النظام السوري يواصل قصف حراقات النفط بريف حلب بعد الاستهداف الروسي

06 مارس 2021
أتى الحريق على أكثر من 200 صهريج وقود وتسبّب بحرائق هائلة (الخوذ البيضاء/فيسبوك)
+ الخط -

مع دخول اتفاق وقف إطلاق النار في منطقة إدلب شمال غربي سورية عامه الثاني اليوم السبت، توسع روسيا تدخلها العسكري ليشمل مناطق أخرى، حيث قصفت الليلة الماضية بصواريخ بعيدة المدى من البحر المتوسط سوقا لبيع النفط في ريف حلب الشرقي الخاضع لسيطرة "الجيش الوطني السوري" المدعوم من تركيا، ما أوقع قتلى بين المدنيين، وهو قصف ساندته في الساعات التالية قوات النظام السوري بالمدفعية والصواريخ من مواقعها القريبة من المنطقة.

وذكرت مصادر محلية لـ"العربي الجديد"، أن القصف المدفعي تجدد على مواقع حراقات النفط البدائية بمناطق ريف حلب الشمالي الشرقي، ما أدى إلى نشوب حرائق وأضرار مادية كبيرة، فيما لا تزال فرق الإنقاذ تعمل للسيطرة على الحرائق التي اندلعت مساء أمس في منطقة الحمران بجرابلس، حيث احترقت نحو 30 شاحنة وصهريج نقل للنفط، إضافة لحرائق في محطات تكرير النفط البدائية في قرية ترحين بريف مدينة الباب.

وكان قتل 4 أشخاص على الأقل وأصيب 27 آخرون كحصيلة أولية جراء قصف صاروخي مصدره البوارج الروسية في البحر المتوسط استهدف سوقا وسيارات محملة بالوقود في بلدة الحمران بريف جرابلس شرق حلب أمس الجمعة.

وذكرت المصادر أن البوارج الروسية قصفت بصواريخ بعيدة المدى سوقا للوقود في بلدة الحمران بمدينة جرابلس، ما أدى لسقوط قتلى وعشرات الجرحى إضافة لاندلاع حرائق كبيرة في السيارات المحملة بالوقود قرب المعبر. كما تعرضت منطقة ترحين لقصف صاروخي من قبل قوات النظام استهدف حراقات ترحين في محيط مدينة الباب شرق حلب، ما تسبب بأضرار مادية كبيرة.

وأوضحت المصادر أن أحد القتلى هو من عناصر الدفاع المدني (الخوذ البيضاء) الذي قضى نتيجة انفجار خزان نفط أثناء عمل فرق الدفاع المدني على إخماد الحرائق التي تسبب بها القصف الصاروخي.

من جانبها، نعت مديرية الدفاع المدني المتطوع أحمد الواكي، الذي قتل أثناء إخماد الحرائق التي خلفها القصف الصاروخي على منطقة ترحين في ريف حلب الشرقي.

وقال مدير منظومة الدفاع المدني رائد الصالح في تسجيل صوتي، وصل إلى "العربي الجديد" نسخة منه، إنّ الحريق أتى على أكثر من 200 صهريج وقود، وتسبّب بحرائق هائلة في المنطقة، وأشار إلى أنّ المنظومة استنفرت جميع فرقها في الريف الشمالي من أجل المساعدة في إخماد الحريق.

في سياق متصل، ذكر مصدر محلي لـ"العربي الجديد"، أن القواعد التركية في مدينة الباب استهدفت صباح اليوم براجمات الصواريخ مصدر إطلاق الصواريخ التي سقطت على حراقات ومخيم ترحين شرقي حلب.

وليست هذه المرة الأولى التي تتعرض فيها حراقات النفط للقصف في تلك المنطقة، حيث يعتقد مراقبون أن النظام السوري يقصف هذه المناطق، كلما واجه أزمة في تأمين الوقود للمناطق التي يسيطر عليها، على قاعدة أنه إذا لم يحصل هو على الوقود من مناطق سيطرة "قسد"، فلن يحصل عليها الآخرون، حيث تضغط الولايات المتحدة على "قسد" لعدم توريد النفط الى مناطق سيطرة النظام.

وكانت اندلعت حرائق في 27 فبراير/ شباط الماضي في ريف حلب الشمالي الشرقي، نتيجة صواريخ مجهولة استهدفت المنطقة في قرية المزعلة غرب مدينة جرابلس بريف حلب الشرقي. كما قتل في العاشر من الشهر نفسه 5 أشخاص وأصيب آخرون، جراء القصف بصواريخ أرض-أرض أطلقتها القاعدة العسكرية الروسية في حميميم، على حراقات تكرير النفط في قرية ترحين، ما أسفر عن اندلاع حرائق وأضرار كبيرة في ممتلكات المدنيين، فيما اندلعت حرائق كبيرة، في 9 يناير كانون الثاني الماضي في حراقات بدائية لتكرير النفط، قرب قرية ترحين، يرجح بأنها ضربة من طائرة مسيرة كانت تحلق في سماء المنطقة، إضافة الى ضربات أخرى مشابهة.

تواصل القصف على إدلب

إلى ذلك، ومع دخول وقف إطلاق النار في إدلب عامه الثاني اليوم السبت، قصفت قوات النظام فجر اليوم قرى وبلدات في ريف إدلب الجنوبي مثل كنصفرة والفطيرة وأطراف البارة وبينين وفليفل والرويحة. كما استهدفت تلك القوات بالرشاشات الثقيلة محور العنكاوي بسهل الغاب بريف حماة الشمالي الغربي، وسط تحليق لطائرات استطلاع روسية في أجواء المنطقة.

 وكان قتل أمس 3 مدنيين جراء قصف صاروخي لقوات النظام على بلدة بزابور في منطقة جبل الأربعين في ريف إدلب الجنوبي.

 من جهة أخرى، استأنفت الطائرات الحربية الروسية عمليات القصف ضمن البادية السورية أمس الجمعة، بعد غيابها عن الأجواء لنحو 72 ساعة، وفق "المرصد السوري لحقوق الإنسان".

 وفي شرق البلاد، شهدت بلدة الشحيل شرق دير الزور، مساء أمس الجمعة اشتباكات بالأسلحة الرشاشة بين حاجز من "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) ومسلحين مجهولين يرجح أنهم من تنظيم "داعش". 

وذكر موقع "فرات بوست" المحلي إن مسلحين مجهولين هاجموا بالأسلحة الرشاشة حاجزا لـ"قسد" بالقرب من مطعم أبو شاكر على الشارع العام في بلدة الشحيل، حيث استدعت "قسد" تعزيزات عسكرية كبيرة إلى المدينة، ودارات اشتباكات بين الجانبين بالقرب من قوس مدينة الشحيل، ما أدى إلى احتراق منزلين اثنين، فيما اعتقلت "قسد" شخصين مدنيين يعملان في محل لبيع الأدوات الكهربائية.

كما اعتدى عناصر "قسد" بالضرب على الكادر الطبي، واعتقلوا 7 من الممرضين في مستشفى الشحيل وأحرقوا دراجات نارية وسيارتين تعود ملكيتها للكادر الطبي، وذلك بعد مداهمة المستشفى بحثا عن المصابين من المهاجمين، قبل أن ينسحب عناصر "قسد" إلى خارج مدينة الشحيل.

المساهمون