- **برنامج بزشكيان الانتخابي وتصريحاته:** أكد بزشكيان بعد الفوز على مد يد الصداقة للجميع، داعياً للتعاون والتعاضد، منتقداً الأوضاع الداخلية والسياسات الخارجية، وداعياً للانفتاح ورفع العقوبات الأميركية، مع التزامه بسياسات المرشد الإيراني.
- **خلفية بزشكيان المهنية والسياسية:** مسعود بزشكيان، طبيب جراحة القلب، وُلد عام 1954، شغل مناصب وزارية وبرلمانية، منها وزير الصحة ونائب رئيس البرلمان، وعضو في البرلمان الإيراني منذ 2006.
أعلنت وزارة الداخلية الإيرانية، صباح اليوم السبت، فوز مسعود بزشكيان في انتخابات الرئاسة بحصوله على 16 مليوناً و384 ألفاً و403 أصوات، مقابل 13 مليوناً و538 ألفاً و179 صوتاً للمرشح المحافظ سعيد جليلي. وأضافت الوزارة أن 30 مليوناً و530 ألفاً و157 ناخباً شاركوا في الانتخابات. وكانت مصادر إيرانية مطلعة أكدت لـ"العربي الجديد"، ليل الجمعة- السبت، أن المرشح الإصلاحي مسعود بزشكيان ظفر بمنصب الرئاسة الإيرانية بحصوله على نحو 55% من الأصوات في الجولة الثانية للانتخابات الرئاسية المبكرة، ليصبح الرئيس الإيراني التاسع خلفاً للراحل إبراهيم رئيسي، الذي لقي مصرعه في حادث تحطم مروحيته في 19 مايو/ أيار الماضي. وأضافت المصادر الإيرانية، التي رفضت الكشف عن هويتها، أن فريق حماية رئيس الجمهورية تولى مهام حماية بزشكيان.
وأعلن المتحدث باسم لجنة الانتخابات الإيرانية محسن إسلامي ارتفاع نسبة التصويت في الجولة الثانية إلى نحو 50%، أي بزيادة بنسبة 10% قياسا مع الجولة الأولى التي انعقدت الجمعة الماضي، والتي بلغت نسبة التصويت فيها نحو 40%. كما أن المشاركة في الجولة الثانية تجاوزت انتخابات 2021 الرئاسية التي فاز فيها رئيسي، حيث بلغت النسبة حينها 48.8%. وبذلك، خسر المحافظون الانتخابات الرئاسية الـ14 لصالح الإصلاحيين، الذين يعودون إلى السلطة بعد خروجهم منها عام 2005 إثر فوز الرئيس الإيراني المحافظ محمود أحمدي نجاد. وكان المرشح الإصلاحي بزشكيان قد حصل في الجولة الأولى على نحو 43% من الأصوات التي بلغت 24 مليوناً و500 ألف صوت، وحل المرشح المحافظ جليلي ثانيا بـ38% منها. وبسبب عدم حصول أي منهما على النصف +1، تقررت جولة الإعادة وفق قانون الانتخابات الإيراني.
وسبق لبزشكيان الترشح في الانتخابات الرئاسية الإيرانية مرتين، حيث انسحب من دورة 2013 بعد إعلان ترشحه، وفشل في إكمال خوض انتخابات 2021 بعد رفض مجلس صيانة الدستور أهليته. وكان بزشكيان واحداً من ثلاث قيادات إصلاحية ترشحت للانتخابات الرئاسية، لكن مجلس صيانة الدستور الإيراني صادق على أهلية بزشكيان فقط ليدخل غمار السباق الرئاسي إلى جانب خمسة مرشحين محافظين.
بزشكيان: أمدّ يد الصداقة للجميع
وفي أول تصريح له منذ إعلان فوزه، أكد بيزشكيان، اليوم السبت، أنه "سيمد يد الصداقة للجميع". وقال في تصريح للتلفزيون الرسمي نقلته "فرانس برس: "سنمد يد الصداقة للجميع، نحن جميعنا شعب هذا البلد. علينا الاستعانة بالجميع من أجل تقدّم البلد". كذلك، قال بزشكيان في رسالة للشعب الإيراني عبر منصة إكس: "أمد إليكم يدي وأقسم بشرفي أنني لن أترككم وحدكم فلا تتركوني وحيداً"، مضيفا: "الطريق الصعب أمامنا ولن يكون سالكاً إلا بالتعاون والتعاضد والثقة".
وكان المرشح الإصلاحي قد تبنى خطاب التغيير في حملته الانتخابية، مع انتقاد الأوضاع الداخلية وسياسات البلاد الخارجية، داعيا إلى الانفتاح على الخارج ورفع العقوبات الأميركية و"التعامل البناء" مع العالم. إلى ذلك، أكد بزشكيان أكثر من مرة أنه سيلتزم بالخطوط العريضة للسياسات التي يحددها المرشد الإيراني علي خامنئي، مضيفاً أنه في حال فوزه بالرئاسة، فسيعمل على تحقيق الوحدة والإجماع الداخلي لمواجهة التحديات داخلياً وخارجياً.
وكان بزشكيان قد قال، في مقابلة سابقة مع "العربي الجديد"، عن برنامجه، إن سياسته الخارجية هي التواصل مع العالم كله على أساس "مبادئ العزة والحكمة والمصلحة، باستثناء إسرائيل"، مضيفاً أنه "إذا ما أردنا العمل وفق هذه السياسة، فيجب أن يكون سلوكنا مناسباً مع الجميع، وأن ننسج علاقة جيدة مع الجميع على أساس العزة والمصلحة". وأردف بزشكيان أنه "كلما قمنا بتحسين العلاقات الخارجية، نكون قد اقتربنا من تلك المبادئ، لكن كلما زادت التوترات، نكون قد ابتعدنا عنها، ويزداد الوضع سوءاً"، قائلاً إن أولويته هي "الأخوة والانسجام مع الدول العربية والإسلامية، والوصول إلى لغة مشتركة معها، ثم مع بقية دول العالم".
مسعود بزشكيان طبيب اختصاص جراحة القلب، من مواليد عام 1954 في مدينة مهاباد الكردية في محافظة أذربيجان الغربية شمال غربي إيران، ينتمي إلى القومية التركية في إيران، وعضو في البرلمان الإيراني منذ 2006 عن دائرة مدن تبريز وآذر شهر وأسكو في محافظة أذربيجان الشرقية. وفي انتخابات مارس/ آذار الماضي، انتُخب مرة أخرى. وبدأ يذيع صيت مسعود بزشكيان عندما انضم إلى حكومة الرئيس محمد خاتمي الثانية عام 2001 وزيراً للصحة. كذلك، حاز في 2016 منصب النائب الأول لرئيس البرلمان المحافظ علي لاريجاني، واستمر في هذا المنصب حتى 2020 قبل إجراء الانتخابات التشريعية الـ11 في البلاد.