النظام السوري يكثف هجماته بالطائرات المسيّرة في ريفي إدلب وحلب

08 اغسطس 2024
آثار الدمار بعد قصف على إدلب من قبل النظام السوري، 8 أكتوبر 2023 (لإبراهيم خطيب/الأناضول)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- **هجمات النظام السوري**: شنت قوات النظام السوري هجمات بالطائرات المسيرة الانتحارية وقذائف المدفعية على ريفي إدلب وحلب، مما أدى إلى إصابة مدني وأضرار مادية.

- **تكثيف استخدام الطائرات المسيرة**: كثف النظام السوري والمليشيات الإيرانية والروسية استخدام الطائرات المسيرة الانتحارية بنظام "FPV" لاستهداف المدنيين بدقة في ريف إدلب خلال الشهرين الماضيين.

- **اقتتال عشائري في ريف الرقة**: قُتل شخص وأصيب ثلاثة آخرون في اقتتال عشائري بريف الرقة الشمالي، مما رفع عدد قتلى الخلافات العشائرية في مناطق سيطرة "قسد" إلى 53 قتيلاً منذ بداية العام.

استهدفت قوات النظام السوري عدة مناطق في ريفي إدلب وحلب شمال غربي سورية، اليوم الخميس، بواسطة الطائرات المسيرة الانتحارية وقذائف المدفعية الثقيلة، ما أسفر عن إصابة شخص واحد على الأقل. وقالت منظمة الدفاع المدني على منصة فيسبوك إن مدنياً أصيب جراء استهداف قوات النظام السوري بلدة تادف في ريف حلب الشرقي بقذائف المدفعية الثقيلة. وأضاف أن سبع طائرات انتحارية مسيرة استهدفت المنطقة اليوم، حيث استهدفت أربع منها سيارة مدنية ومحيط منزل وأراضي زراعية قرب بلدة النيرب في الريف الشرقي لمحافظة إدلب، واقتصرت الخسائر على الأضرار المادية، في حين استهدفت طائرتان أطراف بلدة مجدليا، بالتزامن مع استهداف أطراف قرية كفرلاتة في ريف إدلب أيضاً. كما نقلت صحيفة "الوطن" الموالية للنظام عن مصادر ميدانية أن قوات النظام استهدفت مواقع في ريف إدلب الشرقي قرب بلدة النيرب إضافة الى محيط بلدة كفرلاتة، حيث سقطت القذائف قرب نقطة عسكرية للجيش التركي في المنطقة بالتزامن مع قصف طاول بلدتي سان ومجدليا.

من جهة أخرى، أوضح الناشط الميداني مصطفى محمد لـ"العربي الجديد" أن قوات النظام السوري والمليشيات الإيرانية إضافة إلى القوات الروسية، كثفت خلال الشهرين الماضيين استخدام الطائرات المسيرة الانتحارية في استهداف المدنيين في ريف إدلب. وأضاف ان هذه الطائرات غالباً ما تكون محملة بقنابل تنفجر لحظة ارتطامها بالهدف لافتاً إلى أن القصف المدفعي يتكرر بشكل يومي على الريفين الجنوبي والشرقي في محافظة إدلب ومواقع في الريف الغربي لمحافظة حلب.

وكان مهندس المعلوماتية المختص في البرمجة عبد الله الأحمد قال في حديث سابق لـ"العربي الجديد" إن الطائرات المسيرة الانتحارية المستخدمة في استهداف مناطق شمال غرب سورية تعمل بنظام التوجيه المعروف بـ"FPV" وهو اختصار لما يعرف بـ"النظرة الأولى للشخص" أي الذي يقود المسيرة من الأرض. وهذا النظام يعتمد على نقل الصورة من كاميرا المسيرة مباشرة إلى قائدها، سواء عبر نظارة واقع افتراضي أو شاشة وهو مختلف عن النظام المعروف للطائرات المسيرة العادية "Normal drone". وأضاف الأحمد أن "النظام يعتمد على رؤية المسيرة بالعين المجردة من قبل القائد، أي إبقاء المسيرة في مجال رؤيته، وهذا يحد من إمكانية تحليقها لمسافات بعيدة أو ملاحقة الأهداف، على عكس نظام توجيه (النظرة الأولى للشخص)، الذي يتيح لقائد المسيرة ملاحقة الهدف بشكل مباشر ولمسافات بعيدة خارج نطاق رؤيته".

قتيل في الرقة

من جهة أخرى، قُتل شخص اليوم الخميس وأصيب ثلاثة آخرون جراء اقتتال عشائري في قرية الخربة البيضاء بريف محافظة الرقة الشمالي الخاضع لسيطرة "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) وفقاً لما أكده المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي أضاف أن الاقتتال حدث جراء خلاف بين أبناء العمومة، لافتاً إلى أن أعداد قتلى الخلافات العشائرية وفوضى السلاح ضمن مناطق سيطرة "قسد" ارتفعت منذ بداية العام الحالي إلى 94 اقتتالاً، قتل جراءها 53 شخصاً من بينهم سيدتان و3 أطفال وأصيب 189 آخرون.

وبين المرصد في تقريره أن 61 من حوادث الاقتتال حدثت في دير الزور وقُتل خلالها 18 شخصاً وأصيب 104، بينما سجلت محافظة الرقة 15 اقتتالاً أسفرت عن مقتل 19 شخصاً، وإصابة 45 آخرين، وسجلت الحسكة 12 اقتتالاً أسفرت عن مقتل 12 شخصاً وإصابة 24 آخرين، وفي المنطقة الخاضعة لسيطرة "قسد" من محافظة حلب وثق المرصد ستة حوادث اقتتال أسفرت عن مقتل أربعة أشخاص وإصابة 16 آخرين.

وفي السياق، أوضح الناشط الإعلامي جان علي لـ"العربي الجديد" أن انتشار السلاح من بين الأسباب التي تؤدي إلى تطور الخلافات العشائرية والعائلية في المنطقة إلى خلافات موسعة تتسبب في سقوط قتلى وجرحى، وأضاف: "نطالب قوات سوريا الديمقراطية بوضع حد لانتشار السلاح والتدخل بقوة لفض أي خلاف عائلي أو عشائري لمنع تطوره".