انطلاق "مائدة الجد المستديرة" في الخرطوم بمقاطعة أحزاب المعارضة السودانية

13 اغسطس 2022
تسليم السلطة للمدنيين أبرز مطالب المحتجين السودانيين (فرانس برس)
+ الخط -

انطلق في العاصمة السودانية الخرطوم، اليوم السبت، "مؤتمر مائدة مستديرة"، بمشاركة عدد من الأحزاب والتيارات القريبة من الحكم العسكري ومقاطعة تامة للأطراف المناوئة، وذلك استجابة لمبادرة الشيخ الطيب الجد، أحد مشائخ الطرق الصوفية.

ووجّه الجد دعوة إلى مختلف الأحزاب السياسية، للمشاركة في المبادرة، بغرض الوصول إلى توافق سياسي حول إدارة الفترة الانتقالية وتشكيل حكومة كفاءات مستقلة للخروج من عنق الأزمة الحالية.

ودعا الجد في كلمته الافتتاحية، اليوم، جميع أبناء السودان، إلى كلمة سواء من أجل حفظ الأمن وصونه، وذلك بتقديم التنازلات ليكون المستقبل أفضل للأجيال القادمة. مشدداً على ضرورة إكمال الفترة الانتقالية، وتكوين حكومة من الكفاءات لتصل البلاد إلى مرحلة الانتخابات، تأكيداً لمبدأ التداول السلمي للسلطة.

وحذّر الجد من التدخلات الخارجية في الشأن السوداني، وحثّ على احترام القوات المسلحة، وعلى التمسك باتفاق السلام بين الحكومة والحركات المسلحة.

ومنذ 25 أكتوبر/تشرين الأول 2021، يشهد السودان احتجاجات شعبية تطالب بعودة الحكم المدني وترفض إجراءات استثنائية فرضها رئيس مجلس السيادة قائد الجيش عبد الفتاح البرهان، ويعتبرها الرافضون "انقلاباً عسكرياً".

من جهته، حذر رئيس حزب "الأمة" مبارك الفاضل من وقوع فتنة بين الجيش والشعب، وخروج الأوضاع عن السيطرة، مشيراً إلى وجود أحزاب "تخشى العملية الانتخابية لأنها تفتقر للشعبية ومطلوبات المنافسة"، على حد تعبيره.

ومن المقرر أن يناقش المؤتمر في جلساته اللاحقة، مجمل قضايا الانتقال الديمقراطي والملفات الاقتصادية والسلام والعدالة الانتقالية.

لكن "قوى إعلان الحرية والتغيير" لا ترى في مبادرة الجد إلا محاولة التفاف من جانب قائد الانقلاب العسكري الفريق أول عبد الفتاح البرهان على مبدأ ابتعاد المؤسسة العسكرية عن السياسة، ومحاولة واضحة من قبل المشاركين في المؤتمر لترسيخ الحكم العسكري الذي يفتقد أي قاعدة شعبية.

وقال محمد عبد الحكم، القيادي في حزب "التجمع الاتحادي" أحد الأحزاب المشاركة في تحالف "الحرية والتغيير"، لـ"العربي الجديد"، إن تحالفهم لا يمكن له "الجلوس على طاولة واحدة مع عناصر النظام البائد وأعوان الانقلاب العسكري وأعداء الثورة السودانية المجيدة".

وأكد أن "الحرية والتغيير" ماضية في توحيد قوى الثورة لأجل هزيمة الانقلاب العسكري والتأسيس لفترة انتقالية، كاشفاً أن تركز عملها أكثر هذه الأيام على مقترح الإعلان الدستوري للفترة الانتقالية.

المساهمون