قالت نائبة رئيس تايوان الأسبق، أنيت لو، الأحد، إن بلادها "على شفا حرب"، وإنها "عالقة في خضم صراع بين قوتين كبيرتين؛ الولايات المتحدة والصين"، داعية تايبيه لتجنّب الحرب بأي ثمن.
وجاء ذلك في تصريحات أدلت بها للصحافيين عقب حضورها اجتماعاً سنوياً لجمعية السلام والعدالة، اليوم الأحد، في مركز تايبيه الدولي للمؤتمرات.
ولدى سؤالها عن انتقاداتها بشأن الوضع في مضيق تايوان، قالت لو إن "تايوان على شفا حرب. وهناك العديد من المشاكل"، بحسب ما نقلت صحيفة "تايوان نيوز" المحلية.
وأضافت أن تايوان عالقة في خضم صراع بين قوتين كبيرتين، الولايات المتحدة والصين، معربة عن اعتقادها بضرورة تحرر تايوان من التشابكات بين القوتين اللتين تقاتلان من أجل الهيمنة.
ولفتت "لو" إلى أن "العالم بأسره يعتقد أن تايوان ستواجه قريباً تهديد الحرب"، مؤكدة أن "الأولوية الكبرى لتايوان ينبغي أن تكون تجنب الحرب بأي ثمن". وتابعت: "يجب على تايوان ألا تصبح أوكرانيا ثانية".
وجاءت تصريحات "لو" في الوقت الذي يشهد فيه مضيق تايوان توترات متصاعدة بين الولايات المتحدة والصين، إذ أبحرت في وقت سابق من اليوم، عبر المضيق، بارجتان أميركيتان في أول عبور من هذا القبيل يجري الإعلان عنه منذ أن زارت رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي تايوان، في وقت سابق من أغسطس/آب الحالي.
وقال بيان صادر عن الأسطول السابع الأميركي إن حاملتي الطائرات "أنتيتام" و"تشانسلورزفيل" تقومان بعملية عبور روتينية.
وأفاد البيان أن البارجتين "مرتا عبر ممر في المضيق يتجاوز المياه الإقليمية لأي دولة ساحلية".
ومن جانبها، قالت الصين إنها تتبعت حركة السفينتين.
وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض، جون كيربي، على شبكة "سي أن أن"، اليوم الأحد، إن العبور أرسل "رسالة واضحة جداً، رسالة متسقة للغاية... مفادها أن البحرية الأميركية والجيش الأميركي سوف يبحرون ويطيرون ويعملون في أي مكان يسمح لنا بموجب القانون الدولي".
وأشار كيربي أيضاً إلى أن العبور كان "متوافقًا للغاية مع سياسة "الصين الواحدة"، ويتوافق تماماً مع رغبتنا في التأكد من أنه يمكننا مواصلة العمل نحو منطقة المحيطين الهندي والهادئ لكي تكون حرة ومفتوحة".
وقال الكولونيل شي يي، المتحدث باسم قيادة الجبهة الشرقية للجيش الصيني، إن "قوات الجبهة الشرقية في حالة تأهب قصوى، وعلى استعداد لإحباط أي استفزاز في أي وقت".
وأجرت الصين العديد من التدريبات العسكرية في المضيق سعياً إلى معاقبة تايوان، بعد زيارة بيلوسي إلى الجزيرة المتمتعة بالحكم الذاتي رغم تهديدات بيكين.
واعتبرت الصين زيارة بيلوسي "استفزازاً" لها، و"تبعث إشارات خاطئة للانفصاليين" في تايوان.
وأرسلت الصين العديد من السفن الحربية التي تبحر في مضيق تايوان والمياه المحيطة بتايوان منذ زيارة بيلوسي، بالإضافة إلى إرسال طائرات حربية وإطلاق صواريخ بعيدة المدى.
وتعتبر بيكين الجزيرة جزءاً من أراضيها الوطنية، وتعارض أي زيارات تقوم بها الحكومات الأجنبية، باعتبارها اعترافاً بتايوان دولة ذات سيادة.
وترسل الولايات المتحدة سفنها بانتظام عبر مضيق تايوان كجزء مما تسميه مناورات حرّية الملاحة.
ويفصل المضيق الذي يبلغ طوله 100 ميل (160 كيلومتراً) تايوان عن الصين.
(الأناضول، أسوشييتد برس)