النظام السوري يعلن بدء حملة الأسد الانتخابية

30 ابريل 2021
الانتخابات محسومة النتائج لصالح بشار الأسد (Getty)
+ الخط -

أعلنت لونا الشبل، المستشارة الخاصة لرئيس النظام السوري بشار الأسد، أمس الخميس، أن موعد انطلاق حملته الانتخابية سيكون في الخامس من الشهر المقبل، رغم أن النظام بدأ فعليا بالحملة قبل عدة أشهر مخالفا الدستور السوري والقوانين الناظمة للانتخابات المحسومة نتائجها سلفاً، ضمن مسرحية ما يسمى "الاستحقاق الدستوري لانتخابات رئيس الجمهورية". 
وكتبت الشبل، على صفحتها الرسمية على موقع "فيسبوك، إن "انطلاق الحملة الانتخابية للسيد الرئيس بشار حافظ الأسد في الخامس من شهر أيار(مايو)، وذلك بعد أن يستوفي طلب السيد الرئيس الشروط الدستورية وفقا لتأييدات أعضاء مجلس الشعب". 
وكان باب قبول طلبات الترشح في الانتخابات الرئاسية قد أغلق الأربعاء، وبلغ عدد ‏المتقدمين بطلبات الترشح لمنصب رئيس الجمهورية 51 مترشحاً بينهم 7 سيدات، وجُلهم غير معروفين، وتقدّموا بطلباتهم لخوض الانتخابات الرئاسية، وفق دستور فُصّل في العام 2012 على مقاس الأسد.
وتسلمت المحكمة الدستورية، يوم أمس الخميس، صندوق التأييدات الخطية من مجلس الشعب والذي يحوي التأييدات التي منحها أعضاء المجلس للمرشحين.

وكان أعضاء المحكمة بانتظار وصول الصندوق من دون الإعلان عن الأسماء التي حققت شرط الحصول على تأييد 35 عضواً في مجلس الشعب (النواب)، ليتاح للمرشح خوض العملية الانتخابية. ويحق لكل عضو إعطاء صوته لمرشح واحد، وإذا أخذنا بعين النظر توزيع القوى في المجلس المكون من 250 عضو، منهم 180 عضو من حزب "البعث العربي الاشتراكي" وحلفائه، يتبقى 70 عضوا مستقلا، ما يعني أنه غالبا سيكون هناك 3 مرشحين، يختارهم النظام لأنه هو المسيطر على جميع الأعضاء. 
ولم يكن النظام ينتظر تقدم الأسد بأوراق الترشح للانتخابات، أو حتى تأييد أعضاء مجلس الشعب وقرار موافقة المحكمة الدستورية، حيث تم الإيعاز لجميع مؤسسات الدولة، خلال الأسابيع القليلة الماضية، بوضع صوره وصور والده رئيس النظام السابق حافظ الأسد إلى جانب يافطات التأييد لاستمراره بحكم سورية. 
وقبلها تعمد النظام الترويج أن "الشعب السوري" هو من يطالب بترشح بشار الأسد لإعادة انتخابه لدورة رابعة رئيسا عبر أزلامه، حيث عقد اجتماع لمن يسميهم "شيوخ عشائر" في مدينة حماة بداية العام الجاري، أعلنوا في ختامه تأييدهم للأسد، وألحقوه بعدة زيارات ولقاءات مع المكونات السورية لحصد التأييد.
كما قامت "رابطة خريجي العلوم السياسية" بإجراء ندوات في جميع المدن الخاضعة لسيطرة النظام تحت عنوان "الأسد خيارنا"، وحتى الأطفال لم يكونوا خارج استغلال النظام، حيث عقد ما يسمى "البرلمان الطفلي" لمنظمة "طلائع" البعث التابعة للحزب الحاكم، بداية الشهر الماضي، جلسته الأولى تحت شعار "أملنا بشار لنكمل المشوار". 

يشار إلى أن العديد من الدول والقوى السياسية السورية المعارضة أعلنت رفضها إجراء النظام الانتخابات الرئاسية في ظل عدم الوصول إلى حل سياسي، مشككة في شرعية الانتخابات ونتائجها.
واستبقت الولايات المتحدة هذه الانتخابات بالتأكيد على لسان مندوبتها لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد، خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي الأربعاء الماضي، أن "ما يسمى الانتخابات الرئاسية، التي يخطط نظام الأسد لإجرائها في 26 مايو/ أيار المقبل، لن تكون حرة ولا نزيهة، بل مزيفة ولا تمثل الشعب السوري". 
وتعاني سورية من أزمة، قد تكون الأسوأ إنسانيا منذ الحرب العالمية الثانية، تسببت بنزوح ولجوء نحو نصف الشعب السوري، في حين يعيش من بقي منهم داخل بلادهم أوضاعا معيشية صعبة جدا جراء انتشار الفقر وعدم وجود فرص عمل وانخفاض القيمة الشرائية لليرة السورية، في حين يمتنع النظام عن تطبيق الحل السياسي لإنهاء الكارثة السورية متمسكا بإطباقه على السلطة.

المساهمون