كشف محمد أمين بيلماز، والي ولاية "فان" التركية، الواقعة جنوب شرقي البلاد، الثلاثاء، عن تواصل الأعمال في بناء جدار عازل على الحدود التركية الإيرانية بطول 295 كم، من أجل منع تسلل المسلحين والمهاجرين غير النظاميين.
وخلال جولة للوالي مع قيادات عسكرية لأعمال البناء، تفقد فيها أعمال حفر وبناء الجدار العازل، قال للصحافيين إن الجهات المعنية تهدف لاستكمل بناء 64 كم من الجدار بنهاية العام الجاري، حيث اكتمل حتى الآن بناء 3.5 كم".
وأوضح أن هناك "مناقصة جاهزة لتنفيذ 63 كم أيضاً من الجدار هذا العام، ويستكمل بناء الجدار خلال السنوات القادمة، لتشمل ولايات أغدر وآغري وفان الحدودية".
وذكر الوالي وجود ثلاث مراحل لأعمال الحفر والبناء والردم، قائلاً: "الأعمال مستمرة من جهة، ومن جهة ثانية يتم الحديث مع المسؤولين الإيرانيين وتحديد المناطق التي سيتم البناء عليها، وفي المرحلة الأولى يتم تنظيف الألغام من قبل قوى الجندرما، ولهذا يتم حفر الخنادق منذ عامين".
وأضاف: "يبلغ عمق الخنادق أربعة أمتار، وعرضها أيضاً أربعة أمتار، ويتم وضع الأسلاك الشائكة على مداخل الخنادق التي حفر منها 110 كم، ويستكمل حفر 30 كم في الوقت الحالي من قبل إحدى الشركات، وستقوم الولاية أيضاً بحفر 30 كم أخرى".
وبيّن أن "الحدود ستضم 58 برجاً للمراقبة يتم إنشاؤها، و45 برجاً للاتصالات، وستحتوي الأبراج على كاميرات حرارية للمراقبة وحساسات ورادارات، وأنظمة إطلاق استُكمل قسم منها، وستدخل الخدمة نهاية العام الجاري".
وتخشى تركيا موجات لجوء كبيرة لمهاجرين غير نظاميين قادمين من دول وسط آسيا، وخاصة أفغانستان التي تعاني من اضطرابات أمنية، في ظل تصاعد الحديث عن هذه الأزمة أخيراً بالبلاد، وخشية تسلل مسلحين، بينهم من ينتمون لتنظيمات محظورة في البلاد.
ودفعت هذه المخاوف تركيا لتعزيز أمن الحدود عبر الجدار وعبر إرسال قوى أمنية للمنطقة، وفق ما أفاد به الوالي، مبيناً أنه "أرسلت وحدات عسكرية تابعة للقوات البرية بهدف الاستكشاف، وقوات كوماندوز وعربات مصفحة، فضلاً عن قوات خاصة ومركبات عسكرية".
وأضاف: "تم رفع عدد الدوريات في المنطقة وتكثيفها، ولهذا تم إرسال مجموعات تتكون من مئات العناصر من الجندرما للمنطقة من الولايات المجاورة، وسيتم قريباً تزويد المنطقة بعناصر أمن من قوة الحراس".
وأكد أن "المنطقة تتم حمايتها ومراقبتها بشكل مستمر وعلى مدار الساعة عبر الطائرات المسيّرة، وعبر الصور، حيث يتم منع عمليات عبور المهاجرين غير النظاميين، وقد منعت 105 عمليات عبور، وتم إجراء معاملات بحق 55 ألف شخص هذا العام، فيما تم توقيف 783 مهرباً اعتقل منهم نحو 300".
وسبق أن أنشأت تركيا جداراً عازلاً على الحدود مع سورية لمنع تدفق مسلحين ولاجئين ومهربين إليها، بحسب مسؤولين حكوميين، حيث تتهم تركيا وحدات الحماية الكردية وتنظيم "داعش" بإرسال عناصرها إليها من أجل تنفيذ عمليات مسلحة، فيما يتم استهداف أي شخص يتم رصده، وهو ما أوقع لاجئين سوريين بين قتلى وجرحى خلال السنوات السابقة.
تابع آخر أخبار العربي الجديد عبر Google News
