الوساطة العمانية في اليمن: الحوثيون يضغطون للحصول على مزيد من الامتيازات

08 يونيو 2021
يواصل الوفد العماني مهمته في صنعاء في انتظار الحصول على تنازلات ( تويتر)
+ الخط -

عجزت الجهود الدولية لإنهاء النزاع اليمني عن تحقيق أي اختراق جوهري بعد 4 أيام من وصول وفد عماني رفيع إلى صنعاء، وذلك جراء التعاطي الحوثي البطيء مع مبادرات السلام المطروحة، فضلا عن إشارات إيرانية تدعو إلى عدم تقديم أي تنازلات.  

وأكدت مصادر مطلعة على مشاورات السلام اليمنية، لـ"العربي الجديد"، أن التحركات الدولية التي تتصدرها سلطنة عمان في الوقت الراهن "لا تزال في المربع الأول"، في ظل لجوء جماعة الحوثيين إلى مماطلة الوسطاء العمانيين واشتراطهم الحصول على مزيد من الامتيازات التي تمنحهم انتصارا سياسيا.  

واستبعدت المصادر حدوث أي اختراق جوهري في جدار الأزمة، خصوصا في ظل الانسداد الكبير وعدم تقديم تنازلات حقيقية، حيث تشترط الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا أن يكون وقف إطلاق النار هو المقدمة لحل الملف الإنساني، فيما تتمسك جماعة الحوثيين بحل الملف الإنساني في المقام الأول.

ورغم أن الوفد العماني التقى بزعيم الحوثين، أمس الإثنين، إلا أنه لا يزال في صنعاء مع عدم وجود أي مؤشرات إيجابية لنتائج الزيارة غير المسبوقة التي بدأت السبت الماضي.

ويبدو أن صعوبة المهمة التي يقوم بها وفد المكتب السلطاني قد أجبرت المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث على التوجه إلى طهران في زيارة رسمية من أجل دفع إيران لـ"ممارسة الضغوط على حلفائها الحوثيين والقبول بالحل السلمي".  

ولم يحقق غريفيث الهدف المأمول من زيارته الرسمية الثانية إلى طهران خلال العام الجاري، حيث كرر وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف طرح الشروط الحوثية للحل، ودعا إلى "ضرورة رفع الحصار وتسهيل تقديم المساعدات الإنسانية للشعب اليمني"، وفقا لبيان صادر عن الخارجية الإيرانية. 

وترفض الحكومة اليمنية والتحالف بقيادة السعودية الشرط الحوثي ـ الإيراني، ويقولون إن "رفع الحظر المفروض على مطار صنعاء وميناء الحديدة قبل وقف شامل لإطلاق النار، سيسمح بتدفق السلاح الإيراني إلى المليشيات الحوثية".  

وخلافا للرسائل الإيرانية التي تحرض الحوثيين على التمسك برفع الحصار وعدم تقديم تنازلات، اتهم الأمين العام لـ"حزب الله" اللبناني حسن نصر الله، في كلمة ألقاها مساء الثلاثاء، دول التحالف بقيادة السعودية بالضغط على الوفد الحوثي المفاوض لـ"البقاء تحت ضغوط الفقر والحصار من أجل تقديم التنازلات".  

وشن نصر الله هجوما على الجهود الأميركية الرامية لحل الأزمة اليمنية، متهمًا واشنطن بممارسة "الدجل والتضليل" عندما تقدم نفسها كوسيط لإيجاد حل في اليمن، كما يقول.

وفيما يواصل وفد المكتب السلطاني العماني مهمته في صنعاء في انتظار الحصول على مزيد من التنازلات، أجرى وزير الخارجية اليمني أحمد عوض بن مبارك، اليوم الثلاثاء، سلسلة لقاءات في العاصمة العمانية مسقط، حيث التقى رئيس مجلس الدولة العماني عبد الملك الخليلي، والأمين العام لمجلس التعاون الخليجي نايف الحجرف. 

وبحسب وكالة الأنباء اليمنية التابعة للحكومة الشرعية، فإن بن مبارك جدد التأكيد على حرص الحكومة الشرعية على دعم جهود السلام ووقف نزيف الدم الحاصل في بلاده منذ "الانقلاب الحوثي" على مؤسسات الدولة أواخرسبتمبر/ أيلول 2014.

وقال بن مبارك، إنه "على المليشيات اغتنام فرصة إحلال السلام والتعاطي مع الموقف العماني والمبادرات الأممية والإقليمية لإنهاء الحرب والجلوس في طاولة المفاوضات من أجل إعلاء مصلحة الشعب اليمني".

وأشار الوزير اليمني إلى أن وقف إطلاق النار الشامل "يعد خطوة مهمة جداً لمعالجة كافة القضايا الإنسانية، بالإضافة إلى أهمية فتح مطار صنعاء وميناء الحديدة وفقاً لاتفاق استوكهولم"، لافتا إلى ضرورة "اقتناص الحوثيين الفرصة لتحقيق السلام العادل والدائم".

وحسب الوكالة اليمنية، فقد أكد المسؤولون الخليجيون خلال اللقاءات "موقف مجلس التعاون الثابت تجاه اليمن وشرعيته الدستورية" كما شددت اللقاءات على أهمية "وضع خطة متكاملة لإعادة الإعمار وتحقيق التعافي الاقتصادي، ودفع عملية التنمية لخدمه الشعب اليمني"، وفق ما أشارت إليه الوكالة.

المساهمون