انسحب وفد مصر الرسمي، برئاسة وزير الخارجية سامح شكري، من اجتماع وزراء الخارجية العرب، احتجاجاً على تولي نجلاء المنقوش، وزيرة الخارجية والتعاون الدولي في حكومة الوحدة الوطنية الليبية التي يترأسها عبد الحميد الدبيبة؛ رئاسة الدورة الجديدة للمجلس الـ158 خلفاً للبنان.
وأعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية أن الانسحاب "جاء تحفظاً على تولي نجلاء المنقوش رئاسة الدورة، وهي وزيرة خارجية حكومة منتهية ولايتها".
وتسلمت نجلاء المنقوش، ممثلة ليبيا، رئاسة أعمال الدورة الـ158 لمجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري.
ويأتي ذلك في الوقت الذي أعربت فيه الحكومة المكلّفة من مجلس النواب برئاسة فتحي باشاغا عن "رفضها تولي حكومة الوحدة الوطنية رئاسة الدورة الـ158 لمجلس جامعة الدول العربية".
وذكرت حكومة باشاغا أنّ الجامعة العربية بهذا الإجراء "تخالف دورها المعهود في التضامن الكامل مع دولة ليبيا في أزمتها ومساعدتها على وحدة أراضيها والاعتراف بالحكومة الليبية ممثلاً شرعياً ووحيداً للشعب الليبي".
وأضافت أنّ "مثل هذه الإجراءات تهدد الاستقرار ووحدة ليبيا وتمثل الانحياز إلى طرف سياسي منتهي الولاية وفاقد الشرعية والقانونية"، وفقاً لتعبيرها.
وتضمن مشروع جدول أعمال الدورة الـ158 ثمانية بنود رئيسة تتناول مختلف قضايا العمل العربي المشترك، السياسية والأمنية والقانونية والاجتماعية والمالية والإدارية. وتصدّر مشروع جدول الأعمال تقرير الأمين العام للجامعة العربية عن نشاط الأمانة العامة وإجراءات تنفيذ قرارات المجلس بين دورتي الانعقاد، والتقرير نصف السنوي لهيئة متابعة تنفيذ القرارات والالتزامات.
كما تضمن مشروع جدول الأعمال بنداً حول القضية الفلسطينية والصراع العربي - الإسرائيلي، وتضمن عدداً من الموضوعات المتعلقة بالتطورات السياسية للقضية الفلسطينية، ودعم موازنة دولة فلسطين، وتقريراً حول الأمن المائي العربي، وسرقة إسرائيل المياه في الأراضي العربية المحتلة والجولان العربي السوري المحتل.
وانطلقت، اليوم الثلاثاء، في مقر الأمانة العامة في القاهرة، أعمال الدورة الـ158 لمجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري برئاسة ليبيا.
وافتتحت أعمال الدورة بكلمة عبد الله بوحبيب، وزير الخارجية والمغتربين في لبنان، رئيس الدورة السابقة الـ157 للمجلس، قال فيها إن "التطورات الدولية فرضت تحديات كبرى لا تتعلق فقط بأزمة الطاقة والغذاء، بل بعملية الاستقطاب الجارية، في سياق إعادة رسم المشهد الجيوسياسي في العالم، ما يتطلب منا رفع مستوى التنسيق لأقصى درجة، بما يحفظ مصالح دولنا وشعوبنا".
ومن جهته، أكد أمين عام جامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، في كلمته اليوم أمام مجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية، "أهمية احتواء أي خلاف وكل مشكلة، من أجل الاحتفاظ بوحدة الصف، تطلعاً للقمة المقبلة في الجزائر"، قائلاً إنه "في كافة الأزمات العربية المشتعلة، يظل الحل السياسي الخيار الوحيد الممكن لتحقيق الاستقرار وإنهاء المعاناة الهائلة للشعوب".
وفي ما يخص الأزمة العراقية، قال أبو الغيط: "نطالب كافة القوى السياسية العراقية باللجوء للحوار سبيلاً وحيداً لمعالجة الاختلافات، والابتعاد عن العنف والإبقاء على مشاكل العراق داخل العراق".
وبخصوص الأراضي المحتلة، قال الأمين العام: "بينما تباشر إسرائيل القمع والاحتلال، نرصد رفضاً لنفس السلوك في أماكن أخرى من العالم، وكأن هناك معياراً لفلسطين ومعياراً للآخرين.. إنها ازدواجية مقيتة".
وأضاف أبو الغيط: "ننظر إلى التطورات العالمية من زاوية رئيسية هي المصالح العربية، وكيف نصونها ونعززها وندافع عنها".
وقال الأمين العام إن الجامعة العربية "تبنت دراسة شاملة حول موضوع الأمن الغذائي، ويقيني أن هذا الموضوع سوف يمثل أولوية عربية في السنوات القادمة".
وأشار أبو الغيط إلى "التحركات العربية الجماعية تجاه الأزمة في أوكرانيا، ودلالتها الهامة على عمق التنسيق العربي، تجاه واحد من أخطر التحديات على الصعيد الدولي"، مشيراً إلى "الحاجة الماسة للاستمرار في مثل هذا التنسيق في هذه المرحلة".
ومن جهتها، أكدت تانيا فويان، وزيرة خارجية جمهورية سلوفينيا، في كلمة لها، "دعم بلادها للقضايا العربية، لا سيما حق الشعب الفلسطيني في سلام شامل وعادل ودائم".
وأشار فيليب لازاريني، المفوض العام لوكالة "غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين" (أونروا)، إلى الأزمة المالية التي تمر بها "أونروا"، مشيداً بقوة اللاجئين الفلسطينيين، ومشدداً على أن "دعم أونروا يعني دعم قصص نجاح فلسطينية ملهمة في المنطقة العربية".
وخلال انعقاد أعمال الدورة، تسلمت وزيرة الخارجية والتعاون الدولي في دولة ليبيا رئاسة الدورة الـ158 لمجلس جامعة الدول العربية.
وعلى هامش الدورة، انعقدت ثلاث لجان، هي: اجتماع اللجنة الوزارية العربية المعنية بالتحرك لوقف الإجراءات الإسرائيلية في مدينة القدس المحتلة، واجتماع اللجنة العربية الوزارية المعنية بمتابعة "التدخلات التركية في الشؤون الداخلية للدول العربية"، واجتماع اللجنة الوزارية العربية الرباعية المعنية بمتابعة "تطورات الأزمة مع إيران وسبل التصدي لتدخلاتها في الشؤون الداخلية للدول العربية".
كما اجتمع وزراء الخارجية العرب والأمين العام في جلسة تشاورية مغلقة سبقت اجتماع الدورة.