لقيت رئيسة الوزراء الإيطاليّة جورجيا ميلوني، يوم الخميس، ترحيباً حاراً من الرئيس الأميركي جو بايدن، الذي شكر لها خصوصاً "دعمها القوي جداً" لأوكرانيا، رغم أنّه سبق له أن أبدى علناً خشيته من وصول اليمين المتطرّف إلى السلطة في إيطاليا.
وشدّد بايدن على "الدور المهمّ جداً" الذي تؤدّيه إيطاليا بصفتها حليفاً عسكرياً لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، خصوصاً لناحية الدعم الذي قدّمته لأوكرانيا في مواجهة الغزو الروسي. وقال لدى استقباله ميلوني في المكتب البيضوي: "هذا يُحدِث فارقاً كبيراً".
واعتبر بايدن أن ميلوني قدمت أيضاً "دعماً قوياً جداً في الدفاع ضد الفظائع الروسية".
من جهتها، قالت ميلوني: "نحن نعرف أصدقاءنا في المِحن. أعتقد أنّ الدول الغربية أظهرت أنّها تستطيع الاعتماد على بعضها البعض". وأضافت أنّها "فخورة" بما فعلته إيطاليا لمساعدة أوكرانيا.
واعتبرت أن "دعم أوكرانيا يعني الدفاع عن التعايش السلمي بين الناس والدول في كل مكان في العالم. خلافاً لما (يقوله) البعض، فإنّ المقاومة الأوكرانيّة تُبعِد حرباً عالميّة، ولا تُقرِّبها".
وأشادت ميلوني بالعلاقات "القويّة تاريخياً" بين الولايات المتحدة وإيطاليا، التي "تبقى متينة بغضّ النظر عن اللون السياسي" للحكومات المتعاقبة. كذلك، قالت إنّها تريد التحدّث عن العلاقات التجاريّة والاقتصاديّة مع الرئيس الأميركي الذي تثير خططه للصناعة والاستثمارات قلق الأوروبيين.
"آمل أن تكوني لطيفة"
وذكّر بايدن من جهة ثانية بأنّ إيطاليا سترأس العام المقبل مجموعة السبع (كندا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان والمملكة المتحدة والولايات المتحدة) وقال لميلوني مازحاً: "آمل أن تكوني لطيفة معي بصفتكِ رئيسة".
ولم يتحدّث بايدن وميلوني أمام الصحافة عن العلاقة بين إيطاليا والصين، وهو موضوع حسّاس كان على جدول أعمال اللقاء الثنائي.
وتقول إيطاليا إنّها مستعدّة للتخلّي عن مبادرة "طرق الحرير الجديدة" الصينيّة المثيرة للجدل، وهي الدولة العضو الوحيدة في مجموعة السبع التي أعلنت عام 2019 الانضمام إلى هذا البرنامج من الاستثمارات الضخمة لبكين، من دون أن تحصل منه على أيّ فوائد كبيرة. لكنّ روما لا تريد أن تستفزّ علناً القوّة الثانية في العالم، خشية مواجهة رد فعل انتقامي اقتصادي مؤلم.
وتُشجّع الولايات المتحدة، المنخرطة في منافسة شرسة مع بكين، الأوروبيين على النأي بأنفسهم عن الصين.
وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي، في حديثه مع الصحافة يوم الأربعاء، إنّ بايدن كان يتطلع إلى زيارة ميلوني، نافياً أي جدل بشأن سياسات رئيسة الوزراء الإيطالية.
ويرى مسؤولون أميركيون أن ميلوني فاجأت كثيرين بموقفها الحاسم بشأن دعم أوكرانيا في مواجهة روسيا، بينما كان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين صديقاً مقرباً لرئيس الوزراء الإيطالي الراحل سيلفيو برلسكوني.
ورداً على سؤال حول وجهة نظر بايدن من اليمين المتطرف في إيطاليا، قال كيربي إنّه "على الشعب الإيطالي أن يقرر ما هي حكومته. إنها ديمقراطية. الرئيس يحترم ذلك".
كما قلل البيت الأبيض من أي توترات بشأن موضوع الصين الشائك.
وحرص بايدن على عدم التعليق على التوجّه السياسي لمُحاورته، وهي زعيمة حزب تعود جذوره التاريخيّة إلى الفاشيّة.
(فرانس برس)