أعلن الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب الذي سيتولى مهمته في يناير/ كانون الثاني المقبل، اليوم الاثنين، أنه اختار المدير السابق لإدارة الهجرة توم هومان ليتولى إدارة أمن الحدود، والإشراف على عملية ترحيل المهاجرين المقيمين دون أوراق ثبوتية داخل الولايات المتحدة، ووصفه بأنه سيكون "قيصر الحدود".
ويرغب ترامب في إطلاق أكبر عملية ترحيل جماعي في تاريخ الولايات المتحدة، (أكبر من تلك في عهد الرئيس دوايت أيزنهاور الذي رحّل أكثر من مليون شخص)، وبنى حملته الانتخابية على أساس المخاوف المناهضة للمهاجرين بشكل أكبر مما فعل في عام 2016، ووصفهم بشكل دائم في خطاباته بأنهم "يسمّمون دماء بلادنا"، وأنهم "مجرمون وخارجون عن القانون وتجار مخدرات وقتلة". وتشير تقارير إلى أن ترامب ربما سيسعى منذ اليوم الأول لنشر الجيش من أجل اعتقال وترحيل مهاجرين مقيمين في البلاد دون أوراق ثبوتية.
وتشير بيانات 2020، إلى أنه يتواجد في الولايات المتحدة نحو 11 مليون مقيم دون أوراق ثبوتية، أي دخلوا البلاد عبر الحدود دون ختم دخول، مما يعني أنهم ليسوا مسجلين داخل الولايات المتحدة، بينما يقدّر من دخلوا البلاد بنفس الطريقة خلال فترة الرئيس الحالي جو بايدن بأكثر من مليوني شخص، مما رفع أعداد المهاجرين غير النظاميين إلى أكثر من 13 مليوناً. وبلغ إجمالي عدد المهاجرين الذين سمحت الولايات المتحدة بدخولهم عبر الحدود الجنوبية الغربية وأجرت مقابلات معهم خلال فترة بايدن، نحو 6.7 ملايين آخرين.
وكتب ترامب على منصة التواصل الاجتماعي تروث سوشال، اليوم الاثنين: "أعرف توم منذ فترة طويلة، ولا يوجد أحد أفضل منه في مراقبة حدودنا والسيطرة عليها، وسيكون توم هومان مسؤولاً عن ترحيل جميع المهاجرين غير الشرعيين إلى بلدانهم الأصلية. تهانينا لتوم. ليس لدي شك في أنه سيقوم بعمل رائع، وطال انتظاره".
"احزموا أمتعتكم".. رسالة توم هومان إلى المهاجرين
يُعدّ توم هومان زميلاً زائراً في مؤسسة هيريتيج المحافظة، كما كان أحد المساهمين في كتاب "تفويض القيادة" لمشروع 2025. وهو أيضاً رئيس ومدير تنفيذي لمؤسسة بوردر 911، وهي مجموعة غير ربحية تحذر من تهديد مفترض يشكّله المهاجرون غير النظاميين أو غير المسجلين في أوراق ثبوتية.
أشرف توم هومان خلال عمله مع إدارة ترامب الأولى، على نظام الهجرة الذي وضع عدداً قياسياً من الأطفال المهاجرين تحت الاحتجاز في 2017، مما أطلق موجة من الانتقادات وقتها، قبل أن يتقاعد في 2018. أُجريت أخيراً مقابلة مع توم هومان في برنامج 60 دقيقة على شبكة "سي بي إس"، تسببت في حالة من الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي، عندما سألته المذيعة عن إمكانية ترحيل المهاجرين دون فصل العائلات، فقال "نعم بالتأكيد العائلات يمكن ترحيلهم معاً"، كما أكد أن ما تردد حول بناء معسكرات اعتقال لترحيل المهاجرين غير دقيق، فيما كان قال في تصريحات سابقة إنه سيتم وضع الآباء من أبنائهم جنباً إلى جنب في المحاكمة.
This is Tom Homan… who Trump just put in charge of the border and Mass Deportations
— MJTruthUltra (@MJTruthUltra) November 11, 2024
60 minutes:
Can you mass deportations without separating families?
Homan:
Families can be deported together
THIS Dude is going to get it down.. he does not give a damn.… https://t.co/VnF03UZAUh pic.twitter.com/n39djuoTZj
وألقى هومان كلمة منذ أشهر على المنصة الرئيسية للمؤتمر الوطني الجمهوري الذي شهد إعلان ترشح ترامب للرئاسة، وقال: "رسالة إلى ملايين الأجانب غير الشرعيين الذين أطلق جو بايدن سراحهم في بلدنا في انتهاك للقانون الفيدرالي: من الأفضل أن تبدأوا في حزم أمتعتكم من الآن. لأنكم ستذهبون إلى بلادكم. وإلى "الكارتيل في المكسيك": لقد قتلتم أميركيين أكثر مما قتلت المنظمات الإرهابية مجتمعة، وعندما يصل ترامب إلى المنصب سيمحوكم من على وجه الأرض. لقد انتهيتم".
وأعلن أنه سيقدم على إغلاق الحدود الجنوبية للولايات المتحدة بالكامل، وإعادة تفعيل برنامج ترامب "البقاء في المكسيك"، مع السعي إلى إبرام اتفاقيات تقضي بنقل طالبي اللجوء إلى دول أخرى لحين البت في طلباتهم. ووجه انتقادات حادة للإعلام الليبرالي، نافياً مزاعم أن الإدارة ستبني معسكرات اعتقال لاحتجاز ملايين قد يتم القبض عليهم، لافتاً إلى أن هؤلاء المقرر ترحيلهم سيتم احتجازهم في منشآت تشمل مراكز حديثة البناء، وأن دور الجيش الحالي في نقلهم يمكن توسيعه لاستيعاب الأعداد، وأن المداهمات ستتبع الإجراءات التي تطبقها حاليا وكالة إنفاذ قوانين الهجرة والجمارك، مؤكدا أن التركيز في البداية سيكون على "أسوأ الحالات". كما قال هومان في مقابلة مع قناة فوكس نيوز: "ستكون عملية الترحيل مستهدفة ومخطط لها بشكل جيد، تديرها وكالات إنفاذ القانون، وأنها ستكون عملية إنسانية".