ترقب عراقي لمواقف مقتدى الصدر: هل يعدل عن اعتزال العمل السياسي؟

24 مارس 2023
زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر (قاسم الكعبي/فرانس برس)
+ الخط -

وسط ترقب سياسي وشعبي عراقي لمواقف جديدة قد يعلن عنها زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، الذي اعتزل العمل السياسي قبل أكثر من 7 أشهر، تحدث مراقبون عن ملامح عودة جديدة للتيار لممارسة العمل السياسي على إثر إصرار تحالف "الإطار التنسيقي"، الذي يضم قوى حليفة لإيران، على تمرير كامل لقانون الانتخابات الجديد وفق آلية "سانت ليغو"، التي يعترض عليها التيار الصدري والقوى المستقلة.

وكان البرلمان العراقي صوّت، الاثنين الماضي، على اعتماد آليات محددة لفرز نتائج الانتخابات خلال تصويته على قانون التعديل الثالث لقانون الانتخابات الجديد، رغم معارضة القوى المدنية والعلمانية وأطياف شعبية واسعة بوصفه قانوناً "فُصِّل على مقاس القوى النافذة في البلاد"، حيث يعيد نظام الدائرة الواحدة وفق آلية "سانت ليغو" (طريقة حساب رياضية تُتبع في توزيع أصوات الناخبين بالدول التي تعمل بنظام التمثيل النسبي).

ووجه مقتدى الصدر، الأربعاء الماضي، بعدم سفر ثمانية من قيادات التيار الصدري، وذكر مكتب الصدر في بيان أن "زعيم التيار الصدري أبلغ المسؤول الإداري في الحنانة مصطفى اليعقوبي أن يبلغ كلا من محمود الجياشي، وحيدر الجابري، وعون آل النبي، وحسن العذاري، وجليل النوري، وأحمد المطيري، وكاظم العيساوي، ومؤيد الأسدي، بعدم السفر الى خارج العراق خلال شهر رمضان المبارك، لوجود أمور مهمة تتعلق بالوضع العام والخاص".

وشدد على "وجود عدة اجتماعات مهمة يجب عليهم حضورها"، مؤكداً أنه "في حال عدم الالتزام أرجو إخبارنا بذلك لاتخاذ اللازم"، ولم يكشف عن الأمور المهمة وفحوى الاجتماعات.

ولم يصدر عن التيار الصدري وقياداته أي توضيح بشأن ذلك، إلا أن نائباً سابقاً في التيار أكد لـ"العربي الجديد"، طلب عدم ذكر اسمه، أن "قيادات ونواب التيار يتوقعون موقفاً سياساً من قبل الصدر، مع إصرار الإطار التنسيقي على تمرير قانون الانتخابات الجديد"، مبيناً أن "موقف الصدر غير معلوم، إلا أن طلبه بعدم سفر قيادات التيار، والحديث عن اجتماعات مهمة يؤشر إلى أن الصدر يدرس قراراً مصيرياً".

وعن إمكانية عودة الصدر إلى العمل السياسي، أكد النائب أن "كل شيء جائز"، واصفاً مجريات الأوضاع السياسية بأنها غير مستقرة وتصب نحو مزيد من الاقصاء للصدريين والقوى المدنية.

ولم يبد تحالف "الإطار التنسيقي" أي موقف إزاء تلك المستجدات، إلا أن زعيم تيار الحكمة في الإطار، عمار الحكيم، أكد في لقاء متلفز، مساء أمس الخميس، أن "القلوب مفتوحة والأيادي ممدودة إلى الصدر"، مؤكداً أن "هناك علاقة تاريخية كانت مستمرة مع الصدر، وأنه (الصدر) شريك موثوق وأساسي في المعادلة السياسية العراقية".

واستبعد أثيل النجيفي، القيادي في تحالف "إدارة الدولة" الذي يضم "الإطار التنسيقي والقوى الكردية وتحالف السيادة"، أن يقلب الصدر الطاولة على الآخرين، وقال في تصريح صحافي، "الصدر انسحب من البرلمان لأن الوضع وصل إلى باب مسدود لا يمكن فتحه، بل يتوجب كسره وكسر هذا الباب لن يقبل به أي طرف مشارك في العملية السياسية"، مؤكداً أن "الذين يقولون بأن أحد أطراف العملية سيقلب الطاولة على الآخرين (التيار الصدري)، فإنهم لا ينظرون بعمق إلى العملية السياسية، ولا بتأثرها بالظروف الدولية والإقليمية".

ولم يستبعد الباحث في الشأن السياسي العراقي، مهند الجنابي، عودة سياسية للصدر. وقال في تغريدة إن "هناك ملامح عودة سياسية لزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر".

وكان التيار الصدري سجل أول موقف سياسي في 25 من فبراير/ شباط الماضي، بعد غياب سياسي دام لعدة شهر، عبر رفض تعديل قانون الانتخابات بعد اعتراض النواب المستقلين عليه، إذ نشر القيادي البارز في التيار، حاكم الزاملي، على حسابه الرسمي في فيسبوك مقطعاً مصوراً لممثل المرجعية الدينية، عبد المهدي الكربلائي، وكتب عليه "لا للقائمة المغلقة، لا للدائرة الواحدة".

وانسحب التيار الصدري من العملية السياسية في 29 أغسطس/ آب الماضي، بعد أن قرر زعيمه مقتدى الصدر سحب نواب كتلته "الصدرية" من البرلمان ومن ثم اعتزال العمل السياسي، بعد سلسلة أحداث كبيرة بدأت بتظاهرات لأنصار التيار انتهت بالاشتباكات داخل المنطقة الخضراء في بغداد، مع فصائل مسلحة منضوية تحت هيئة "الحشد الشعبي".

المساهمون