بعثة إنسانية للأمم المتحدة نهاية الأسبوع في كاراباخ للمرة الأولى منذ 30 عاماً

29 سبتمبر 2023
لاجئون أرمن ينتظرون في ساحة وسط مدينة غوريس قبل إجلائهم إلى مدن أرمينية (فرانس برس)
+ الخط -

ترسل الأمم المتحدة نهاية هذا الأسبوع بعثة إلى ناغورنو كاراباخ بهدف تقييم الحاجات الإنسانية، وفق ما أعلن المتحدث باسم المنظمة الأممية ستيفان دوجاريك، موضحًا أن المنظمة لم تتمكن من دخول هذه المنطقة "منذ نحو ثلاثين عامًا".

وقال المتحدث إن "حكومة أذربيجان والأمم المتحدة اتفقتا على (إرسال) بعثة إلى المنطقة. البعثة ستصل نهاية هذا الأسبوع".

وأضاف المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة "لم نتمكن من دخول هذه المنطقة منذ نحو ثلاثين عامًا" بسبب "الوضع الجيوسياسي المعقد (...) لذا من الأهمية بمكان أن نتمكن من الدخول".

وأوضح دوجاريك أن البعثة المؤلفة من عشرة أشخاص والتي يقودها مسؤولون في مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) "ستسعى إلى تقييم الوضع الميداني وتحديد الحاجات الإنسانية، سواء بالنسبة إلى من بقوا (فيها) أو من ينزحون" منها.

وتابع "ينبغي التذكير بضرورة أن يحترم الجميع القانون الدولي، وخصوصاً ما يتصل بالحقوق الإنسانية". لكنه أشار إلى أن أي ممثل للمفوضية السامية لحقوق الإنسان لن يشارك في هذه "البعثة الأولية" التي تنحصر مهمتها بالقضايا "الإنسانية و(تلك المتعلقة) بالحماية".

وفي وقت سابق الجمعة، طالب الاتحاد الأوروبي بإرسال بعثة أممية إلى كاراباخ "في الأيام المقبلة" على وقع "النزوح الكثيف" للأرمن الفارين من هذه المنطقة إثر العملية العسكرية لأذربيجان.

من جهة أخرى، أوضح دوجاريك أن الأمم المتحدة تعمل مع الحكومة الأرمينية لمواجهة هذا الدفق من اللاجئين الذين يعبرون الحدود.

وقال إن "فرق المفوضية السامية للاجئين موجودة على الحدود منذ اليوم الأول، حين وصلت أول مجموعة من اللاجئين منهكة وقلقة على المستقبل".

وتقدم مفوضية اللاجئين خصوصًا مساعدة على صعيد الأجهزة التقنية (حواسيب وألواح إلكترونية) بهدف تسجيل اللاجئين.

أرمينيا تطالب المحكمة الدولية بإصدار أمر لأذربيجان بسحب قواتها

إلى ذلك، قالت المحكمة الدولية، اليوم الجمعة، إن أرمينيا طلبت منها أن تصدر أمراً لأذربيجان بسحب جميع قواتها من المنشآت المدنية في ناغورنو كاراباخ وتسهيل وصول الأمم المتحدة إلى المنطقة.

وأمرت المحكمة الدولية، المعروفة رسمياً باسم محكمة العدل الدولية، في فبراير/ شباط، أذربيجان بضمان حرية الحركة عبر ممر لاتشين من وإلى المنطقة المتنازع عليها، فيما كان حينذاك خطوة مرحلية في النزاعات القانونية المستمرة مع أرمينيا المجاورة.

الصليب الأحمر: 20 مليون يورو لتلبية حاجات أرمينيا

وكان الصليب الأحمر قد طلب، في وقت سابق من اليوم الجمعة، ما يزيد على عشرين مليون يورو لتلبية الحاجات الإنسانية المتنامية مع نزوح الأرمن من كاراباخ إثر العملية العسكرية لأذربيجان.

