أكد وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، اليوم الاثنين، ضرورة ابرام اتفاقية سلام شاملة بين أذربيجان وأرمينيا من أجل إرساء الاستقرار الاقليمي.
ودعا في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الأذربيجاني جيهون بيراموف، عقب لقائهما في أنقرة، الأطراف الدولية إلى عدم التحيز، ودعم السلام، وعدم تقويض العملية، لافتاً إلى أن قوة تركيا من قوة أذربيجان، والعكس صحيح أيضاً.
وقال إن "الطريق المؤدي للاستقرار الإقليمي يمرّ من اتفاقية سلام شاملة (بين أذربيجان وأرمينيا)، وفتح ممر زنغزور يحمل أهمية كبيرة في هذا الإطار".
وكان الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف أعلن، في 24 مايو/ أيار 2022، الاتفاق مع أرمينيا بخصوص فتح الممرّ، من دون موعد محدّد.
ويربط الممر بين البر الرئيسي لأذربيجان وإقليم ناختشيفان ذاتي الحكم المتاخم لتركيا، مروراً بالأراضي الأرمينية.
كما تطرق فيدان إلى ممر لاتشين الواصل بين أرمينيا وإقليم كاراباخ، الذي خاضت الجمهوريتان السوفييتيتان السابقتان حربين، مطلع تسعينيات القرن الماضي وعام 2020، للسيطرة عليه.
وأكد فيدان أن "ممر لاتشين أرض أذربيجانية، ويحق لباكو اتخاذ ما تراه ضرورياً من تدابير، فذلك يُعدّ أحد أهم حقوقها السيادية"، وذلك رداً على ما يقال حول أن إقامة أذربيجان نقطة عبور حدودية على ممر لاتشين تسبب بأزمة إنسانية.
ونوه فيدان إلى أن أذربيجان تراعي الاعتبارات الإنسانية، وأن عمليات العبور للحالات الطبية متاحة، وأنه تم تخصيص مسارات أخرى مناسبة من أجل نقل المستلزمات على نطاق واسع.
وأشار أنه مع وضع هذه الأمور بعين الاعتبار، فإن تركيا تعتقد أنه لا توجد أرضية محقة لانتقاد أذربيجان بهذا الشأن.
ولفت فيدان إلى أن أنقرة تؤمن بضرورة توقيع الاتفاقيات اللازمة بين أرمينيا وأذربيجان بأسرع وقت ممكن، وإطلاق عملية تنمية اقتصادية واستقرار في القوقاز، في مركزها أذربيجان وتركيا وأرمينيا.
وخاضت أرمينيا وأذربيجان حربين للسيطرة على ناغورنو كاراباخ، آخرهما في عام 2020، ونتجت عنها هزيمة أرمينيا وتحقيق أذربيجان مكاسب ميدانية، وانتهت بوقف هش لإطلاق النار.
وعادت التوترات للتصاعد، في مطلع يوليو/ تموز، بعدما أغلقت أذربيجان بذرائع مختلفة حركة المرور عبر ممر لاتشين، الطريق الوحيد الرابط بين ناغورنو كاراباخ وأرمينيا.
وفي وقت سابق هذا الشهر، رجح رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان، في مقابلة مع وكالة فرانس برس، اندلاع حرب جديدة بين بلاده وأذربيجان.
ولفت في سياق آخر إلى أن الحوار مستمر بخصوص الخطوات التي ستتخذ في مسار تطبيع العلاقات بين تركيا وأرمينيا، وقال: "هناك آليات تأسست بهذا الصدد، ولنا ممثلون خاصون، وهناك قنوات أخرى".
وحول الاعتداءات على القرآن الكريم في السويد والدنمارك، أوضح فيدان أنه أجرى سلسلة من المحادثات الدبلوماسية ركزت على ما يمكن القيام به بهذا الصدد.
وأعرب عن سروره برؤية وعي جاد في الأمم المتحدة ومنظمة التعاون الإسلامي بهذه القضية، مبينًا أنه سيشارك في اجتماع وزراء خارجية دول منظمة التعاون الإسلامي. وأضاف: "المهم أن الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي تواصل عملها المشترك في هذه القضية وإظهار مواقفها المشتركة بطريقة منهجية".
(الأناضول، العربي الجديد)