تخلى عدد من المحامين في فريق الدفاع عن الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب، عن مهمّتهم في الدفاع عنه قبل بضعة أيام من محاكمته في مجلس الشيوخ ضمن آلية عزله، وفق ما أفادت شبكة "سي أن أن" ووسائل إعلام أميركية أخرى، اليوم الأحد.
ونقلت القناة التلفزيونية عن مصادر، لم تكشف هويتها، أن خمسة محامين، بينهم اثنان كان يُفترض أن يقودا فريق وكلاء الملياردير الجمهوري، تراجعوا عن الدفاع عنه بعد خلافات بشأن طريقة العمل.
وذكرت "سي أن أن"، أن ترامب كان يرغب في أن يواصل محاموه الدفاع عن فرضية حصول عملية تزوير هائلة أثناء الانتخابات الرئاسية أدت إلى فوز الديمقراطي جو بايدن، بدلاً من التركيز على شرعية مقاضاة رئيس انتهت ولايته، مشيرةً إلى أن الرئيس السابق كان غير راغب في مناقشة الأمر.
ولفتت القناة إلى أن من بين هؤلاء المحامين بوتش باورز وديبوراه باربيير اللذين كانا يُفترض أن يرأسا فريق الدفاع عن ترامب.
وأكد مصدر، لوكالة "رويترز"، إن بوتش باورز وديبوراه باربري تركا فريق ترامب.
وأكد جايسون ميلر مستشار ترامب رداً على هذه المعلومات الصحافية، في تغريدة "عملنا كثيراً، لكننا لم نتخذ قراراً نهائياً بعد بشأن فريقنا القانوني، سنفعل ذلك قريباً".
Dem. efforts to impeach a pres. who has already left office is unconstitutional & so bad for our country. In fact, 45 Senators have already voted that it is unconstitutional. We have done much work, but have not made a final decision on our legal team, which will be made shortly. https://t.co/OQIugh0A8F
— Jason Miller (@JasonMillerinDC) January 31, 2021
ويربك القرار فريق الدفاع الخاص بترامب الذي يستعد للمحاكمة التي تبدأ في الثامن من فبراير/ شباط، للنظر في مادة المساءلة التي أقرها مجلس النواب.
وكان مجلس الشيوخ الأميركي قد تسلّم، الإثنين، رسمياً، القرار الاتّهامي، الذي أصدره مجلس النواب بحقّ ترامب، لمحاكمته برلمانياً بتهمة التحريض على اقتحام الكابيتول، لينطلق بذلك أول إجراء في تاريخ الولايات المتحدة يرمي إلى عزل رئيس سابق.
وترامب متهم بتحريض أنصاره على مهاجمة مقر الكونغرس، يوم السادس من يناير/ كانون الثاني، في وقت كان أعضاؤه يصادقون على فوز جو بايدن بالرئاسة. وقبيل الهجوم الذي خلّف خمسة قتلى، قال ترامب مخاطباً المتظاهرين: "لن تستعيدوا بلادكم مطلقاً إذا كنتم ضعفاء. يجب أن تُظهروا القوة وأن تكونوا أقوياء".
وبعد أسبوع على الهجوم، صوّت مجلس النواب في 13 يناير/ كانون الثاني على توجيه التهمة إلى ترامب، ضمن آلية عزله. وأثارت مشاهد العنف صدمة في الولايات المتحدة، ودفعت العديد من الجمهوريين إلى التنديد بسلوك الملياردير المتقلّب.
لكن إدانته في مجلس الشيوخ في هذه المرحلة تبدو غير مرجحة، إذ لا يزال يحظى بشعبية كبيرة لدى ناخبيه، وبدعم أعضاء أساسيين في مجلس الشيوخ.
وبات الديمقراطيون يسيطرون على الكونغرس، لكن غالبيتهم ضعيفة جداً في مجلس الشيوخ المنقسم بالتساوي بين خمسين مقعداً لهم وخمسين مقعداً لخصومهم الجمهوريين، وفي حال التعادل في أي عملية تصويت، يمكن لنائبة الرئيس كامالا هاريس ترجيح الكفة لصالحهم.
لكن إدانة ترامب تتطلب 67 صوتاً، وهو هدف يبدو من الصعب تحقيقه. وإن كان زعيم الجمهوريين في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل لم يستبعد التصويت لصالح إدانة الرئيس السابق، إلا أنه لا يعتزم الضغط على الجمهوريين بشكل علني.
(فرانس برس، رويترز)