النواب الأميركيون يصدقون فوز ترامب بعد 4 سنوات على هجوم الكابيتول

06 يناير 2025
أنصار ترامب يقتحمون مبنى الكابيتول احتجاجاً على خسارته، 6 يناير 2021 (Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- الكونغرس يجتمع للمصادقة على فوز ترامب في انتخابات 2024، برئاسة كامالا هاريس، رغم إدانته جنائياً وعزله مرتين، حيث حصل على 312 صوتاً مقابل 226 لهاريس.
- هاريس تقبل الهزيمة برحابة صدر وتؤكد على الانتقال السلمي للسلطة، مشيرة إلى التزامها بواجبها الدستوري، وتبرز الفرق بين موقفها وموقف ترامب قبل أربع سنوات.
- الأحداث تتزامن مع جنازة جيمي كارتر ومخاوف من اضطرابات محتملة، بينما يحث رئيس مجلس النواب النواب على البقاء بسبب العاصفة الثلجية المرتقبة.

بعد أربع سنوات بالضبط على اقتحام أنصار دونالد ترامب مقر الكابيتول في مسعى لتغيير نتيجة الانتخابات عقب خسارته، يجتمع النواب، اليوم الاثنين، في المبنى ذاته للمصادقة على فوزه في 2024، على أن تترأس نائبة الرئيس ورئيس مجلس الشيوخ كامالا هاريس، منافسة ترامب السابقة، جلسة المصادقة.

تعد عودة الجمهوري ترامب (78 عاماً) إلى السلطة لافتة. قبل أربع سنوات، بدا قادة في حزبه على استعداد للتخلي عنه، لكنهم اليوم يسارعون إلى دعم زعيمهم المدان جنائياً والذي تم عزله مرتين. وبعدما هزم نائبة الرئيس في نوفمبر/تشرين الثاني الفائت، سيتولى ترامب منصب الرئاسة في غضون أسبوعين فيما يسيطر على كامل الحزب الجمهوري حتى آخر نائب.

يرجّح أن تكون مراسم الاثنين التي يشارك فيها مجلسا النواب والشيوخ بشكل مشترك فيما تضرب عاصفة واشنطن، محرجة بالنسبة لهاريس في أحسن الأحوال، إذ إن عليها بموجب الدستور الأميركي ترؤس جلسة المصادقة على نتيجة الانتخابات على اعتبارها نائبة الرئيس الحالي.

وينص القانون الفيدرالي على أن الكونغرس الأميركي يجب أن يجتمع في 6 يناير للتصديق على نتائج الانتخابات الرئاسية، ويفتح الأعضاء شهادات مختومة من الولايات الخمسين، تحتوي كل منها على سجل للأصوات الانتخابية لتلك الولاية، وتقرأ النتائج بصوت مرتفع ويُجرى الإحصاء الرسمي لنتائج المجمع الانتخابي.

وأقيمت الانتخابات الرئاسية لعام 2024 في 5 نوفمبر الماضي، وفاز بها دونالد ترامب على منافسته كامالا هاريس، وفي 17 ديسمبر الماضي أدلى أعضاء المجمع الانتخابي (الهيئة الانتخابية)، البالغ عددهم 538 عضواً، بأصواتهم في كل ولاية على حدة، وجرى إرسال نتائج التصويت إلى الكونغرس، ومن المتوقع أن يفوز الرئيس المنتخب دونالد ترامب بأصوات المجمع الانتخابي بواقع 312 صوتاً مقابل 226 لكامالا هاريس التي ستعلن النتائج بنفسها.

تطلق العملية بعد ذلك عدّاً تنازلياً لأسبوعين باتّجاه تنصيب ترامب في 20 يناير/كانون الثاني الحالي عندما يبدأ ولاية ثانية في مراسم تقام على سلّم الكابيتول ذاته حيث وقعت أعمال شغب قبل أربع سنوات. وبينما يتوقع بأن تتم عملية المصادقة بسلاسة، يخيّم القلق على البلاد.

من جانبها، وصفت صحيفة نيويورك تايمز، في تقرير لها اليوم، رئاسة كامالا هاريس للجلسة بأنها "تواجه مهمة انتخابية محرجة ومؤلمة، وهي التصديق على التصويت الذي خسرته"، وأشارت إلى أنها "تقوم بالمهمة"، المتمثلة في إعلان فوز دونالد ترامب عليها، وأنه "على عكس ترامب، لم تبذل هاريس أي جهد لإثارة الشكوك حول الانتخابات، بل قبلت الهزيمة برحابة صدر".

