بغداد تتحدث لأول مرة عن "تعاون أمني" مع قوات "قسد" بوساطة التحالف الدولي

21 سبتمبر 2022
جنود من التحالف مع مسلحين من "قسد" في دير الزور (Getty)
+ الخط -

أعلن المتحدث العسكري باسم قيادة العمليات العراقية المشتركة، اللواء تحسين الخفاجي، اليوم الأربعاء، عن تعاون بين بلاده ومليشيا "قوات سورية الديموقراطية" (قسد)، في المجال الأمني، وذلك في أول إعلان تتبناه بغداد رسمياً رغم مرور أكثر من عام على زيارة أول وفد أمني عراقي إلى مخيم الهول السوري، الذي تديره قوات "قسد"، وكذلك تسلم العراق للعشرات من أعضاء تنظيم "داعش"، المعتقلين لدى الجماعة المسلحة ضمن سجون تديرها شمال شرقي سورية.

ونقلت وكالة الأنباء العراقية الرسمية (واع) عن المتحدث باسم قيادة العمليات العراقية المشتركة اللواء تحسين الخفاجي قوله إن "هناك تعزيزاً للخطوط الدفاعية في الحدود مع سورية، حيث تم وضع خطين دفاعيين: الأول يتمثل بقيادة حرس الحدود، والثاني يتمثل بالجيش العراقي، بالإضافة إلى الحواجز الكونكريتية وأبراج المراقبة".

وكشف الخفاجي عن "تعاون مع "قوات سورية الديمقراطية" (قسد)، من خلال التحالف الدولي"، بقيادة الولايات المتحدة، مؤكداً أن هذا التعاون هو "في المجال الاستخباراتي لملاحقة الإرهابيين ومنع تسللهم والقبض عليهم"، موضحاً أن "التعاون المشترك جعل من تسلل الحدود العراقية أمراً صعباً جداً لدى المجاميع الإرهابية".

وختم المسؤول العسكري العراقي قوله إن "القيادة الأمنية لديها تصور كامل عن مخيم الهول السوري"، لافتاً إلى أن "العمل مستمر في ضبط وتأمين الحدود العراقية السورية".

وهذا هو الإعلان الأول من نوعه الذي تتبناه السلطات العراقية حول التعاون الأمني مع "قوات سورية الديمقراطية" (قسد)، التي تسيطر على أجزاء واسعة من محافظتي الحسكة ودير الزور السورية المحاذية للأراضي العراقية.

ومنتصف الشهر الماضي، أعلنت السلطات العراقية تسلمها 50 عنصراً من معتقلي تنظيم "داعش" ممن يحملون الجنسية العراقية، الموجودين لدى "قوات سورية الديموقراطية"، بمحافظة الحسكة السورية، ضمن خطة لنقلهم إلى السجون العراقية ومحاكمتهم في البلاد.

وأكد بيان لخلية الإعلام الأمني الحكومية، في الثالث عشر من أغسطس/ آب الماضي، أن "تسلم المعتقلين تم من خلال التنسيق والتعاون المشترك مع التحالف الدولي"، وأن "جميع العناصر من تنظيم "داعش" يحملون الجنسية العراقية بعد أن تم القبض عليهم داخل الأراضي السورية"، مؤكداً أن "عملية استلام هؤلاء الإرهابيين تمت عبر منفذ ربيعة الحدودي".

وتضم السجون التابعة لمليشيات "قسد" المئات من المعتقلين العراقيين من أعضاء تنظيم "داعش". وقد تسلّم العراق خلال الأشهر الماضية العشرات منهم في إطار برنامج أمني ركز على تسلم قيادات التنظيم البارزة لغرض محاكمتها وفقاً للقوانين العراقية النافذة بالبلاد، بالتعاون مع قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة.

وخلال الفترات الماضية، أجرت القوات العراقية عمليات عسكرية متتابعة لضبط أمن الحدود مع سورية، ضمن محافظتي الأنبار ونينوى، وتضمنت نشر وحدات عسكرية واستبدال أخرى، ونصب أبراج وكاميرات مراقبة، وغير ذلك من الإجراءات. كذلك، نفذت عمليات عسكرية بإسناد من الطيران العراقي، لمنع عمليات التسلل.

وتعليقاً على الإعلان، قال الخبير بالشأن السياسي العراقي أحمد النعيمي، لـ"العربي الجديد"، إن "العراق سجل أكثر من 20 لقاءً مع قوات "قسد" خلال العام الماضي والعام الحالي 2022، ضمن مستشارية الأمن القومي العراقي وجهاز المخابرات واستخبارات الجيش العراقي".

وأضاف أن "التنسيق والتواصل يكون عبر غرفة التنسيق المشتركة التي تديرها قوات التحالف الدولي بقيادة واشنطن، وليس بشكل مباشر، ويتعلق بالمعتقلين العراقيين الموجودين لدى "قسد"، وبنازحي مخيم الهول من العراقيين، إلى جانب ملف الحدود".

واعتبر أن "العراق ما زال يرفض فكرة فتح معبر بري في الجزء الذي تسيطر عليها قوات "قسد"، كون الأخيرة ترفض رفع علم النظام السوري، وتصرّ على أن يبقى خاضعاً لإدارتها، وقبول العراق بذلك يعني اعترافاً منه بالجماعة المسلحة تلك، إلى جانب وجود حراك عراقي واسع لفرض السيطرة العسكرية على الشريط الحدودي ضمن مثلث (فيشخابور)، الذي يشيد العراق حالياً سياجاً أمنياً حوله، وهو ما يعني التضييق على أحد ممرات مسلحي حزب العمال الكردستاني، وأيضاً على متنفس تهريب لقوات "قسد" تستفيد منه في نقل الأدوية والسلع المختلفة بين البلدين"، وفقاً لقوله.

وذكر النعيمي أن الإعلان العراقي "بمثابة تأكيد لعلاقة موجودة فعلياً ومنذ نحو عامين، وليس إعلاناً عن ولادة تعاون أو اتصال جديد يحدث لأول مرة".

المساهمون