وقام الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، بالتعاون خصوصاً مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر، بتفعيل خططه للحالات الطارئة واستنفر مئات من الموظفين والمتطوعين.

وقالت المديرة الإقليمية للاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر في أوروبا بريجيت بيشوف أيبيسن، في بيان، إن "الوضع على الأرض كارثي. نرى عائلات يعاني أطفالها ضعفاً شديداً إلى درجة يغشى عليهم فيها بين أذرع ذويهم. هذه الظروف تتطلب دعماً نفسياً فورياً وكبيراً".

وحتى الجمعة، عبر نحو 89 ألف لاجئ من أصل 120 ألفاً، هو التعداد الرسمي لسكان كاراباخ، الحدود فراراً من هيمنة باكو.

واتّهم رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان، الخميس، أذربيجان بتنفيذ حملة "تطهير عرقي" في ناغورنو كاراباخ، فيما وقّع رئيس الجمهورية المعلنة من جانب واحد في كاراباخ مرسوماً بحل جميع مؤسسات الدولة اعتباراً من الأول من يناير/ كانون الثاني 2024.

ويهدف المبلغ الذي طلبه الصليب الأحمر (20 مليون فرنك سويسري تساوي 20.7 مليون يورو) لتقديم مساعدة إنسانية لعشرات آلاف الأشخاص الذين غادروا الإقليم، فضلاً عن دعمهم ودعم المجموعات المحلية التي تساعدهم على مدى أبعد.

وأضافت بيشوف أيبيسن "في وقت نواجه حاجات إنسانية متزايدة، علينا أيضاً أن نلتفت إلى المستقبل. إن المراحل المقبلة محبطة بالنسبة إلى عدد كبير من الأفراد باتوا اليوم نازحين".

وتابعت "سيحتاجون إلى دعم إضافي" مستقبلاً.

ويؤكد الاتحاد الدولي أن ما تقدمه المجموعات المحلية من مساعدة غير كاف، فالحاجات الإنسانية تزداد أكثر وأكثر، والخدمات الأساسية مثل المستشفيات تكاد تلفظ أنفاسها، ومع قرب حلول الشتاء تصبح الملاجئ أمراً حيوياً.

القبض على قائد عسكري أرميني في كاراباخ 

عسكرياً، أعلنت باكو اعتقال اللواء دافيت مانوكيان، أحد قادة القوات المسلحة التابعة لأرمينيا في إقليم ناغورنو كاراباخ. 

وأفاد بيان صادر عن جهاز أمن الدولة الأذربيجاني، الجمعة، بالقبض على مانوكيان، وهو مواطن أرميني وعضو في الجيش. 

وأشار إلى أنه رغم وجود نص يؤكد "انسحاب الجيش الأرميني من الأراضي الأذربيجانية" في الإعلان الثلاثي الموقع بين روسيا وأذربيجان وأرمينيا، في 10 نوفمبر/ تشرين الثاني 2020، فقد بقي مانوكيان بالمنطقة وشغل منصب ما يسمى "النائب الأول لقائد جيش الدفاع عن كاراباخ".

وأضاف البيان أن مانوكيان متورط في أعمال "إرهابية"، مثل الإخلال بالأمن العام، وإثارة الذعر بين السكان، وتفجيرات وحرائق في أذربيجان.

وذكر بيان صادر عن مؤسسة خدمات الحدود الحكومية الأذربيجانية، الجمعة، أنه تم توقيف وزير الدفاع السابق لما يسمى الإدارة الأرمنية في منطقة كاراباخ ليوفا مناتساكانيان من قبل حرس الحدود أثناء محاولته العبور من أذربيجان إلى أرمينيا.

وأضاف أنه تم إحضار مناتساكانيان، الذي شغل منصب "وزير الدفاع" في ما يسمى الإدارة الأرمنية بين عامي 2015 و2018 إلى العاصمة باكو، وتسليمه إلى أجهزة الدولة المختصة.

(فرانس برس، الأناضول، العربي الجديد)