النظام السوري يبدأ انتخاباته الرئاسية في مناطق سيطرته وسط رفض شعبي ودولي

26 مايو 2021
سوريون يتظاهرون في درعا ضد انتخابات الأسد (العربي الجديد)
+ الخط -

بدأت صباح اليوم الأربعاء الانتخابات الرئاسية التي يجريها النظام السوري، وسط رفض من الشارع السوري المعارض للنظام، وعدم اعتراف دولي.

وأعلنت وكالة الأنباء الرسمية سانا صباح اليوم "افتتاح المراكز الانتخابية أمام الناخبين للإدلاء بأصواتهم في الانتخابات الرئاسية 2021"، ونشرت صوراً قالت إنها من المراكز.

وذكرت مصادر لـ"العربي الجديد" أن الانتخابات التي يجريها النظام بدأت عند الساعة الثامنة صباح اليوم بحشد الموظفين والعمال في المؤسسات الحكومة وإرسالهم للتصويت في الانتخابات لصالح رئيس النظام بشار الأسد.

من جهته، أدلى رئيس النظام السوري ومرشح حزب البعث بشار الأسد بصوته في مدينة دوما في ريف دمشق الشرقي.

وقالت صحيفة "الوطن" الموالية للنظام السوري: "السوريون يعبرون عن إرادتهم ويمارسون حقهم الدستوري...والمرشح لمنصب رئيس الجمهورية بشار الأسد والسيدة أسماء الأسد يدليان بصوتهما في مركز الاقتراع بمجلس بلدية دوما في ريف دمشق".

وكان النظام قد سيطر على مدينة دوما بعد حصار وقصف دام لسنوات جرى خلاله استخدام أسلحة كيميائية عدة مرات من قبل النظام وأدت إلى مقتل وإصابة المئات بينهم أطفال ونساء.

ونشرت الصحيفة صورا قالت إنها لعملية إدلاء بشار الأسد بصوته في الانتخابات التي بدأت عند الساعة الثامنة صباح اليوم ومن المفترض أن تستمر حتى الرابعة مساء اليوم.

 

وكانت أفرع النظام الأمنية قد هددت العديد من الموظفين العاملين ضمن دوائر النظام الحكومية ومديري المدارس في دمشق ودرعا جنوبي سورية بالفصل والإيقاف عن العمل في حال لم يشاركوا اليوم في الانتخابات الرئاسية التي سيجريها النظام، بالإضافة لإجبار بعض المدارس في مناطق سيطرته على إخراج الطلاب والمعلمين في مسيرات مؤيدة له قبيل موعد الانتخابات بيوم.

 

 

مقاطعة وهجمات في درعا

إلى ذلك، ذكرت مصادر لـ"العربي الجديد" أن حالة من الإغلاق العام والإضراب تسود مدينة جاسم منذ صباح اليوم تزامنا مع بدء النظام انتخاباته الرئاسية في مناطق سيطرته في عموم البلاد، حيث أغلق الأهالي المتاجر والأسواق والطرقات، معبرين عن رفضهم المشاركة في هذه العملية.

وقالت المصادر إن الهيئات المدنية المعارضة للنظام السوري في درعا دعت إلى إضراب عام وإلى مقاطعة الانتخابات تزامنا مع تهديد النظام للموظفين والعاملين في الدوائر الحكومية، مبينة أن فصائل محلية في درعا أغلقت العديد من الطرق المؤدية إلى مراكز النظام لمنع الانتخابات.

وتحدثت المصادر عن عدة هجمات تعرضت لها حواجز قوات النظام السوري في مدن وبلدات الحراك والطيبة وناحتة والكرك والسهوة والنعيمة وجاسم ونمر والمليحة الغربية، ما أوقع جرحى بين عناصر النظام.

وقال الناشط محمد الحوراني إن مجهولين هاجموا بالأسلحة النارية عنصرين من فصائل المصالحة في منطقة البلد بمدينة درعا، ما أدى إلى إصابتهما بجروح خطيرة، كما هاجم مجهولون مخفر الشرطة التابع للنظام في بلدة الطيبة بريف درعا الشرقي وهاجموا مقر الفرقة الحزبية التابع للنظام في مبنى بلدية بلدة النعيمة، كما هاجموا بقذيفة صاروخية حاجزا للنظام على طريق قرية غصم واقتصرت الأضرار على المادية.

وقال "تجمع أحرار حوران" المعارض للنظام: "تشهد معظم مدن وبلدات محافظة درعا إضراباً عاماً لليوم الثاني على التوالي، من بينها نوى والحراك وجاسم وطفس وانخل والكرك الشرقي وصيدا، حيث أغلق الأهالي محالهم التجارية وشلّت حركة السير في عشرات المدن والبلدات بشكل شبه كامل، تنديداً بالانتخابات".

وشهدت درعا أمس مظاهرات رفضا للانتخابات التي يجريها النظام إضافة إلى نشر ملصقات وكتابات على جدران المدارس والدوائر الحكومية في العديد من البلدات والقرى.

عدم اعتراف دولي

وكانت الولايات المتحدة الأميركية قد أكدت مساء أمس في بيان مشترك مع أربع دول أوروبية، وهي فرنسا وألمانيا وإيطاليا والمملكة المتحدة، أن الانتخابات الرئاسية في سورية "لن تكون حرة ولا نزيهة".

وقال وزراء خارجية الدول الموقعة على البيان إنه "يجب إجراء انتخابات حرة ونزيهة تحت إشراف الأمم المتحدة، وفقاً لأعلى المعايير الدولية للشفافية والمساءلة"، واستنكروا "قرار نظام الأسد إجراء انتخابات خارج الإطار الموصوف في قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254".

ودان الوزراء محاولة النظام السوري استعادة الشرعية دون إنهاء انتهاكاته لحقوق الإنسان، وعبّروا عن دعمهم لأصوات جميع السوريين، بمن فيهم منظمات المجتمع المدني، والمعارضة السورية الذين أدانوا العملية الانتخابية ووصفوها بأنها "غير شرعية".

 

وشدد البيان على السماح لجميع السوريين بالمشاركة، بمن في ذلك النازحون السوريون واللاجئون، في بيئة آمنة ومحايدة. وشهدت مناطق كثيرة في جنوب وشمال غربي سورية مساء أمس الثلاثاء مظاهرات رافضة للانتخابات التي يجريها النظام، إذ وصفت العملية بـ"المسرحية الهزلية".

المساهمون