أكّد تحالف القوى العراقية، اليوم الأربعاء، أن تنصّل الحكومة دفع باتجاه الاستعانة بالقوى الدوليّة والإقليميّة لتحرير محافظة الأنبار، منتقداً دعوات البعض لمحاسبة وإقالة محافظ الأنبار بذريعة تجاوز الصلاحيات وخرق الدستور وعقد اتفاقات وفتح الباب أمام عودة القوات الأميركية للعراق من بوابة الأنبار، داعياً الحكومة إلى حظر المليشيات.
وقال التحالف، في بيان صحافي، إنّ "تقاعس وعجز القيادة العامة للقوات المسلحة عن دورها في تحرير مدننا المحتلة من داعش بعد مرور أكثر من عام ونصف على احتلالها، وتنصل الحكومة عن وعودها في تسليح أبناء العشائر المقاتلة لتحرير مدنهم، وعن إعادة النازحين إلى مدنهم وإنهاء معاناتهم، كلها أسباب دفعت الحكومات المحلّية وبدعم من سياسيي وبرلمانيي المحافظات المحتلة وبموافقة الحكومة الاتحادية إلى تنسيق التعاون الدولي والإقليمي والعربي للمساهمة في تحرير مدنهم".
وأضاف أنّه "في الوقت الذي دعم كل الجهود الحكومية والشعبية الخيّرة لتحرير مدن محافظاته المغتصبة، إﻻّ أنّه لم يلمس حتى اللحظة روحاً وطنية والتزاماً حكومياً لتحديد فترة زمنية لتحريرها، ناهيك عن التخبط في القرارات الأمنية وفقدان القيادة العامة بوصلتها في السيطرة على تشكيلاتها المسلحة، وهو ما يدفع بكل شخص حريص على طرد داعش ويمنع تمدده أن يطرق كل أبواب العون والمساعدة لاقتلاع هذا الوباء من أرضنا".
وشدّد على أنّ "كل الخطوات التي سار بها رئيس الحكومة المحلية في الأنبار وزياراته للوﻻيات المتحدة كانت بعلم وموافقة وتنسيق حكومة العبادي، وليس بدون موافقتها، بما فيها استقدام القوات والسلاح وتجهيز أبناء العشائر المقاتلة ووفقاً للدستور"، مبدياً استغرابه "من البيانات وتصريحات قوى تعد حتى هذه اللحظة خارج إطار الدستور، وتحظرها مواده ويعاقب عليها قانون العقوبات العراقي"، في إشارة إلى بيان فصيلين من مليشيات الحشد الشعبي.
وكان فصيلان مليشياويان عراقيان، منضويان ضمن "الحشد الشعبي"، قد حذّرا حكومة محافظة الأنبار من خطورة القبول بوجود أميركي جديد على الأراضي العراقية، مؤكّدين أنّها غير مخوّلة بالاتفاق مع طرف خارجي في قضايا تتعلق بـ"الأمن القومي"، وحثّا الحكومة المركزيّة على دعم القوات الأمنية و"الحشد الشعبي" ورفض الاستعانة بالقوات الأجنبية.
يشار إلى أنّ مصادر عسكرية ومحلية عراقية كانت قد كشفت قي وقت سابق، لـ"العربي الجديد"، عن حراك أميركي واسع تمهيداً لمعركة تحرير الرمادي ومنح العشائر دوراً أكبر فيها، بعد فشل القوات العراقية المشتركة، ممثّلة بالجيش ومليشيات "الحشد الشعبي"، في استعادة محافظة الأنبار من تنظيم داعش، على الرغم من المعارك المستمرة منذ شهرين، والتي لم تسفر عن تحقيق أي تقدم يُذكر مقابل ما ترتّب عليها من خسائر كبيرة في صفوف الجيش والمليشيات.
اقرأ أيضا: المليشيات تحذر الحكومة من الاستعانة بدعم أميركي لتحرير الأنبار