ترامب نحو الفوز بترشيح الحزب الجمهوري للانتخابات الرئاسية الأميركية.. لكن بأقل من المتوقع
فاز المرشح الأميركي دونالد ترامب في انتخابات التصفية الحزبية بين المرشحين الجمهوريين التي جرت، أمس السبت، في ولاية ساوث كارولينا، حيث نال حوالي 60% من الأصوات مقابل حوالي 40% لمنافسته المرشحة نيكي هايلي. وكانت التوقعات ترجح ألا يتجاوز تأييد هذه الأخيرة نصف حصة الرئيس السابق في هذه الولاية، التي يسيطر عليها تقليدياً اليمين الجمهوري المحافظ، والمحسوبة بقوة على خندق ترامب.
مع ذلك وبالرغم من مساندة نواب (6 من أصل 7) وشيوخ (2) الولاية الجمهوريين للرئيس ترامب، تمكّنت هايلي من حصد 4 من كل 10 أصوات جمهوريين فيها.
واللافت أن هذه النسبة هي نفسها تقريباً التي سجلتها قبل حوالي شهر في انتخابات ولاية نيو همبشاير (43%) وكذلك قبلها في ولاية ايوا، حيث حظيت مع المرشح رون ديسانتس قبل انسحابه، على 40% من الأصوات. وهي نسبة لا بأس بها ولو أن الفارق 20 نقطة، في منافسة كان من المفترض أن تكون ضعف هذا الرقم لصالح الرئيس ترامب الطاغية سيطرته على شعبية الحزب الجمهوري.
لكن يبدو أن مشاكله القانونية وحضوره المتكرر هذه الأيام إلى المحاكم وبداية صدور الأحكام ضده (مالية وأخلاقية)، ساهمت في هبوط رصيده الذي قد يتأثر أكثر لو صدرت ضده أحكام جزائية قبل 5 نوفمبر/ تشرين الثاني القادم، حسب ما كشفت استطلاعات ما بعد التصويت.
ويبدو أن هذا الاحتمال غير المستبعد قد حمل هايلي على تأكيد استمرارها في المعركة وعدم الانسحاب منها برغم فارق الـ 20 نقطة. يشجعها في ذلك فريق من قيادات الحزب المناوئة لترامب يتحرك لضمان تمويل حملتها الانتخابية، على أساس أن عودة هذا الأخير إلى البيت الأبيض مستبعدة رغم ضعف وضع بايدن.
ويستند التقدير في ذلك إلى أن أصوات المستقلين تمثل الرافعة الفاصلة في الانتخابات، وأن هذه الشريحة ابتعد قسم مؤثر منها عن الرئيس السابق بعد ولايته الأولى، حيث نال من أصواتها 41% في انتخابات 2020 في حين كانت قد أعطته 48% من أصواتها في انتخابات 2016 وبما كان كافياً لفوزه آنذاك.
أصوات المستقلين تمثل الرافعة الفاصلة في الانتخابات
بيد أن ذلك يبقى في إطار التخمين، خصوصاً لو بقيت حملة بايدن مترنحة وبالقدر الذي يثير المزيد من المخاوف في صفوف الحزب الديمقراطي، الذي بدأت بعض رموزه تطرح أسماء بديلة لجس النبض مثل حاكم ولاية كاليفورنيا غافين نيوسم. والبعض يكاد يناشد الرئيس لاختيار نائب جديد له بدلاً عن كامالا هاريس الهابط رصيدها أكثر من الرئيس، وبما قد يتسبب بامتناع قسم من الناخبين عن التصويت، في انتخابات من المتوقع أن يكون الإقبال على التصويت فيها أضعف من أي انتخابات سابقة منذ التسعينيات.