تخفيف الإجراءات الأمنية في بغداد وسط تخوُّف من ردة فعل الصدريين

29 سبتمبر 2022
تتخوف القوات الأمنية من تجدد التظاهرات من قبل الصدريين (أسوشييتد برس)
+ الخط -

أقدمت القوات الأمنية العراقية على تخفيف الإجراءات الأمنية، التي اتخذت قبيل وخلال انعقاد جلسة البرلمان يوم أمس الأربعاء جزئيا، فيما أكدت مصادر أمنية أن حالة التأهب مستمرة بالعاصمة، وسط مخاوف من ردة فعل الصدريين الرافضين للجلسة.

وكانت القوات قد كثفت أمس انتشارها في محيط المنطقة الخضراء التي أغلقت بالكامل، وفي عدد من المناطق التي تضم أنصارا لـ"التيار الصدري"، وأغلق جسرا السنك والجمهورية المؤدي إلى المنطقة الخضراء بحواجز إسمنتية، وانتشرت قوات عسكرية عند عدد من تقاطعات وجسور العاصمة بغداد.

ورافقت انعقاد الجلسة، التي يعدها تحالف "الإطار التنسيقي" الحليف لإيران نصرا له ضد "التيار الصدري"، وخطوة أولى لمضيه بتشكيل الحكومة، تظاهرات ومحاولات للوصول إلى المنطقة الخضراء، فيما سجلت إصابة 4 ضباط و118 عنصرا أمنيا و11 متظاهرا.

 كما استهدفت المنطقة الخضراء بهجومين صاروخيين، وقع عدد منهما في محيط مبنى البرلمان، وقرب أمانة مجلس الوزراء، تسبب بإصابة ضابط و6 عناصر أمن، فضلا عن أضرار بعدد من العجلات.

وأعلنت قيادة عمليات بغداد "المسؤولة عن الملف الأمني بالعاصمة"، أنها وجهت بفتح جميع الجسور والطرق المغلقة عدا جسري السنك والجمهورية (المؤدي إلى المنطقة الخضراء).

وذكر بيان لإعلام العمليات، صدر في ساعة متأخرة من ليلة أمس، أن "قائد العمليات الفريق الركن أحمد سليم، أمر، منذ ليل أمس، بفتح جميع الجسور والطرق المغلقة عدا جسري الجمهورية والسنك أمام حركة العجلات".

ومع تخفيف تلك الإجراءات "غير المسبوقة" التي رافقت انعقاد الجلسة، ما زالت المنطقة الخضراء التي تضم مباني البرلمان والحكومة والسفارة الأميركية والبعثات الدبلوماسية الأجنبية، وسط استمرار التشديد الأمني داخلها وفي محيطها.

تخفيف الإجراءات لم ينه حالة التأهب

ووفقا لضابط في قيادة العمليات اشترط عدم ذكر اسمه، فإن "تخفيف الإجراءات هو إجراء روتيني لم ينه حالة التأهب الأمني في العاصمة"، مبينا أن "التوجيهات التي صدرت من القيادات العليا ليل أمس، ركزت على انسحاب أعداد من القوات من بعض الشوارع والجسور إلى داخل المنطقة الخضراء، وانفتاحها أيضا على مناطق أخرى لتوسيع الانتشار وعدم حصره بدائرة ضيقة فقط".

وأكد خلال حديث مع "العربي الجديد"، أنه "تم ذلك بالفعل، وخففت الإجراءات، إلا أن القوات ما زالت متواجدة في العاصمة، وسط حالة من التأهب، ومخاوف من تجدد التظاهرات من قبل الصدريين"، مشيرا إلى أن "هناك مخاوف من تجدد الهجمات الصاروخية على المنطقة الخضراء، الأمر الذي اقتضى توزيع القوات وانفتاحها على المناطق التي وضعت عليها مؤشرات أمنية بتنفيذ الهجمات".

وأشار إلى أن "التأهب الأمني سيستمر حتى نهاية التظاهرات المرتقبة للتشرينيين، والتي قد تخرج بعد غد السبت".

تخوف من حدوث صدام مسلح

من جهته، حذر الباحث في الشأن السياسي العراقي، مجاهد الطائي، من خطورة المرحلة المقبلة، وإمكانية حدوث الصدام المسلح، وقال في تغريدة: "عادت الاستهدافات المتبادلة واستعراضات القوة العسكرية بين الإطار والتيار، ويبدو أن لحظة الصدام المسلح اقتربت أكثر وأكثر، مع فارق زيادة التباعد السياسي مع الصدريين، وتراجع سقف فرصهم وقلة خياراتهم، ما يجعل خيار السلاح يتقدم على غيره رغم تجربته أخيرا ولم يجد نفعا في كسر المعادلة".

وكان رئيس الوزراء العراقي، مصطفى الكاظمي، قد وجه أمس القوات الأمنية بالالتزام بواجباتها في حماية مؤسسات الدولة، والأملاك العامة والخاصة، والمتظاهرين السلميين، مشددا على المتظاهرين بالالتزام بالسلمية، وبتوجيهات القوى الأمنية حول أماكن التظاهر المحددة.

وتعيش البلاد أزمة هي الأطول من نوعها، إذ حالت الخلافات بين القوى السياسية دون تشكيل حكومة جديدة منذ الانتخابات الأخيرة التي جرت في 10 أكتوبر/تشرين الأول 2021.

المساهمون