النظام السوري يعزز الإجراءات الأمنية بمحيط الكلية الحربية في حمص

10 أكتوبر 2023
الكلية العسكرية تحولت إلى ثكنة عسكرية (Getty)
+ الخط -

عزز النظام السوري، اليوم الثلاثاء، نقاط الحراسة ونصب سواتر ترابية حول الكلية الحربية والمواقع العسكرية المجاورة لها شمال غربي مدينة حمص وسط سورية. جاء هذا الإجراء بعد أيام من هجوم مجهول استهدف الكلية خلال حفل تخريج ضباط، أسفر عن مقتل وإصابة المئات من الأشخاص، بما في ذلك مدنيون وعسكريون.

ووفقاً لمصادر مطلعة، تحدثت لـ"العربي الجديد"، فقد زاد النظام السوري من تعزيزاته الأمنية حول الكلية الحربية شمال غربي حمص، بالإضافة إلى تعزيز الحراسة والتحصينات حول كليات أخرى مثل الإشارة والمدرعات والفنية، بالإضافة إلى نصب سواتر ترابية على طول الطرق الرئيسية التي تؤدي إلى مناطق أخرى مثل الحولة وطرطوس ومحطة الانطلاق الشمالية.

وأشارت إلى أن "السواتر الأكثر كانت في محيط عقدة الحولة الواصلة بين الطريق الدولي (أم 5) والطريق (أم 1)"، مضيفة أن "قوات النظام زادت من الحراسة على جدران الكلية الحربية وخاصة من الجهة المطلة على منطقة الحصوية القريبة من ضفاف نهر العاصي".

وأفادت المصادر بأن هذه الإجراءات تشير إلى تزايد التوتر والقلق في صفوف النظام السوري من وقوع هجوم بري على المنطقة. وتشير هذه التحصينات إلى تصاعد حالة التوتر في المنطقة ومخاوف من تصاعد العنف في المستقبل القريب".

بعد الهجوم الذي شهدته الكلية الحربية في حمص، أصدرت القيادة العامة لقوات النظام السوري بياناً أكدت فيه أن الكلية تعرضت لهجوم باستخدام مسيرات محملة بذخائر متفجرة بعد انتهاء حفل تخريج طلاب ضباطها، مما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى من العسكريين والمدنيين، إلا أن خبراء عسكريين شككوا في رواية النظام بشأن الهجوم.

وفي وقت لاحق، أعلنت وزارة الصحة في حكومة النظام السوري أن الهجوم على الكلية الحربية في حمص أسفر عن مقتل 89 شخصاً، بينهم 31 امرأة و5 أطفال، وأصيب 277 شخصاً آخرين. 

تقارير عربية
التحديثات الحية

الدفاع السلبي

ويرى الخبير العسكري والمحلل الاستراتيجي العميد أحمد الحمادة أن مثل هذه التجهيزات طبيعية، وتصنف ضمن مسمى "الدفاع السلبي" التي "تضم خنادق وقطعاً للطرق وإقامة سواتر ترابية، وهي عادة تكون حول أي ثكنة عسكرية"، مشيراً إلى أن "مجمع الكليات في حمص مساحاته واسعة ويتصل به أيضاً كلية الرياضة ومستشفى حمص العسكري".

ويوضح العميد المنشق عن قوات النظام، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن هذه التجهيزات تعكس استعداد النظام السوري لتعزيز الأمان حول الكلية الحربية بعد الهجوم الذي شهدته مؤخرًا. ويشير الحمادة إلى أن هذه التحصينات تعني أيضًا أن النظام يسعى لإصلاح الأضرار التي تعرضت لها المنطقة جراء الهجوم، وذلك في ظل القلق من وقوع هجمات مماثلة.

ويشير الحمادة إلى أن مثل هذه التحصينات تمنع الناس من الاقتراب من الكلية العسكرية وتعكس حالة التوتر والخوف في المنطقة. ويشير إلى أن الكلية الحربية تعد الكلية الأم للجيش وتخرج منها ضباط متخصصون في مجموعة من التخصصات العسكرية.

ويضيف أن "هذه التحصينات عادة تجعل من الكلية العسكرية ثكنة عسكرية تمنع الناس من الاقتراب منها، وربما يريد النظام من خلالها الإيحاء لحاضنته بأنه مستعد للمواجهة ولأي هجوم محتمل، خاصة أن هناك حالة خوف".

ويوضح العميد أن "الكلية الحربية هي الكلية الأم للجيش التي تخرج الضباط، فكليّة المشاة الحربية تخرج الضباط من اختصاص المشاة المدربين على استعمال السلاح الخفيف والمتوسط وعربة الجنود بي إم بي، وكلية المدرعات يتخرج فيها الضباط من اختصاص الدبابات وكلية الشؤون الفنية يتخرج فيها الضباط من اختصاصات الصيانة، وكلية الإشارة تختص في كل الاتصالات المتعلقة بالجيش وكلية الرياضة مختصة بالحالة البدنية لأفراد الجيش".

ويشرح الحمادة أن "المسؤول عن حماية هذه الكليات هم سرية الطوارئ وسرية الحراسة داخليا لكل كلية، وخارجياً الحماية تكون من المخابرات ومعلوماتها ومن خلال معلومات قيادة المنطقة الوسطى التابعة للجيش وكتيبة البيانات"، مضيفاً "أما مسألة الدفاع الجوي فليس هناك حماية خاصة لهذه الكليات لأنها أصلاً تقع ضمن المدينة التي من المفترض أنها محمية بشكل كامل".

ويوضح أن "هناك مجموعة من الألوية والفرق الخاصة بالدفاع الجوي حول مدينة حمص ولديها الأسلحة الفردية المحمولة أو العربات وهي متفاعلة بشكل دائم مع شبكة الرادار، لكن ليس هناك حماية جوية خاصة بالكلية الحربية".

ويذكر أن مواقع متفرقة في سورية تعرضت خلال الأعوام السابقة لقصف جوي إسرائيلي أدى إلى خسائر بشرية ومادية في قوات النظام والمليشيات التابعة له، فيما لم تنجح دفاعات النظام السوري في إسقاط أي من الطائرات المهاجمة.

المساهمون