ونشرت الصحيفة تفاصيل رسالة سجلتها كامالا هاريس مسبقاً، وتخطط لنشرها اليوم الاثنين، حيث تركز فيها على واجبها في رئاسة التصديق على الانتخابات، مع إشارة ضمنية إلى الاختلاف عن أربع سنوات مضت، وتقول في الفيديو: "يعد الانتقال السلمي للسلطة أحد المبادئ الأساسية للديمقراطية الأميركية، وهذا هو ما يميز نظامنا الحكومي عن الطغيان والاستبداد. واليوم في مبنى الكابيتول بالولايات المتحدة، سأقوم بواجبي الدستوري بصفتي نائبة لرئيس الولايات المتحدة للتصديق على نتائج انتخابات عام 2024. هذا الواجب هو التزام مقدس، سأحافظ عليه، من منطلق حب الوطن، والولاء لدستورنا، وإيماني الراسخ بالشعب الأميركي".

بدأ العام في الولايات المتحدة بأحداث مثيرة للقلق مع دعس أميركي حشداً من المحتفلين برأس السنة في نيو أورلينز بينما فجّر انتحاري شاحنة من طراز "سايبرتراك" التي تنتجها شركة تيسلا خارج "فندق ترامب" في لاس فيغاس، في حادث منفصل.

في هذه الأثناء، بدأت نهاية الأسبوع مراسم جنازة الرئيس الأسبق جيمي كارتر التي تستمر ستة أيام وستبقى جميع أعلام الولايات المتحدة فوق المباني الحكومية منكسة على مدى شهر، بما في ذلك أثناء تنصيب ترامب. وأقامت السلطات سوراً أمنياً في محيط الكابيتول خشية وقوع اضطرابات.

من جانبه، بدا رئيس مجلس النواب الجمهوري مايك جونسون أكثر قلقاً بشأن العاصفة الثلجية المرتقبة، إذ دعا النواب إلى عدم مغادرة واشنطن نهاية الأسبوع حتى لا يجدوا أنفسهم عالقين خارجها. وقال عبر شبكة "فوكس نيوز"، أمس الأحد: "لا تغادروا المدينة. بعاصفة أو بدونها، سنكون في المجلس لضمان إتمام" عملية المصادقة على فوز ترامب. وأكدت مارجوري تايلور غرين الجمهورية الموالية بشدة لترامب أنها ستتوجه "إلى الكابيتول سيراً على الأقدام إذا اضطررت إلى ذلك".

"المرآة الخلفية"

لطالما اعتُبرت المصادقة في الكونغرس على فوز الرئيس عبارة عن إجراءات رسمية دستورية إلى يوم السادس من يناير/كانون الثاني 2021. حطّم ترامب الذي كان رئيساً حينذاك كل الأعراف عبر حملة سعى من خلالها لإقناع الأميركيين بأن الانتخابات سُرقت منه وبأنه هو الفائز الحقيقي وليس جو بايدن. وحاول أخيراً الضغط على نائبه حينها مايك بنس لدفعه إلى رفض المصادقة على فوز بايدن.

وفي خطاب خارج البيت الأبيض صباح السادس من يناير/كانون الثاني يومها، طالب ترامب أنصاره "بالقتال". وتظاهر الآلاف وهاجموا كابيتول هيل الذي يعد قلعة الديمقراطية الأميركية. واجه المهاجمون الشرطة بالقضبان المعدنية وأعمدة الأعلام فيما حطموا النوافذ وهتفوا "الإعدام لمايك بنس" بينما هرب النواب. وقتل أربعة أشخاص يومها وانتحر أربعة من عناصر الشرطة بعد الأحداث.

وتابع ترامب المجريات عبر شاشة التلفزيون من البيت الأبيض ولم يتدخل إلا بعد ساعات. وصادق النواب الذين بدت وجوههم شاحبة بعد ذلك على فوز بايدن في الكونغرس. لكن معظم الناخبين في آخر اقتراع لم يعتبروا أحداث السادس من يناير/كانون الثاني ذات أهمية كبيرة بينما يصر ترامب على أنه لم يرتكب أي خطأ. وكتب بايدن في صحيفة "واشنطن بوست"، أمس الأحد، "هناك جهود مستمرة لإعادة صياغة أو حتى محو تاريخ ذلك اليوم.. لا يمكننا أن نسمح بأن تُمحى الحقيقة". وأما زعيم الغالبية الجمهورية الجديد في مجلس الشيوخ جون ثون، فعبّر عن موقف جميع أعضاء حزبه تقريباً عندما قال لشبكة "سي بي سي نيوز" "لا يمكنكم النظر في المرآة الخلفية". وتجنّب ثون التعليق على تعهّد ترامب العفو عن الأشخاص الذين نفّذوا التمرد، قائلاً إن القرار في هذا الشأن سيعود إلى الرئيس.