باكستان: عشرات الجرحى في مواجهات بين القبائل البشتونية والأمن

09 يونيو 2024
معبر تورخم الحدودي بين باكستان وأفغانستان، 15 يناير 2024 (فرانس برس)
+ الخط -
اظهر الملخص
- اندلعت مواجهات عنيفة بين أبناء القبائل البشتونية والقوات شبه العسكرية الباكستانية في إقليم بلوشستان، مما أسفر عن إصابة 50 شخصًا واعتقال أكثر من 100 من رموز القبائل، بعد فض اعتصام دام خمسة أشهر للمطالبة بعبور الحدود دون جواز وتأشيرة.
- تصاعدت الاحتجاجات بخروج آلاف من أبناء القبائل في شوارع مدينة تشمن، مع تأكيد زعامات القبائل استمرار الاحتجاج حتى تستجيب الحكومة لمطالبهم، وسط اتهامات للحكومة بإجبار القبائل على حمل السلاح وعدم السماح لوسائل الإعلام بنقل ما يجري.
- حذرت شخصيات قيادية وحركات سياسية من خطورة استخدام القوة ضد القبائل، مطالبة بضرورة الحوار وإعادة النظر في سياسة الحكومة تجاه مطالب القبائل البشتونية، في ظل تحذيرات من تصاعد الأوضاع إذا لم تتخذ الحكومة خطوات لحل القضية.

أصيب ما لا يقل عن 50 شخصاً من أبناء القبائل البشتونية بجراح، حالة بعضهم حرجة، جراء مواجهات عنيفة تتواصل لليوم الثالث على التوالي مع القوات شبه العسكرية الباكستانية قرب الحدود مع أفغانستان في إقليم بلوشستان جنوب غربيّ باكستان. وبدأت المواجهات بعد أن أقدمت تلك القوات على فضّ اعتصام لأبناء القبائل البشتونية أقامته منذ خمسة أشهر من أجل الضغط على الحكومة الباكستانية للسماح لهم بعبور الحدود مع أفغانستان دون جواز وتأشيرة.

وبعد فشل مفاوضات استمرت عدة أسابيع بهذا الخصوص، فضّت القوات شبه العسكرية الباكستانية بمشاركة قوات الجيش الاعتصام قبل يومين، واعتُقِل أكثر من 100 شخص جلهم من رموز القبائل البشتونية. كذلك أحرقت القوات شبه العسكرية الخيم وملابس المعتصمين وأغراضهم، لتبدأ الاشتباكات العنيفة بين الطرفين. وخرج أبناء القبائل البشتونية بالآلاف في شوارع مدينة تشمن الحدودية مع أفغانستان، واحتشدوا أمام مقر القوات شبه العسكرية في المدينة وفي الأسواق وأغلقوا شوارعها، وتصدوا لدوريات وسيارات الأمن عبر رشقها بالحجارة وأي شيء وجدوه أمامهم.

زعامات القبائل البشتونية تؤكد استمرار الاحتجاج

إلى ذلك، أكدت الزعامات القبلية ومنظمو الاعتصام أن الاحتجاج سيستمر وسيمتد إلى باقي المناطق حتى تفرج السلطات عن أبناء القبائل البشتونية الذين اعتُقِلوا، وتستمع إلى مطالبهم، مؤكدة أنها لن تتراجع عن تلك المطالب. وبينما لم تصدر الحكومة الباكستانية أي تصريحات رسمية حول القضية ولم تظهر موقفها حيال ما يجري، تتهمها الزعامات القبلية بعدم السماح لوسائل الإعلام المحلية بنقل ما يجري.

وقال الزعيم القبلي ورئيس حزب عوامي البشتوني، محمود خان أجكزاي، إن "الحكومة وأجهزة أمن الدولة ترغم أبناء القبائل على حمل السلاح"، متهماً السلطات بعدم الاستماع إلى مطالب القبائل البشتونية ومواجهتها بالعنف وفضّ اعتصامها. وأشار أجكزاي، في تصريح صحافي له أمس، إلى أن "الأمور قد تخرج عن يد الحكومة"، موضحاً أن القبائل لها تاريخ طويل، ولا يمكن للحكومة أن ترغمها على التنازل بقوة السلاح.

بدوره، قال رئيس البرلمان السابق في باكستان، أسد قيصر، في تصريح له أمس، إن "استخدام القوة مع القبائل أمر خطير للغاية، وعلى الحكومة وأجهزة أمن الدولة أن تتعامل بروية مع قبائل تقطن على الحدود مع أفغانستان"، مشدداً على أن "مطالبها مشروعة ولا بد من عقد المفاوضات معها لحل القضية". أما زعيم حركة حماية البشتون، منظور أحمد بشتين، فدعا في كلمة مسجلة له أمس، جميع القبائل البشتونية والأحزاب السياسية إلى الوقوف في صف المعتصمين في إقليم بلوشستان، مطالباً الحكومة بإعادة النظر في سياستها إزاء القبائل البشتونية قبل أن تخرج الأمور عن سيطرتها.