الولايات المتحدة تؤكد "الالتزام الراسخ" بالدفاع عن اليابان

13 يناير 2023
شدد أوستن على "التزام الولايات المتحدة الراسخ بالدفاع عن اليابان" (Getty)
+ الخط -

التقى وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن نظيره الياباني ياسوكازو هامادا، الخميس، في البنتاغون، غداة الإعلان عن الانتشار المرتقب لقوّة ردّ سريع أميركيّة في اليابان.

وقال المتحدّث باسمه الجنرال بات رايدر، في بيان، إنّ "الوزير أوستن شدّد على التزام الولايات المتحدة الراسخ بالدفاع عن اليابان، بما يشمل الردع الأميركي الموسّع الذي تُوفّره مجموعة كاملة من القدرات التقليديّة والنوويّة".

وكان أوستن أعلن قبل يوم عن نشر وحدة للتدخّل السريع من سلاح مشاة البحريّة الأميركيّة (المارينز) بحلول عام 2025 في جزيرة أوكيناوا اليابانيّة، التي يمنحها موقعها الجنوبي والقريب من تايوان أهمّية استراتيجيّة.

وينتشر في اليابان حاليّاً نحو 50 ألف جندي أميركي، يتمركز أكثر من نصفهم في جزيرة أوكيناوا.

وفي ديسمبر/ كانون الأوّل الماضي، أقرّت اليابان مراجعة جذريّة لعقيدتها الدفاعيّة وزادت بشكل كبير من إنفاقها العسكري لمواجهة ما تعتبره تهديدات مصدرها الصين وكوريا الشماليّة.

ومن أبرز ما نصّت عليه هذه المراجعة زيادة الميزانيّة الدفاعيّة بنسبة ضخمة خلال السنوات الخمس المقبلة، وتعزيز قدرة البلاد على "الردّ" على أيّ هجوم صاروخي يستهدفها، بما في ذلك عبر استهداف المواقع التي تنطلق منها الصواريخ.

وتمثّل هذه بداية تحوّل حاسمة بالنسبة إلى اليابان، إذ إنّ دستورها السلمي الذي أقِرّ غداة هزيمتها في نهاية الحرب العالمية الثانية يُحظر عليها تكوين جيش حقيقي.

لقاء مرتقب بين بادين وكيشيدا اليوم الجمعة

ويستقبل الرئيس الأميركي جو بايدن، اليوم الجمعة، رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا، في البيت الأبيض. ومن المتوقع أن يحتفي بما تعتبرها واشنطن خططاً تاريخية لطوكيو لتعزيز القدرات العسكرية في مواجهة المخاوف المشتركة بشأن الصين.

ووصل كيشيدا إلى واشنطن، آخر محطاته في جولة شملت دول مجموعة السبع، وتأتي زيارته في أعقاب جولة أخرى قام بها بايدن إلى طوكيو في مايو/ أيار الماضي، وبعد اجتماع بين الزعيمين على هامش قمة إقليمية في كمبوديا، في نوفمبر/ تشرين الثاني، والتقى وزراء الخارجية والدفاع من البلدين، يوم الأربعاء، وأعلنوا تكثيف التعاون الأمني، وأشاد الوزيران الأميركيان بخطط طوكيو لتعزيز قدراتها العسكرية.

وقال بيان مشترك إنهم وضعوا "رؤية لتحالف حديث يهدف للانتصار في حقبة جديدة من المنافسة الاستراتيجية". ووصفها المنسق الأميركي لمنطقة المحيطين الهندي والهادي كورت كامبل بأنها "واحدة من أهم الارتباطات بين البلدين منذ عقود".

وأضاف البيان أنه بالنظر إلى "أجواء الصراع المحتدمة"، فإنه يجب تحسن الوضع المتقدم للقوات الأميركية في اليابان، "من خلال نشر قوات تتمتع بتنوع أكبر ومرونة أكبر مع زيادة قدرات الاستخبارات والمراقبة والاستطلاع وتزويدها بقدرات مضادة للسفن وأخرى للنقل".

مضاعفة الإنفاق الدفاعي

كشفت اليابان، الشهر الماضي، عن أكبر تعزيزات عسكرية لها منذ الحرب العالمية الثانية، في تحول تاريخي عن النهج السلمي الذي اتبعته لسبعة عقود، وهي خطوة جاءت بسبب مخاوف من التحركات الصينية في المنطقة، فيما ستزيد هذه الخطة الإنفاق الدفاعي إلى 2% من الناتج المحلي الإجمالي، وستشتري اليابان بموجبها صواريخ يمكنها من ضرب سفن أو أهداف برية على بعد ألف كيلومتر.

وقال رئيس برنامج اليابان في مركز واشنطن للدراسات الاستراتيجية والدولية كريستوفر جونستون، لـ"رويترز"، إنّ "زيارة كيشيدا للبيت الأبيض بمثابة (تتويج) لإصلاحاته الأمنية، ويمكن أن تعزز مكانته السياسية في بلاده، وأضاف أنّ الزيارة ستكون "فرصة لتسليط الضوء على القرارات المهمة وغير المسبوقة التي أعلنتها اليابان" والدعم الأميركي القوي لها، "وكذلك لفت الانتباه إلى الدور الذي لعبه رئيس الوزراء كيشيدا نفسه في تحقيقها".

الأمن والاقتصاد

أفاد مسؤول كبير بالإدارة الأميركية لوكالة رويترز بأنه يتوقع أن يناقش بايدن وكيشيدا القضايا الأمنية والاقتصاد العالمي، مضيفاً أن محادثاتهما من المرجح أن تشمل مراقبة الصادرات المتعلقة بأشباه الموصلات إلى الصين، بعد أن أعلنت واشنطن قيوداً صارمة العام الماضي.

وقال كيشيدا إنه يدعم محاولة بايدن فرض قيود لتصدير أشباه الموصلات المتقدمة إلى الصين، ومع ذلك، لم يوافق على تحرك مماثل لفرض قيود شاملة على صادرات معدات تصنيع الرقائق، والتي فرضتها الولايات المتحدة في أكتوبر/ تشرين الأول.

وقال المسؤول الأميركي، إنّ واشنطن تعمل عن كثب مع اليابان بشأن هذه المسألة، ويعتقد أن البلدين يتشاركان رؤية مماثلة حتى لو كانت الهياكل القانونية مختلفة. وأشار إلى إنه كلما زاد عدد الدول والأطراف المهمة التي تدعم القيود، كلما زاد تأثيرها.

(فرانس برس، رويترز)

المساهمون