أعربت قيادة جيش الاحتلال الإسرائيلي، عن قلقها الكبير، من سلسلة التسريبات المتعمّدة بشأن العمليات العسكرية التي يعتزم الجيش تنفيذها، بـ"طريقة تعرّض تنفيذها للخطر، وفي بعض الحالات تؤدي حتى إلى إرجائها"، وفق ما نشره موقع "يديعوت أحرونوت" اليوم الاثنين.
ونقل الموقع عن مسؤولين أمنيين لم يسمهم، وصفهم ما يحدث بأنه "عدم تحلٍّ بالمسؤولية وخطر حقيقي على أمن الدولة".
وبلغت التسريبات ذروتها، بحسب الموقع، في الأسبوع الأخير، بعد تمرير قانون إلغاء "حجة المعقولية"، إذ نُشرت تقارير حول نية رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عقد جلسة أمنية مهمة، بشأن التوتر الحاصل مع "حزب الله" اللبناني على الحدود بين لبنان والأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948، وفي ظل تبادل الاتهامات بين دولة الاحتلال والأمين العام للحزب حسن نصر الله، ما أدى إلى تغيير في الأجندة العامة والإعلامية.
نتنياهو يعقد جلسة أمنية بشأن التوترات مع "حزب الله"
وبعد انعقاد الجلسة الأمنية، أمس، عمم مكتب نتنياهو، بأن "رئيس الحكومة تلقّى توصيات وأساليب العمل التي اقترحها الجيش الإسرائيلي والأجهزة الأمنية"، دون ذكر تفاصيل.
وشاركت في الجلسة عدة شخصيات أمنية، من بينها وزير الأمن يوآف غالانت، ووزير الشؤون الاستراتيجية رون درامر، ورئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي هيرتسي هليفي، ورئيس "الموساد" ديفيد برنيع، ورئيس "الشاباك" رونين بار، ورئيس مجلس الأمن القومي تساحي هنغبي وعدد آخر من كبار المسؤولين الإسرائيليين.
وناقشت الجلسة وقائع التصعيد على الجبهة اللبنانية، ومن ضمنها عملية مجيدو التي وقعت قبل نحو أربعة أشهر، حيث تسلل عنصر من "حزب الله" ووصل إلى عمق 70 كيلومتراً من دون أن يُكشف أمره، ونجح في زراعة عبوة ناسفة في محيط مفترق مجيدو وفجرها وحاول العودة إلى لبنان، حيث جرت تصفيته قبل وصوله إلى الحدود. كما ناقشت الجلسة الخطوات التي يمكن أن تتسبب بتصعيد الوضع.
استفزازات "حزب الله" لا تشكل تصعيداً أمنياً
وأوصت قيادات الجيش الإسرائيلي في الجلسة، وفق ما نشره الموقع، "بضرورة التمييز بين الاستفزازات مثل تخريب كاميرات المراقبة، وإقامة الخيام في الأراضي الإسرائيلية، والمسيرات على طول السياج (الحدودي)، وبين عمليات على غرار عملية مجيدو، والتي تنطوي على احتمالات للتسبب بمواجهة".
وبحسب مسؤولين أمنيين، فإنه من غير المجدي الدخول في نشاطات وعمليات "لا نريدها ولا نحتاجها" أمام "حزب الله"، وأن "الاستفزازات الأخيرة لا تشكّل تصعيداً أمنياً"، في نظرهم.
رغم ذلك، أكد المسؤولون بحسب الموقع ضرورة "التوضيح لنصر الله أن خطأً واحداً من طرفه يمكن أن يكون خطيراً ويؤدي إلى انزلاق المنطقة لمواجهةٍ"، مع التشديد على أن "الهدف هو إفشال العمليات وليس الانجرار إلى الاستفزازات".
ولفت الموقع إلى أن المسؤولين أجمعوا على أنه من الخطأ القيام بعمل عسكري فوري، لكن ثمة تقديرات لدى مسؤولين أمنيين بأن الانتظار لفترة طويلة، بشأن خيمة "حزب الله" المنصوبة قرب الحدود، يمكن أن يخلق وضعًا جديدًا سيكون من الصعب تغييره، ويتسبب بضرر دائم للردع.
وذكر الموقع الإسرائيلي أن "إسرائيل امتنعت حتى الآن، في معظم الحالات، عن الرد على أنشطة (حزب الله) في الأشهر الأخيرة، وفضّلت احتواء الرد العسكري أو التروي بشأنه، وعندما جاء كان معتدلاً".
وبحسب الموقع لم يسرّب الجيش الإسرائيلي أي خطط مستقبلية بشأن "حزب الله"، مشيرًا إلى أن جميع المناقشات حول هذا الموضوع كانت قد خضعت لتشديد كبير داخل جيش الاحتلال.
رغم ذلك، أعرب رئيس هيئة الأركان هيرتسي هليفي، عن استيائه في الجلسات المغلقة التي أجريت في الآونة الأخيرة، من تسريبات مماثلة بخصوص الخطط المستقبلية للجيش الإسرائيلي، خاصة في الضفة الغربية.
ولفت الموقع إلى أنه سبقت التسريبات عن الاجتماع الأمني الذي عُقد أمس، أخرى بخصوص العمليتين الأخيرتين لجيش الاحتلال في جنين وقطاع غزة، وهو "ما أدى إلى إلحاق الضرر بتنفيذهما وتأجيلهما".
وأضاف الموقع أن الجيش الإسرائيلي حاول الحفاظ على سرية العمليات من أجل عدم تعريض جنوده للخطر، ولكن مرة تلو الأخرى تسببت التسريبات في "تحويل الأنظار عن القضايا الملتهبة".