تشكيك في تأثير فوز الإصلاحيين في إيران على الأزمة اليمنية

11 يوليو 2024
مناصرون للحوثيين خلال تظاهرة في صنعاء، 5 يوليو 2024 (محمد حويس/فرانس برس)
+ الخط -

تطرح عودة التيار الإصلاحي إلى الحكم في إيران، بعد فوز مرشحه مسعود بزشكيان في الانتخابات الرئاسية، تساؤلات عن التغييرات التي ستُنتجها في السياسة الخارجية للبلاد، وما سيلقيه ذلك من تبعات على العديد من الملفات في المنطقة، ومن ضمنها الأزمة اليمنية. وإيران هي الدولة الوحيدة التي تقيم علاقة رسمية مع جماعة أنصار الله (الحوثيين) وتتبادل السفراء مع الجماعة، وتدعمها عسكرياً وسياسياً.

عضو المكتب السياسي لجماعة الحوثيين، حزام الأسد، قال لـ"العربي الجديد" إن "إيران دولة نظام ودستور ومؤسسات، وتبني علاقاتها مع الدول الأخرى وفق القواسم المشتركة والندية والاحترام المتبادل، كما أن إيران دولة تحترم نفسها ولا تتدخّل في شؤون غيرها، وليس لها أي علاقة في موضوع الحرب أو السلم بين صنعاء والرياض، فالقرار اليمني مستقل تماماً". وأشار إلى أن "ما يجري اليوم من تعاون وتنسيق في عمليات الإسناد لأهلنا في غزة ما هو إلا محصلة للعلاقة الأخوية والندية التي تلتقي في إطار المصالح المشتركة للشعبين وللأمة، وتحترم فيها السيادة والاستقلال لكلا البلدين ولبلدان ودول المنطقة، وتقوم على أساس التعاون المشترك".

حزام الأسد: إيران ليس لها أي علاقة في موضوع الحرب أو السلم بين صنعاء والرياض، والقرار اليمني مستقل تماماً

القرار الإيراني تجاه الأزمة اليمنية

وعن الأزمة اليمنية بعد فوز بزشكيان، قال الصحافي اليمني المتخصص في الشأن الخليجي والسياسات الإيرانية، عدنان هاشم، لـ"العربي الجديد"، إن "المرشد الإيراني الأعلى و"فيلق القدس" ما يزالان المؤثرين بشكل كبير على علاقة إيران بجماعة الحوثيين، والرئيس الجديد ضعيف في السياسة الخارجية، ولذلك سيمضي مع المرشد في كثير من الملفات". لكنه استدرك أن "التوتر في البحر الأحمر مرتبط بشكل كبير بوعود الرئيس الإيراني الداخلية، مثل رفع العقوبات الاقتصادية وتحسين العلاقة مع دول المنطقة، وإيران بحاجة للتهدئة مع المخاوف من وصول دونالد ترامب للرئاسة في الولايات المتحدة، وفي الوقت نفسه ستحتاج للعمل على تهدئة الحوثيين في البحر الأحمر لتحسين العلاقة مع أوروبا، للاستفادة من خلافات أوروبا وأميركا في إدارة ترامب". واعتبر هاشم أن "معظم السياسيين في إيران يتفقون على أن وجود جيش خارج الحدود متعدد الجنسيات للدفاع عن إيران مهم في حساباتها الداخلية والخارجية، ويختلفون فقط في الاختيار بين الدبلوماسية المرنة والعنف المفرط".

لا تغييرات جوهرية في الموقف الإيراني

أما المحلل السياسي اليمني أحمد شوقي أحمد، فرأى في حديث لـ"العربي الجديد" أن "وصول الإصلاحيين إلى الرئاسة في إيران لن يمثل فارقاً كبيراً تجاه الأزمة اليمنية؛ فالإصلاحيون والمحافظون كلهم يعملون تحت سلطة المرشد الأعلى، لكن الفارق أن الإصلاحيين ربما أكثر هدوءاً ودبلوماسية في مواقفهم وتصريحاتهم المعلنة تجاه الولايات المتحدة والغرب، كما أن الإصلاحيين محبوبون شعبياً من خلال دعمهم للحريات الاجتماعية ودعم الحريات الشخصية إلى حد ما، كما كان لديهم في فترات سابقة أداء جيد في مسألة الإدارة والاقتصاد".

واستبعد تغييراً جوهرياً في الموقف الإيراني من الأزمة اليمنية. وأعرب عن اعتقاده بأن "الإصلاحيين ربما يحاولون طمأنة السعوديين والأطراف الإقليمية في ما يتعلق بالسلام، لكن على صعيد الممارسة لن يتغير شيء، وأعتقد أن المشروع الإيراني في المنطقة هو ملف تابع للمرشد الأعلى، وبالتالي الجهة التنفيذية لهذا المشروع هي الحرس الثوري، وهذه الكيانات لا تخضع لسيطرة الرئيس وإنما لسيطرة المرشد".

شوقي أحمد: لن يكون هناك تغيير تجاه اليمن، خصوصاً أن إيران تجد أن جماعة الحوثي أصبحت ذراعاً إقليمية لها في المنطقة

كما استبعد المحلل السياسي اليمني أن يؤدي وصول الإصلاحيين للحكم في إيران إلى التعجيل في حلحلة الأزمة اليمنية وتوقيع اتفاق السلام في اليمن، معتبراً أن "المليشيات الموالية لإيران والتي تعمل في الخارج تقع تحت إدارة الحرس الثوري الذي يخضع لإدارة المرشد الأعلى، وبالتالي فالحرس الثوري يتمتع بسلطات خارج سلطات الجهات الرسمية للدولة الإيرانية، ولذا لن يكون هناك تغيير، خصوصاً أن إيران تجد أن جماعة الحوثي اليوم أصبحت تمثل ذراعاً إقليمية لها في المنطقة، وربما يكون لها دور أكبر على المستوى الدولي فيما يتعلق بالصراع، وإيران لن تفرّط بهذا النفوذ الذي حققته خلال الفترة الماضية، والدور الذي تلعبه جماعة الحوثي كيدٍ طولى للمشروع الإيراني". ولفت أحمد إلى أن الخلاف بين الإصلاحيين والمحافظين في إيران لا يتعلق بالمشروع التوسعي، وإنما في كيفية التوسع في المنطقة.

المساهمون