بيدرسون لمجلس الأمن: العملية السياسية لم تحقق حتى الآن الهدف المنشود للشعب السوري

17 ديسمبر 2020
بيدرسون يشدد على ضرورة أن تحسن اللجنة الدستورية من عملها (الأناضول)
+ الخط -

قال مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى سورية غير بيدرسون، الأربعاء، إن العملية السياسية في سورية لم تحقق للشعب السوري حتى الآن هدفها المنشود، مؤكداً، بالوقت ذاته، على أن الحل السياسي وحده قادر على إنهاء معاناة السوريين ومنع تجدد الصراع وعدم الاستقرار وحماية المدنيين في سورية والمنطقة من الأخطار الجسيمة.

وجاءت تصريحات بيدرسون خلال إحاطته لمجلس الأمن الدولي حول آخر التطورات في سورية، والتي شملت كذلك إحاطة حول الوضع الإنساني من قبل مسؤولين آخرين في الأمم المتحدة. 

وأكد أن اللجنة المصغرة للجنة الدستورية ستعقد خامس اجتماعاتها في جنيف بين الـ25  والـ29 من الشهر القادم إذا سمحت الظروف المتعلقة بفيروس كورونا، وستركز على المبادئ الأساسية للدستور، مشيراً إلى أنه سيعمل مع الرئيسين المشاركين قبل اللقاءات المقبلة على "ضمان سبل عمل اللجنة وانتقال عملها من التحضير للإصلاح الدستوري لصياغة دستور".

وشدد على ضرورة أن تحسن اللجنة الدستورية من عملها وأن يتوصل الرئيسان المشاركان لتوافق في الآراء حول طريقة وسبل العمل التي تعزز عمل اللجنة وتنظمه. 

وقال إنه بالنظر إلى العام الحالي، فإن هناك عنصرين يمكن البناء عليهما، وهما الهدوء النسبي دون تحول في الخطوط الأمامية منذ مارس/ آذار من العام الحالي واللجنة الدستورية.

وتحدث عن عدد من النقاط التي لا بد من  تحقيقها خلال العام القادم، ومن بينها وقف إطلاق النار في جميع أنحاء سورية وصياغة دستورية موضوعية، إضافة إلى بذل جهود أكبر من أجل معالجة القضايا الرئيسية، محذراً من خطر تجدد النزاع، كما تحدث عن وجود جيوش لخمس دول على الأراضي السورية والانعكاسات السلبية لذلك على الوضع. 

من جهته، تحدث مساعد الأمين العام للشؤون الإنسانية في حالات الطوارئ، مارك لوكوك، عن زيادة عدد الإصابات بفيروس كورونا التي يتم الإبلاغ عنها في سورية، وذلك على الرغم من وجود نقص في عدد الفحوصات، وهو ما يحول دون التحقق من الأرقام الحقيقية على الأرض. 

وتحدث لوكوك عن قلقه بشأن الآثار الثانوية للوباء، بما في ذلك أثره على التعليم والوصول إليه، واستشهد بدراسات لمنظمات دولية مفادها أن ثلث الأطفال في شمال سورية خارج المدارس، وأن التسرب من المدارس يعود لعدد من الأسباب، من بينها الفقر المتزايد.

وحول الأزمة الاقتصادية، أشار لوكوك إلى ارتفاع أسعار المواد، حتى تلك الضرورية والمدعومة، كالخبز والديزل، لأكثر من الضعف، منذ سبتمبر/ أيلول الأخير.

وقال إن دخل قرابة ثمانين بالمائة من العائلات النازحة داخلياً لا يغطي احتياجاتها، كما تحدث عن التبعات السلبية على صحة الأطفال، وخاصة في الشمال الغربي. وأضاف "لقد زادت حالات الأطفال الذي يعانون من إعاقة في النمو (تقزم)"، بنسبة خمسة بالمائة، لافتاً إلى أن 34 بالمائة من الأطفال دون الخامسة في شمال غرب سورية يعانون من التقزم، "كما تعاني حوالي 37 بالمائة من النساء في تلك المناطق من سوء التغذية". 

وتحدث لوكوك عن تصعيد عسكري شهدته بعض المناطق في سورية خلال الأسابيع الأخيرة، حيث عرضت الأعمال العدائية المدنيين للخطر، وخاصة في الشمال الغربي، وتحديداً في منطقة عين عيسى.

وشدد على ضرورة حماية البنية التحتية والتي تضمن بقاء المدنيين على قيد الحياة، مشيراً، في هذا السياق، إلى "توقف محطة علوك لضخ المياه بسبب انقطاع الكهرباء في المحطة، وهو الانقطاع الخامس عشر خلال العام الجاري، وهو ما يؤثر على قرابة نصف مليون سوري في منطقة الحسكة ويجبرهم على اللجوء إلى مصادر مياه غير مأمونة".

وأشار إلى اضطرار المنظمات الإنسانية لنقل المياه بالشاحنات، ولكن الكميات التي تنقلها غير كافية، كما أن الحل غير قابل للاستدامة، مطالباً بالسماح للفرق التقنية بالوصول إلى تلك المحطات. 

وفي ما يخص وصول المساعدات الإنسانية، قال لوكوك إن المنظمات الإنسانية عادت لتقديم المساعدات في بعض المناطق بمحافظة الرقة بعد انقطاع دام لقرابة الشهرين.

وأردف "أصدرت الحكومة السورية تعليمات لمنظمات إنسانية تقدم مساعدات غذائية من برامج الغذاء العالمي بوقف توزيع المساعدات في شمال شرق سورية لحوالي 220 ألف شخص في المناطق غير الخاضعة لسيطرة الحكومة في محافظة الرقة، وعادت عمليات الإغاثة في وقت سابق من الشهر بعد انقطاع دام لشهرين".

وأضاف لوكوك "وفي الشمال الشرقي، علقت السلطات المحلية العمليات الخاصة بالهلال الأحمر السوري في مخيمي الهول والروج، اللذين يضمان قرابة 65 ألف شخص، وهو ما أعاق توزيع الغذاء ووصول خدمات الصحة وإدارة النفايات، واستؤنفت الخدمات في الثالث من الشهر". 

وقال إن تلك الحوادث تدل على مدى ضعف العمليات الإنسانية وإمكانية تعرضها لعراقيل وزيادة معاناة المدنيين الذين هم بأمس الحاجة إليها، مشيراً إلى وفاة ثلاثة أطفال في مخيم الهول بسبب اندلاع حريق ناجم عن عمل طباخ بالكيروسين. وأوضح أن عشرات الآلاف من الأطفال ما زالوا موجودين في المخيم.

المساهمون