شهدت الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة، أمس الثلاثاء، تصعيداً يكاد يكون الأكبر منذ بدء المقاومة الفلسطينية عملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول، بعدما قتل جندي في الجيش اللبناني وأصيب آخرون، فيما أعلن حزب الله شنّ 14 عملية ضد مواقع الاحتلال في اليوم ذاته.
وفي امتداد لوتيرة التصعيد، قصف الاحتلال الإسرائيلي خلال الساعات الماضية مواقع عدة على الحدود، فيما يبقى مسرح المواجهات مفتوحاً على كل الاحتمالات، خصوصاً أن المجازر في غزة لا تتوقف.
"العربي الجديد" يتابع تطورات الأوضاع على الجبهة اللبنانية أولاً بأول..
أعلن "حزب الل"ه في بيانين منفصلين استهداف موقع رويسة القرن في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة بصاروخ موجه، وإصابته إصابة مباشرة، كما إصابة موقع الضهيرة الإسرائيلي إصابة مباشرة بعد استهدافه بالأسلحة المناسبة.
وقال الحزب في بيان ثالث إنه استهدف موقع حدب البستان بالصواريخ الموجهة، وتمت إصابته إصابة مباشرة.
شددت وزارة الخارجية اللبنانية على أن "تهديدات المسؤولين الإسرائيليين المتكرّرة بشنّ حرب استباقية على لبنان، وإعادته إلى العصر الحجري، بالإضافة إلى خرق إسرائيل المستمرّ للقرار 1701 وللسيادة اللبنانية، وامتناعها منذ عام 1948 عن تنفيذ قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، كلّها عوامل تشكل استفزازات تؤجّج الصراع وتقوّض الجهود المبذولة لتحقيق الأمن والاستقرار".
وأكدت وزارة الخارجية أن "لبنان حريصٌ على خفض التصعيد وإعادة الهدوء على طول الخط الأزرق، كما يدين استهداف مقرّات وعناصر اليونيفيل"، مشددة على أن "لبنان يكرّر التزامه بالتنفيذ الكامل للقرار 1701، ويطالب بالتزام إسرائيل الكامل باحترامه، الأمر الذي لم يتوفر لتاريخه".
وقالت الخارجية اللبنانية في بيان اليوم الأربعاء "قامت إسرائيل بالأمس باستهداف مركز للجيش اللبناني في منطقة العديسة مما أدى إلى استشهاد عسكري وإصابة 3 آخرين بجروحٍ نقلوا على أثرها إلى المستشفى للمعالجة".
وأشارت إلى أن "لبنان يؤمن إيماناً عميقاً بأهمية الالتزام بالقانون الدولي واحترام القرارات الصادرة عن مجلس الأمن، فيما تمعن إسرائيل بانتهاك سيادة لبنان والاعتداء عليها براً وبحر وجواً، ممتنعةً عن تنفيذ القرارات الدولية ولا سيما القرار 425 (يقضي بالانسحاب الفوري للقوات الإسرائيلية من الأراضي اللبنانية..)، أما بالنسبة إلى القرار 1701 الصادر عن مجلس الأمن الدولي عام 2006، فإنّ إسرائيل هي التي لم تلتزم بتنفيذ مضمونه كاملاً".
قلق فرنسي من الاشتباكات الدائرة على الحدود اللبنانية
أعربت فرنسا عن "قلقها البالغ إزاء استمرار الاشتباكات على الحدود بين لبنان وإسرائيل".
وأسفت في بيان صادر اليوم الأربعاء، عن وزارة أوروبا والشؤون الخارجية – الدبلوماسية الفرنسية، لـ"الضربة الإسرائيلية التي أودت بحياة أحد عناصر الجيش اللبناني".
وكرّرت فرنسا "دعمها للجيش اللبناني الضامن لوحدة البلاد واستقرارها"، مذكرة بضرورة التمسك بسيادة لبنان، والتنفيذ الكامل من قبل جميع الأطراف المعنية بالقرار 1701 الصادر عن مجلس الامن التابع للأمم المتحدة.
وأشارت إلى أن "الأمر متروك لجميع الأطراف لممارسة أقصى قدر من ضبط النفس، من أجل منع اندلاع حريق إقليمي لن يتعافى منه لبنان"، لافتة إلى أن "هذه الاشتباكات تتعلق أيضاً بأمن قوات اليونيفيل، التي عليها الحفاظ على قدرتها على العمل وأمنها".
قال رئيس بلدية ميس الجبل عبد المنعم شقير لـ"العربي الجديد"، إن قصفاً للاحتلال الإسرائيلي يطاول البلدة بشكل عنيف، وقد استهدف اليوم الساحة العامة، ومحلاً لبيع الدجاج، ومنازل سكنية منها مأهولة، وقد تسبب بسقوط إصابات، لكن حتى الساعة لم نتمكن من معرفة التفاصيل لأن الطيران الإسرائيلي في الأجواء والقصف مستمرّ ولم يتوقف.
وأشار شقير إلى أن ليل بلدة ميس الجبل كان ساخناً جداً، والاحتلال الإسرائيلي استخدم القذائف والقنابل الفوسفورية والأسلحة المحرمة دولياً، واستهدف الساحة العامة والمنازل والبيوت السكنية والمحال التجارية.
قال مصدرٌ في الجيش اللبناني لـ"العربي الجديد" إن "القصف الإسرائيلي أمس الثلاثاء استمرّ لساعات متأخرة ليلاً، وطاول الشقق السكنية والمحال التجارية في بعض البلدات الحدودية، ما تسبّب بأضرار كبيرة لكن لم تسجل إصابات بشرية".
وأشار إلى أنه "جرى إخلاء العديد من الشقق السكنية في ظلّ خطورة الوضع، وبدورنا نواصل دعواتنا إلى الناس لمغادرة منازلهم في النقاط التي تعدّ ساخنة".
وأكد أن "الجيش يواصل عمله وبالتنسيق مع قوات اليونيفيل على الحدود، والمؤسسة العسكرية ستبقى صامدة وجاهزة لمواجهة كل خطر يهدد الأراضي اللبنانية".
ذكرت وسائل إعلام تابعة لـ"حزب الله" أن 3 قذائف مباشرة أطلقتها دبابة إسرائيلية استهدفت منزلاً للمرة العاشرة في بلدة عيتا الشعب، مشيرة إلى سقوط 3 قذائف كذلك في أطراف بلدة الناقورة في جنوب لبنان.
استهدف جيش الاحتلال الإسرائيلي عدة مواقع في جنوب لبنان خلال الساعات الماضية، حسب الوكالة الوطنية للإعلام.
وذكرت الوكالة أن بلدة ميس الجبل تعرضت لقصف عنيف، فيما شهدت أطراف بلدتي محيبيب وبليدا قصفاً مدفعياً. كما أطلق الاحتلال الإسرائيلي قذائف حارقة ليلاً على الأحراج المتاخمة للخط الأزرق.