اليمين الإسرائيلي يتمتع بغالبية ساحقة غداة العدوان

28 اغسطس 2014
الإسرائيليون يرثون قتيلهم الأخير قبل التهدئة (إيليا يفيموفيتش/getty)
+ الخط -

بيّن استطلاع للرأي العام أجراه معهد "فوكس"، أمس الأربعاء، ونشرت نتائجه صحيفة "هآرتس"، اليوم الخميس، أنّ اليمين في إسرائيل سيحصل على الغالبية الساحقة في الكنيست الإسرائيلي في حال إجراء الانتخابات العامة الآن، وأنّ بمقدوره تشكيل حكومة تتمتع بتأييد 69 نائباً في الكنيست، من دون أن يشمل هذا الائتلاف حزب وزير المالية الحالي يئير لبيد.

وأشار الاستطلاع نفسه إلى أنّ اليمين الإسرائيلي بمقدوره تشكيل ائتلاف يحظى بتأييد 66 نائباً في الكنيست، إذا فضّل حزب "الليكود" الإبقاء على تركيبة الائتلاف الحكومي نفسها، واستبعاد حزبي "ديغل هتوراة" و"شاس" الحريديين. مع العلم أنّ الاستطلاع لم يتطرّق إلى القوة المرتقبة للحزب الذي من المحتمل أن يتزعمه وزير الاتصالات الإسرائيلي السابق، موشيه كحلون، الذي يتمتع بتأييد شعبي كبير.

وبحسب الاستطلاع، فإنّ 54 في المائة من الإسرائيليين اعتبروا أنّ العدوان على غزّة انتهى بالتعادل من دون أن يحقق أيّ من الطرفين نصراً على الآخر، فيما أشار 50 في المائة إلى أنهم راضون عن أداء رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، في العدوان، مقابل 77 في المائة أعلنوا رضاهم عن أدائه في الأسابيع الأولى للعدوان، وهو ما يؤكّد تراجع شعبية الحكومة الإسرائيلية مع التقدّم في العدوان، ويعكس امتعاض الإسرائيليين من الحرب نتيجة انكسارهم.

وأشار الاستطلاع إلى أنّ الرضا عن أداء وزير الأمن، موشيه ياعلون، تراجع هو الآخر من 76 في المائة مع بدء العدوان إلى 54 في المائة.

لكن اللافت في الاستطلاع على المستوى الحزبي، هو التقدّم الكبير في مكانة وقوة حزب "البيت اليهودي" المتطرف، الذي يتزعمه وزير الاقتصاد، نفتالي بينيت؛ وفيما تراجع حزب "الليكود" من 31 مقعداً فاز بها في الانتخابات الأخيرة (التي جرت في يناير/كانون الثاني 2013) إلى 26 مقعداً، فإن حزب بينيت الذي فاز بـ 12 مقعداً، وكان الحزب الرابع بعد الانتخابات، تقدّم إلى المرتبة الثانية مع زيادة 5 مقاعد على الأقل، من 12 مقعداً إلى 17 مما يؤهله أن يكون الشريك الأكبر في أية حكومة مقبلة.

وفي مقابل احتفاظ حزب "يسرائيل بيتنا"، أفيغدرو ليبرمان، بالمرتبة الثالثة، فإن حزب "يوجد مستقبل" الذي يتزعمه وزير المالية الإسرائيلي، يائير لابيد، الذي كان ثاني حزب بعد الانتخابات تراجع الى المرتبة الرابعة وخسر 7 مقاعد، وهو ما يعني ضرب صورة الائتلاف الحكومي المقبل.

وأيّاً كان رئيس "الليكود" المقبل ومرشحه لرئاسة الحكومة، فإنه سيكون بمقدوره تشكيل حكومة واسعة بسهولة نسبياً؛ فإذا اختار الإبقاء على الشركاء الحاليين، بمقدوره تشكيل حكومة تتمتع بتأييد 70 مقعداً في الكنيست، في حال ضمت الحكومة المقبلة حزب "الحركة" الذي تتزعمه تسيبي ليفني، والذي تراجع من 6 مقاعد إلى 4 مقاعد، وبمقدوره تشكيل ائتلاف من 66 مقعداً من دون ضم حزب ليفني.

أما الخيار الثاني للحزب فيمكن أن يكون بالتخلص من حزب لبيد والعودة الى التحالف التاريخي مع أحزاب الحريديم: "شاس" و"ديغل هتوراة". وفي هذه الحالة، ستتمتع الحكومة المقبلة بتأييد 69 مقعداً على فرض أن ليفني لن تشارك هي الأخرى في ائتلاف حكومي مع أحزاب الحريديم.

وبالنسبة للأحزاب العربية، فإنّ الاستطلاع يبين ارتفاعاً في عدد المقاعد التي ستحصل عليها هذه الأحزاب، إذ أعطى الاستطلاع قائمة "الجبهة" (اليهودية العربية) 6 مقاعد، فيما حصل حزب "التجمع" على مقعد إضافي ليصبح عدد مقاعده أربعة، فيما حافظت "الكتلة الموحدة" على قوتها الحالية المتمثلة في 4 مقاعد.

وفي سياق اتفاق التهدئة الذي تم التوصل إليه قبل يومين، أعلن جيش الاحتلال أنّ اليوم الثاني من وقف إطلاق النار في غزة (يوم أمس) "لم يشهد أي اختراق من الجانب الفلسطيني".

 وقال في بيان "منذ إعلان التهدئة بين إسرائيل وحماس لم يسقط أي من الصواريخ على الأراضي الإسرائيلية، كما لم يقم الجيش الإسرائيلي بشن أي هجوم على قطاع غزة". غير أنّ القناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي قالت إنه "رغم مرور يومين على وقف إطلاق النار إلا أن هناك خشية من عودة سكان مستوطنات إسرائيل إلى مساكنهم". وأضافت أن "رؤساء المستوطنات المحيطة بقطاع غزة يفضلون الانتظار قليلاً قبل الدعوة الى عودة المستوطنين إلى مناطق سكناهم".

المساهمون