تدهور صحة قيادي تونسي معتقل بعد 54 يوماً من الإضراب عن الطعام

04 يوليو 2023
عضو هيئة الدفاع المحامي سمير ديلو (العربي الجديد)
+ الخط -

أكدت هيئة الدفاع عن القيادي في حركة النهضة التونسية، المعتقل لدى السلطات والمضرب عن الطعام منذ 54 يومًا، الصحبي عتيق، أن وضعه الصحي في خطر، "وهو بين الحياة والموت".

وقال المحامي سمير ديلو، عضو هيئة الدفاع عن القيادي المعتقل، في كلمة، الثلاثاء، بحضور قيادات من جبهة الخلاص الوطني وبمشاركة عائلته وعدد من النّشطاء السياسيّين، إن "عتيق وصل إلى 54 يوماً من الإضراب عن الطعام وهو بين الحياة والموت"، مبينا أن "قاضي التحقيق المتعهد بالملف خرج في إجازة صيفية تمتد من يوليو/ تموز إلى شهر أغسطس/ آب القادم، ما يكشف تراجع قيمة الذات الإنسانية".

وأضاف أن عتيق "أُوقف ظلما، ومطلبه الوحيد هو تطبيق القانون"، مبينا أن "الواشي وأعوان الأمن في الملف أنكروا في شهادتهم علاقة عتيق بالقضية، ولكن يتم الإصرار على سجنه". وقال إن "الظلم لا يعالجه إلا قضاء نزيه".

وتعود قضية عتيق إلى عام 2016، حيث سرق فتيان لم يتجاوزا 16 عاما أموالا من منزل في جهة المنيهلة بتونس، وفي حينه، أكد صاحب المنزل أن الأمول المسروقة تعود له. لكن لاحقا وعلى هامش إيقاف أحدهما في قضية مخدرات، ادعى الفتى أن الأموال التي كان قد سرقها في 2016 تعود للصحبي عتيق، ليجري القبض على الأخير. 

وقال المحامي، الثلاثاء، إن لا علاقة لعتيق بالمنزل، وإن القضاء بحث في القضية وأُغلقت حينها، لكن تمت إعادة إثارتها مجددا، موضحا أن عتيق موقوف حاليا دون أي موجب قانوني.

وعلق قائلا: "في دولة العبث، لا منطق في كل ما يحدث. رغم مرور 60 يوما على إيداع عتيق السجن و54 يوما على الإضراب عن الطعام إلا أنه لم يتم التثبت من تصريح الواشي".

وأشار المحامي إلى سهولة التحقق من ادعاء الواشي بأن الصحبي عتيق زاره في الإصلاحية، مبيناً أن القاضي لم يكلف نفسه عناء ذلك.

وأفاد بأن هيئة الدفاع ستتقدم بمطلب للإفراج عن القيادي المعتقل "ظلماً" في الساعات المقبلة، على الرغم من أنها رفضت ذلك في البداية لكي لا يرسل الملف إلى جهة قضائية أخرى. وقال إن "على القاضي الذي أمر بالإيداع تحمل مسؤولية قراره".

ولفت ديلو في حديث لـ"العربي الجديد"، إلى أن "مؤتمر اليوم طارئ لأن الوضع الصحي لعتيق لم يعد يحتمل، فحياته في خطر"، مضيفا أن عائلته زارته أمس وكان لا يقوى على الوقوف.

من جهتها، قالت زوجة عتيق، زينب المرايحي إن "هناك إصراراً على إبقاء عتيق بالسجن رغم تراجع الشاكي عن أقواله، والتصريح بأنه لا يعرفه"، مضيفة أنها لن تتمكن من وصف الوضع الصحي لزوجها وحالة الوهن التي أصابته. وقالت إنه يشعر بالظلم ولذلك هو مصر على مواصلة إضراب الجوع، "فالوسيلة الوحيدة للدفاع عن حقه هي جسده".

ولفتت إلى أن "هناك صمتا مريبا من قبل الجهات الرسمية"، مضيفة: "الذات البشرية تداس ولا قيمة لها.. الظلم ظلمات".

وقال رئيس جبهة الخلاص الوطني، أحمد نجيب الشابي في حديث لـ"العربي الجديد"، إن "وضع إنسان بريء في السجن فقط لأن شابا محكوما عليه في جناية ادعى أنه يعرفه وادعاءه غير مثبت بوقائع مادية، أمر غير مقبول"، مضيفا: "حتى لو فرضنا أن الملف صحيح فكيف أن قضية من العام 2016 يقع الاستماع فيها مجددا واتخاذ قرار بالإيقاف التحفظي الذي يعتبر قرارا استثنائيا في القانون.. ما نعيشه عبث".

وتابع الشابي القول إن "المسؤولية في التغيير، تقع اليوم على عاتق السياسيين والإعلاميين".

المساهمون