

قتل متظاهر وأصيب آخرون بعد قيام قوات مكافحة الشغب باستخدام الرصاص الحي والعصي وقنابل الغاز المسيل للدموع، لتفريق التظاهرات الحاشدة التي شهدتها ساحة التحرير وسط بغداد مساء الثلاثاء. 

وحدثت صدامات بين "مكافحة الشغب" والمتظاهرين بعد محاولة قوات الأمن إنهاء الاحتجاجات، ما دفع عناصر قوة لاستخدام القوة لإرغام المتظاهرين على مغادرة ساحة التحرير. 

وكرد فعل على مقتل متظاهر أصيب بإطلاق نار مباشر وإصابة آخرين من المتظاهرين، قام محتجون بحرق عدد من كرفانات قوات مكافحة الشغب قرب ساحة التحرير. 

وأظهرت مقاطع فيديو جرى تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي متظاهرين وهم يحملون أحد قتلى التظاهرات في ساحة التحرير. 

ويتظاهر الآلاف من العراقيين في العاصمة بغداد، منذ عصر اليوم الثلاثاء، بمشاركة واسعة من ناشطين ومحتجين وفدوا من تسع محافظات جنوب ووسط البلاد، كما وصل ناشطون من مدن غرب وشمال البلاد، وسط مشاركة نسائية لافتة، تلبية لدعوة أطلقها ناشطون قبل أيام لتجديد مطالب المحتجين من الحكومة، وأبرزها الكشف عن قتلة الناشطين والمتظاهرين والقضاء على الفساد.

وسارعت قوات الجيش، التي انتشرت بأعداد كبيرة وسط العاصمة، إلى إغلاق عدد من الطرق الرئيسة المؤدية إلى ساحات التظاهر التي توزعت على جانبي الكرخ والرصافة في ساحات النسور بالكرخ والفردوس والتحرير بجانب الرصافة.

وأعاد احتشاد آلاف المتظاهرين، في ساحة التحرير تحديدا، ذاكرة العراقيين إلى أول أشهر انطلاق الاحتجاجات في العراق في الأول من أكتوبر/ تشرين الأول عام 2019، إذ نجحت الأعداد الكبيرة من المتظاهرين في سيطرتها مجددا على أهم ميادين بغداد، وهي ساحة التحرير، بعد نحو 6 أشهر من فقدانها السيطرة عليها إثر قيام قوات حكومية بفض الاعتصام فيها ورفع خيام المتظاهرين

وقال ناشطون عراقيون في بغداد، لمراسل "العربي الجديد"، إنه من المتوقع أن ينتقل متظاهرو ساحتي النسور والفردوس بشكل تدريجي إلى ساحة التحرير، خاصة مع بدء القوات العراقية بإغلاق عدد من الطرق للسيطرة على الأعداد الكبيرة من المحتجين، لا سيما الذين قدموا في الساعات الماضية من كربلاء والنجف وبابل.

تقارير عربية
التحديثات الحية

ورفع المتظاهرون شعارات عدة تهاجم الأحزاب الحاكمة في البلاد والفساد المالي والفشل في توفير الخدمات، مؤكدين نفس الشعارات السابقة مثل "نريد وطن"، ودولة مدنية"، وأيضا "لا للتبعية"، كما شوهدت صور لضحايا ناشطين تم اغتيالهم من قبل جهات مسلحة، وتنصلت الحكومة من وعود التحقيق والكشف عن الجهات التي تقف خلف قتلهم.

ورفع متظاهرون في ساحة التحرير شعارات جديدة، اعتبر مراقبون أنها مطالب جديدة في التظاهرات، وهي منع الإفلات من العقاب، وحملوا لافتات تنتقد بعثة الأمم المتحدة في العراق مع عبارة "impunity".

كما حاول متظاهرون الوصول إلى مقر مجلس القضاء الأعلى، لكن قوات الجيش حالت دون وصولهم، وجرى التفاوض مع ناشطين لإقناعهم بالعدول عن فكرة الوصول إلى مقر المجلس، وهو أعلى سلطة قضائية في العراق، إذ قرر المتظاهرون إيصال رسائل تنديدا بما سموه شراكة القضاء مع السياسيين في التستر على المجرمين والفاسدين.

ويشارك الحزب الشيوعي العراقي عبر كوادره، فضلا عن قوى مدنية مختلفة، في التظاهرات، في خطوة اعتبرت توجها مركزيا لدعم عودة الحراك الشعبي للضغط على الأحزاب والقوى السياسية الفاعلة نحو مزيد من الإصلاحات.

وفقا لمصادر مقربة من الحكومة، فإن قوات الأمن دخلت حالة التأهب منذ فجر اليوم، تخوفا من أي عمليات عنف ينفذها مندسون ضد المتظاهرين تتسبب في مواجهات جديدة تؤدي إلى سقوط ضحايا، على غرار مرات سابقة.

وفي البصرة، خرج المئات من المتظاهرين وسط المدينة مرددين شعارات تعلن تأييدهم للتظاهرات في بغداد، ما دفع الأمن العراقي إلى إغلاق عدد من الطرق في العشائر وشط العرب، وكذلك الطريق الرئيسي المؤدي إلى القنصلية الإيرانية وديوان المحافظة.

ووثق ناشطون صورا لمساعدات قدمها أهالي بغداد للمتظاهرين القادمين من المحافظات الأخرى. وقال عضو تنسيقيات كربلاء أحمد الموسوي، لـ"العربي الجديد"، إن العشرات من العوائل قدمت لهم وجبات سريعة وماءً وآخرين اكتفوا بالترحيب.

وأضاف الموسوي أن "رد فعل أهالي بغداد على دخول حافلات المتظاهرين تؤكد أن الطبقة السياسية الحالية وحدت العراقيين من حيث كراهيتهم لها وأملهم بالخلاص منها"، وفقا لتعبيره.

وكتب الإعلامي عامر الكبيسي: "عائلات بغداد تفتح بيوتها للمتظاهرين للماء والطعام وأي خدمات أخرى"

في هذه الأثناء، وجّه النائب عدنان الزرفي طلبا إلى رئاسة البرلمان، لعقد جلسة خاصة تستضيف قادة الأجهزة الأمنية للوقوف على ملف الاغتيالات بحق الناشطين المدنيين.

ونقلت وسائل إعلام محلية عراقية وثيقةً موجهةً إلى البرلمان بشأن عقد الجلسة واستضافة القيادات الأمنية، وسط ترجيحات بأن تصدر حكومة مصطفى الكاظمي بيانا بشأن تطورات الساعات الأخيرة في بغداد ومطالب المحتجين.

دلالات
المساهمون