مع انطلاق قمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) في مدريد، أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن، اليوم الأربعاء، أنّ بلاده "ستعزز وجودها العسكري في أوروبا" كي يتمكن الحلف من "الردّ على التهديدات الآتية من كافة الاتجاهات وفي كلّ المجالات: براً وجواً وبحراً".
وأكد، خلال القمة، أنه سيتمّ تعزيز الوجود العسكري والإمكانات العسكرية الأميركية في إسبانيا وبولندا ورومانيا ودول البلطيق وبريطانيا وألمانيا وإيطاليا.
وستكون الحرب في أوكرانيا محور قمة حلف شمال الأطلسي، حيث يجتمع أكثر من 40 من قادة الدول والحكومات للبحث في مستقبل "الناتو" الذي ستتمكن السويد وفنلندا من الانضمام إليه بعد الضوء الأخضر التركي.
إلى ذلك، اعتبر الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ، أنّ روسيا تمثل "تهديداً مباشراً" لأمن دول الناتو، المجتمعة في قمة في مدريد اليوم، والتي تسعى إلى تعزيز جناح الحلف الشرقي، رداً على الغزو الروسي لأوكرانيا.
وقال: "سنقول بوضوح" خلال القمة التي ستراجع خريطة طريق الحلف للمرة الأولى منذ العام 2010، "إن روسيا تمثل تهديداً مباشراً لأمننا".
وتابع ستولتنبرغ، في افتتاح اجتماع مقرر منذ فترة طويلة، لكن رهاناته تضاعفت جراء الغزو الروسي لأوكرانيا: "ستكون قمة مدريد محورية". ودُعي الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى المشاركة في النقاشات، وهو سيقوم بمداخلتين عبر الفيديو، في وقت تواصل كييف مطالبة شركائها بتزويدها بأسلحة.
وكان ستولتنبرغ، قد لفت، الثلاثاء، إلى أنّ دول "الناتو" التي سبق أن منحت كييف مساعدات بمليارات الدولارات، ستتفق في مدريد "على برنامج مساعدة كامل لأوكرانيا، لمساعدتها على تحقيق حقها في الدفاع المشروع عن النفس". وأكد أنه "من الأهمية بمكان أن نكون مستعدين للاستمرار في توفير الدعم، لأن أوكرانيا تواجه اليوم وحشية لم تشهدها أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية".
وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون تبنى الموقف نفسه، داعياً "الناتو" إلى توجيه "رسالة وحدة وقوة"، في ختام قمة لمجموعة السبع في ألمانيا نظمت قبل قمة "الناتو". وشدد ماكرون على أن "روسيا لا يمكنها ولا ينبغي أن تكسب" الحرب.
وإلى جانب أوكرانيا، ستتيح اجتماعات اليوم للحلف اعتماد "مفهومه الاستراتيجي" الجديد الذي يشكل أول مراجعة لخريطة الطريق المنتهجة منذ العام 2010، ويفترض أن يتطرق للمرة الأولى إلى التحديات التي تطرحها الصين. وستكون أيضاً فرصة لمباشرة عملية انضمام فنلندا والسويد اللتين قررتا الدخول إلى "الناتو" رداً على الهجوم الذي باشرته روسيا على أوكرانيا في 24 فبراير/شباط وخرجتا بذلك عن حيادهما التقليدي.
وكانت تركيا العضو في الحلف منذ 1952، تعطل انضمام البلدين، متهمة خصوصاً استوكهولم وهلسنكي بإيواء ناشطين من حزب العمال الكردستاني الذي تعتبره أنقرة "منظمة إرهابية". لكن بعد اجتماعات طويلة على هامش القمة، أعطت تركيا الضوء الأخضر لدخول هذين البلدين إلى الحلف. وأعتبر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أنه حصل على "تعاون كامل" في مكافحة حزب العمال الكردستاني.
(فرانس برس، العربي الجديد)