أكد الناطق باسم حركة "طالبان" الأفغانية ذبيح الله مجاهد لـ"العربي الجديد"، اليوم الخميس، أنّ الإعلان عن الحكومة المقبلة على قدم وساق وأنه سيكون في القريب العاجل، في وقت تستمرّ المواجهات بين الحركة وجبهة المقاومة على محاور مختلفة على أبواب بانشير.
وقال مجاهد إنّ "ما أوردته بعض وسائل الإعلام من تكهنات بشأن الحكومة وما ذكرته من أسماء، أنباء غير دقيقة".
ويبدو أنّ الحركة قد أكملت المشاورات خلال اجتماع للقياديين في الحركة عُقد برئاسة زعيم الحركة الملا هيبت الله أخوند زاده في مدينة قندهار، واستمرّ ثلاثة أيام، حول تشكيل الحكومة المقبلة.
وكان القيادي في الحركة، وهو نائب رئيس المكتب السياسي لـ"طالبان" شير محمد عباس ستانيكزاي قد أكد، في تصريح له مع بعض وسائل الإعلام، أنّ الحكومة المقبلة ستعلن في غضون أيام، ولن يكون فيها أي شخص من المسؤولين في الحكومة السابقة.
وقد ذكرت بعض وسائل الإعلام أنّ رئيس المكتب السياسي في الحركة الملا عبد الغني برادر سيتولّى منصب وزير الخارجية في الحكومة المقبلة، فيما سيتولّى نجل الملا عمر، وهو الملا يعقوب، منصب وزير الدفاع، بينما سيكون وزير الداخلية زعيم شبكة "حقاني"، وهو نائب زعيم الحركة، الملا سراج الدين حقاني، وهو ما نفاه مجاهد في حديث له مع "العربي الجديد".
وسيطرت "طالبان" على كابول في 15 من شهر أغسطس/آب الماضي، ولكنها لم تتمكن حتى الآن من إعلان حكومة ونظام سياسي مستقبلي، إلا أنها وعدت بأن تكون الحكومة الأفغانية المقبلة شاملة لجميع الأطياف والأحزاب السياسية.
وكان القيادي السابق في "طالبان" الملا عبد السلام ضعيف، قد أكد في حوار له مع "العربي الجديد"، أنّ العائق الكبير في وجه إعلان "طالبان" عن الحكومة، هو وجود القوات الأميركية في مطار كابول، وعند خروجها سيتم الإعلان عن الحكومة قريباً. وقد أكملت القوات الأميركية انسحابها من أفغانستان الإثنين الماضي أي بحلول 31 أغسطس/آب من الشهر الماضي، كما كان مقرّراً.
في هذه الأثناء، تستمرّ المواجهات بين "طالبان" وقوات جبهة بانشير المناوئة للحركة على محاور مختلفة، منها محور إقليم كابيسا، حيث تقدّمت المعارضة، ووصلت المعارك إلى مقر جامعة بيروني الحكومية.
وقال مصدر قبلي في المنطقة، لـ"العربي الجديد"، إنّ مسلحي "طالبان" تحصنوا في السكن الجامعي، ويطلقون النار على عناصر المقاومة، بينما تحصن هؤلاء في الجبال ويطلقون النار على "طالبان"، مؤكداً أن الكثير من السكان قد تركوا المنطقة.
وتستمرّ المعارك أيضاً بين الطرفين في مديرية كلبهار الواقعة بين إقليم بروان وبانشير، وفي مديرية أندراب الواقعة بين بانشير وولاية بغلان.
ويعلن كل طرف أنه كبّد خصمه خسائر في الأرواح، بينما لا توجد أرقام دقيقة حتى الآن حول خسائر الطرفين. إلا أن بعض مصادر قبلية قالت لـ"العربي الجديد" إن الطرفين يستعدان لحرب شاملة، وأنهما تكبّدا خسائر في الأرواح.