اشتعل القتال مجددا في جبهات تعز والحديدة وسط وغرب اليمن، تزامناً مع استئناف التحركات الدولية، وتحديداً الأميركية، لإحياء جهود السلام من خلال الجولة الجديدة التي يقوم بها المبعوث الأميركي إلى اليمن تيم ليندركينغ في المنطقة.
وكانت جماعة الحوثيين هددت في الآونة الأخيرة بالتصعيد والعودة للخيار العسكري في البلد الغارق بحالة حرب واقتتال دامية منذ أكثر من عقد من الزمن.
وقتل عنصران من جماعة الحوثيين وأصيب أربعة آخرون، كما جرح أحد أفراد الجيش الوطني، في مواجهات عسكرية ليل الثلاثاء الأربعاء شرقي مدينة تعز وسط اليمن.
وأفاد مصدر عسكري في اللواء 22 ميكا "العربي الجديد" بأن قوات الجيش تصدت لمحاولة تسلل للحوثيين في وادي صالة، واشتبكت مع المجموعة المتسللة وقتلت اثنين وأصابت أربعة آخرين، وأجبرتها على الانسحاب.
3 قوى تتقاسم السيطرة على #تعز اليمنية.. الأهالي يلجأون لطرق وعرة لمغادرة المدينة، والمحادثات مع الحوثيين وصلت الى طريق مسدود.
— العربي الجديد (@alaraby_ar) August 16, 2023
هُنا التفاصيل👇#اليمن https://t.co/RsWivS0TTD
وأضاف المصدر أن الفرق الهندسية التابعة للواء قامت بتفكيك شبكة عبوات متفجرة عن بعد تتكون من ثلاث عبوات كبيرة زرعتها مليشيا الحوثيين في المنطقة.
كما اندلعت اشتباكات عنيفة بين القوات المشتركة التي يقودها طارق صالح وجماعة الحوثيين، فجر اليوم الأربعاء، جنوب مديرية الجراحي التابعة لمحافظة الحديدة غربي البلاد.
وقالت وكالة "سبأ" إن الوحدات العسكرية المرابطة جنوب الجراحي في محافظة الحديدة، تصدت لهجوم مسلح شنته جماعة الحوثيين على مواقع القوات العسكرية والأعيان المدنية.
وأضافت الوكالة أن "الوحدات العسكرية خاضت اشتباكات مسلحة باستخدام الأسلحة الرشاشة والمتوسطة، انتهت بالتصدي للهجوم الحوثي وإخماد مصادر النيران".
من جهته، قال فياض النعمان، وكيل وزارة الإعلام اليمنية لـ"العربي الجديد"، إن "التصعيد الحوثي يكشف حقيقة عدم جدية هذه الجماعة وتعاطيها غير المسؤول مع الجهود الدولية لإيجاد حل سياسي للأزمة اليمنية". وأشار إلى أنها لن تكون يوما شريكة حقيقية لصناعة السلام وإنهاء الحرب.
وأضاف النعمان أن "الحكومة الشرعية تتعاطى بشكل ايجابي مع أي تحركات دولية لإحلال السلام وإنجاح أي جهود تبذل"، لافتاً إلى أن "العائق الحقيقي هو المليشيات الحوثية التي تنصاع للإملاءات الإيرانية"، على حد وصفه.
بدوره، قال الكاتب الصحافي علي السقاف، لـ"العربي الجديد"، إنه "كلما جاء مبعوث تشتعل الجبهات ويبدأ هذا الطرف أو ذاك (المواجهات)، والغرض استمرار هذه الحرب وتأجيجها، وعدم الرغبة بالوصول إلى حل، لأن الشعب المسكين هو من يدفع ضريبة الحرب".
حملة أمنية على وقع الاغتيالات
إلى ذلك، نفذت الأجهزة الأمنية بتعز حملة أمنية بقيادة العميد عبد الواحد سرحان مدير جهاز الأمن السياسي، لملاحقة عدد من المشتبه بهم في اغتيال الضابط عدنان المحيا عضو لجنة التحقيق باغتيال الموظف الأممي مؤيد حميدي.
وأشارت مصادر "العربي الجديد"، إلى أن الحملة الأمنية داهمت عددا من المنازل في المدينة القديمة وحي الجمهوري، وضبطت عددا من المشتبه بهم.
وقال المسؤول الإعلامي لشرطة تعز النقيب أسامة الشرعبي لـ"العربي الجديد"، إن "الحملة الأمنية وبمختلف تشكيلاتها مستمرة بمعركتها ضد الخلايا الإرهابية والظلامية وعلى كافة المستويات، وما يجري ليس حملة أمنية فقط وإنما حزمة من الإجراءات الأمنية تشارك فيها كافة الأجهزة الأمنية والاستخباراتية، بهدف تأمين محافظة تعز بشكل عام"، مضيفا: "نحن ننفذها بحسب الاحتياج لطبيعة المهمة والتحديات".
وتابع الشرعبي أن "الخلايا الإرهابية تهدد تعز بالكامل"، مشيرا إلى أن "نتائج الحملة ستعلن في حينه".
وكان مسلحون مجهولون يستقلون دراجة نارية قد أطلقوا الرصاص، أمس الثلاثاء، على الضابط عدنان المحيا في منطقة سائلة القمط وسط تعز، وأردوه قتيلا.
وبحسب مصادر صحافية، كان الضابط المحيا قد تلقى تهديدا من عناصر تنتمي لتنظيم القاعدة عقب مشاركته باللجنة القائمة على التحقيق بقضية اغتيال الموظف الأممي مؤيد حميدي الذي اغتيل الشهر الماضي وسط مدينة التربة جنوبي تعز.