أكّد الرئيس البيلاروسي، ألكسندر لوكاشينكو، أن رئيس مجموعة "فاغنر" الروسية، يفغيني بريغوجين، وصل اليوم الثلاثاء إلى بيلاروسيا، لافتاً إلى أنه طلب من نظيره الروسي فلاديمير بوتين عدم اغتيال بريغوجين خلال تمرّده الفاشل.
ولوكاشينكو، حليف بوتين المقرّب، قام بوساطة حاسمة في حلّ الأزمة، توّجت باتفاق يقضي بانتقال بريغوجين ورجاله إلى بيلاروسيا. وقال لوكاشينكو، أمام مسؤولين بيلاروسيين، وفقاً لفيديو نشرته قناة شبه رسمية للرئاسة على تطبيق تليغرام: "قلت لبوتين يمكننا قتله، ليست مشكلة. إما في المحاولة الأولى أو الثانية. لكنّني قلت: لا تفعلوا ذلك".
ونقلت وكالة "بيلتا" الحكومية الرسمية للأنباء عن لوكاشينكو قوله، إن بلاده لن تبني أي معسكرات لمجموعة فاغنر، لكنها يمكن أن تؤويهم "إذا ما أرادوا ذلك".
وقال لوكاشينكو: "عرضنا عليهم إحدى القواعد العسكرية الخالية. أرجوكم -لدينا سياج ولدينا كل شيء- انصبوا خيامكم".
وتضمن اتفاق توسط فيه لوكاشينكو يوم السبت، وأنهى تمرد مرتزقة فاغنر، السماح لهم إما بالاندماج في القوات المسلحة النظامية الروسية، أو الانتقال مع رئيسهم يفغيني بريغوجين إلى المنفى في بيلاروسيا أو العودة إلى عائلاتهم.
كما نُقل عن لوكاشينكو قوله إنه لا يعتزم فتح أي مراكز تجنيد تابعة لفاغنر في بيلاروسيا.
ونشر مشروع "بيلاروسكي غايون" المعنيّ برصد الأنشطة العسكرية في بيلاروسيا صورة لمسار رحلة الطائرة ملتقطة عبر موقع "فلايت رادار 24" المعنيّ برصد حركة الملاحة الجوية.
وهبطت الطائرة عند الساعة 7:40 من صباح اليوم. وبالتزامن مع ذلك، هبطت بالمطار طائرة رجال أعمال أخرى قادمة من العاصمة الشمالية الروسية سانت بطرسبرغ، دون معرفة من كان على متنها.
ورغم أنه ليس من المعروف من هو مالك الطائرة الأولى على وجه الدقة، إلا أنها تخضع منذ عام 2019 لعقوبات أميركية بسبب صلتها ببريغوجين. وسبق لصحيفة "نوفايا غازيتا" الروسية ذات التوجهات الليبرالية المعارضة أن أفادت بأنّ الطائرة يستخدمها بريغوجين وأفراد عائلته، بينما نفى الأخير صلته بهذه الطائرة.
إسقاط التهم بشأن فاغنر
وأفادت السلطات العسكرية الروسية، اليوم الثلاثاء، بأنّ عتاد مجموعة فاغنر سيُسلّم لها، وأعلنت السلطات الأمنية إسقاط التهم الجنائية المتعلّقة بالتمرّد المسلّح.
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية، اليوم الثلاثاء، أن ثمة "تحضيرات" جارية لنقل المعدات العسكرية "الثقيلة" لمجموعة فاغنر إلى الجيش، بعد توقف تمرد هذه المنظمة الذي هزّ روسيا.
وقالت الوزارة في بيان: "هناك تحضيرات جارية لنقل المعدات العسكرية الثقيلة لفاغنر إلى وحدات من القوات المسلحة لروسيا الاتحادية".
من جهته، أعلن جهاز الأمن الفيدرالي الروسي، اليوم الثلاثاء، إغلاق تحقيق جنائي في التمرد المسلح الذي قاده بريغوجين.
وقال الجهاز إنّ تحقيقه توصل إلى أنّ المتورطين في التمرد "أوقفوا الأنشطة الساعية لارتكاب الجريمة"، وبذلك و"في ظل ظروف أخرى ذات صلة" أغلقت الوكالة التحقيق في القضية اليوم الثلاثاء، تماشياً مع وعود الكرملين نهاية الأسبوع بعدم مقاضاة بريغوجين ومقاتليه بعد أن أوقف التمرد.
وكان المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، قد قال في وقت سابق اليوم الثلاثاء، في إفادة صحافية، إن الاتفاق الذي ينهي التمرد يجري تنفيذه، وإن الرئيس فلاديمير بوتين يفي بكلمته دائماً، مشيراً إلى أنه لا يعرف عدد مقاتلي فاغنر الذين سيوقعون عقوداً مع وزارة الدفاع بعد الصفقة التي أنهت التمرد.
(رويترز، أسوشييتد برس، العربي الجديد)
تابع آخر أخبار العربي الجديد عبر Google News
