الهند: مودي يواجه تصويتاً بحجب الثقة بسبب صمته عن العنف العرقي في ولاية مانيبور

07 اغسطس 2023
يستمرّ صمت مودي عن أسوأ أعمال عنف عرقية تشهدها الولاية (أسوشييتد برس)
+ الخط -

تتغنى حسابات التواصل الاجتماعي التابعة لرئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، بتدشين قطارات فائقة السرعة، وتوطيد علاقات نيودلهي مع قوى عالمية كبرى، كدليل على تصاعد قوة ونفوذ البلاد. لكن تلك الصورة المصممة بعناية، والتي يؤيدها الملايين، تتعارض بشكل غير مريح مع صمت مودي عمّا يشبه الحرب الأهلية التي تجتاح ولاية مانيبور، شمال شرقي البلاد.

ظلّ الزعيم الهندي القوي صامتاً على مدار ثلاثة أشهر عن أسوأ أعمال عنف عرقية تشهدها الولاية النائية، وأدى هذا الموقف إلى طرح اقتراح بحجب الثقة عن مودي في البرلمان، حيث تتمتع حكومته بالأغلبية.

وعلى الرغم أنه من شبه المستحيل أن ينجح هذا المسعى المقرر الأسبوع الحالي، إلا أن أنصار هذا الاقتراح يراهنون على أن طرحه سيجبر مودي على التعامل مع أزمة مانيبور.

ولقي أكثر من 150 شخصاً حتفهم، ونزح قرابة الخمسين ألفاً، عقب اندلاع الاشتباكات العرقية في مانيبور أوائل مايو/أيار الماضي.

ونشب الصراع بسبب مطالبات، معظمها من هندوس، بالحصول على وضع خاص يسمح لهم بشراء أراضٍ في تلال تسكنها مجموعات قبلية أخرى، والحصول على حصص من الوظائف الحكومية.

وتقول جيرات، وهي صحافية مستقلة ومعلقة سياسية لـ"أسوشييتد برس": "أعتقد أن الجميع في حيرة شديدة من صمت رئيس الوزراء"، معبرة عن اعتقادها أن مودي يتواصل مع الشعب من خلال العمل الذي تقوم به حكومته.

وانتشر مقطع مصور مروع يظهر سيدتين في مانيبور تتعرضان للاعتداء والتحرش قبل بضعة أسابيع، ما أجبر مودي على إدانة الهجوم، حتى في الوقت الذي امتنع فيه عن معالجة الأزمة.

ويحرص مودي على استعراض الفعاليات أو المشاريع التي تعكس براعة الهند المتزايدة، لكن منتقدين ومحللين يقولون إنه غالباً ما يصمت عن الخلافات، مثل زيادة معدلات الإصابة بمتحور دلتا في جميع أنحاء الهند، أو العنف الطائفي.

وفتح ضابط بشرطة السكك الحديدية الهندية النار داخل قطار الأسبوع الماضي، ما أسفر عن مقتل ضابط بارز وثلاثة مسلمين، بحسب مقطع مصور مزعوم للهجوم. وأشاد الضابط بمودي قبل أن يطلق النار. وتحقق الشرطة في هذا الحادث.

في اليوم ذاته، قُتل خمسة أشخاص في اشتباك طائفي بين هندوس ومسلمين في دولة يحكمها حزب "بهاراتيا جاناتا" الهندوسي، وذلك خلال موكب ديني نظمته جماعة هندوسية متطرفة. ويرى رئيس الوزراء أن الصمت حيال هذه الحوادث لا يضره.

قد يرقى الحديث عن التوتر في مانيبور إلى حد انتقاد حزبه في الولاية، خاصة مع تزايد الدعوات لإقالة رئيس الوزراء والحكومة التي فشلت في إخماد إراقة الدماء.

يقول بعض المراقبين إن صمت مودي قد يحمي بروزه السياسي قبل الانتخابات العامة المقررة العام المقبل، خاصة وأنه يتمتع بشعبية أكبر من حزب "بهاراتيا جاناتا"، لكن جيرات ترى أن الصراع أصبح الآن شديد الأهمية ولا يمكن تجاهله.

وتضيف: "هذا أمر يضر برئيس الوزراء لأنه يظهره كشخص ليس لديه تعاطف، وهذه صورة ليست جيدة، خاصة مع استعداد الهند لاستقبال قمة مجموعة العشرين الشهر المقبل".

وهناك مخاوف متزايدة أيضاً من احتمال انتشار الاضطرابات في مانيبور الواقعة شمال شرقي الهند، وهي منطقة لها تاريخ متقطع من العنف العرقي، والذي حاولت حكومات سابقة إنهاءه منذ فترة طويلة. وتشترك هذه الولاية في الحدود مع ميانمار.

(أسوشييتد برس)

المساهمون