ترتيبات ليبية أخيرة قبل إعادة فتح منفذ رأس جدير مع تونس

01 يوليو 2024
منفذ رأس جدير الحدودي بين ليبيا وتونس، 8 أكتوبر 2011 (أوكونيك/Getty)
+ الخط -

أعلنت وزارة الداخلية في حكومة الوحدة الوطنية عن بدء التجهيزات والترتيبات النهائية لإعادة افتتاح منفذ رأس جدير الحدودي مع تونس، ويُنتظر أن يصل رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة إلى مدينة زوارة المحاذية للمنفذ. وبدأت الصفحة الرسمية للوزارة في نقل بث مباشر للترتيبات والاستعدادات لإعادة افتتاح المنفذ المغلق منذ مارس/آذار الماضي، بعد أن تعثر افتتاحه ثلاث مرات خلال يونيو/حزيران الماضي.

ووصل وزير الحكم المحلي في حكومة الوحدة الوطنية بدرالدين التومي، اليوم الاثنين، إلى مدينة زوارة المحاذية للمنفذ، "لتفقد كافة الأوضاع في المنطقة والوقوف على احتياجات البلدية"، بحسب بلدية زوارة التي قالت إن زيارة التومي للبلدية تأتي "في سياق الجهود المبذولة من كافة أهالي بلدية زوارة المطالبين بحقوقهم التي تندرج تحث الإطارات الخدمية"، مشيرة إلى أنه من المقرر أن يصل الدبيبة إلى البلدية في وقت لاحق اليوم. وكانت مصادر ليبية متطابقة قالت في تصريحات سابقة لـ"العربي الجديد" إن الدبيبة يستعد لزيارة زوارة في إطار جهود حكومته لإعادة افتتاح المنفذ.

وفيما أكدت المصادر نفسها أن الدبيبة مهتم بشكل بالغ وشخصي بالترتيبات الخاصة بإعادة منفذ رأس جدير للعمل، بحيث لا تتكرر العراقيل السابقة التي تسببت في فشل ثلاث إعلانات سابقة لإعادة افتتاحه، أوضحت أن الحكومة انتهت من تنسيق الجهود مع مسؤولي بلدية زوارة على تسلم مصلحة الجمارك ووحداتها الأمنية المنفذ لإدارته بالتنسيق مع رئاسة الأركان العامة، في خطوة أولى للحد من نفوذ المسلحين المسيطرين على المنفذ منذ سنوات، وبحسب المصادر نفسها، سيشرف الدبيبة على تدشين عدد من المشاريع الخدمية بمدينة زوارة تلبية لمطالب مجلسيها البلدي والاجتماعي اللذين سبق أن نظما احتجاجات للمطالبة بتنفيذ مشاريع تنموية وخدمية في زوارة.

وأصدر مساعد رئيس الأركان العامة للجيش الفريق صلاح النمروش، مساء يوم الجمعة الماضي، تعليمات بمنع عبور أية آليات مسلحة غير مكلفة من رئاسة الأركان في اتجاه منفذ رأس جدير، متوعداً بتعامل رئاسة الأركان بحزم مع كل من يخالف هذه التعليمات. وأوضحت رئاسة الأركان أن هذه التعليمات جاءت على خلفية جولة تفقدية أجراها النمروش لتمركزات الكتائب المكلفة من رئاسة الأركان بمداخل ومخارج منطقة أبوكماش المحاذية لمدينة زوارة. وتشرف مدينة زوارة على موقعين حيويين، هما مجمع أبوكماش النفطي، 30 كم شرق المدينة، ومنفذ رأس جدير الحدودي مع تونس، 50 كم غرب المدينة، وتقوم مجاميع مسلحة تابعة للمدينة بعمليات تأمين أبوكماش وإدارة المعبر الحدودي منذ سنوات طويلة.

وتصاعد التوتر في منفذ رأس جدير الحدودي مع تونس في مارس/آذار الماضي، بعد قرار وزير الداخلية بحكومة الوحدة الوطنية عماد الطرابلسي السيطرة على المعبر عبر قوات تتبع وزارته في إطار خطته الأمنية الرامية للسيطرة على القاطع الحدودي مع تونس، للحد من مظاهر الانفلات الأمني ومحاربة أنشطة تهريب البشر والوقود عبر الحدود، إلا أن المجلسين البلدي والاجتماعي لمدينة زوارة رفضا قراره وطالبوا بضرورة المشاركة في إدارة المنفذ، قبل أن يحدث توتر مسلح في المعبر إثر منع مسلحي زوارة دخول قوة تابعة للوزارة إليه، ما حدا بالطرابلسي إلى إعلان إغلاق المعبر في 19 مارس الماضي، مؤكداً أن المعبر "لا بد أن يعمل تحت سلطة وشرعية الدولة"، واتهم المسلحين المسيطرين عليه بأنهم "مجموعة خارجة عن القانون".

ولاحقاً، جرت اتصالات ووساطات عديدة لتهدئة الأوضاع، ووسط إصرار الوزارة على إنفاذ قرارتها، فشلت ثلاث محاولات لإعادة افتتاح المعبر. وعلى الرغم من إعلان الحكومة تأجيل افتتاح المعبر في 25 يونيو/حزيران الماضي، إلا أنها أكدت في بيان لها أن الدبيبة أصدر تعليماته بـ"ضرورة فتح الطريق الساحلي" الرابط بين زوارة الحدودية ومعبر رأس جدير، واستكمال إجراءات افتتاح المعبر وفق خطة الحكومة لتنظيم العمل بالمعبر، كونه حاجة ضرورية ليقدم خدماته لكل الليبيين "بعد استكمال أعمال الصيانة والتطوير التي قامت بها الحكومة". وجاء بيان الحكومة بعد اجتماع ضم الدبيبة ووفد من مدينة زوارة في مقره الحكومي بطرابلس، ناقش عدداً من القضايا الخدمية التي يطالب بها أهالي زوارة، كتقديم الدعم لمستشفى المدينة ومحطة تحلية المياه ورفض قرار وزارة الداخلية نقل عدد من ضباط وعسكريي المدينة من وظائفهم في المعبر إلى مجالات عمل أخرى، قبل أن يعلن المحتجون في زوارة إعادة فتح الطريق الساحلي.

المساهمون