المغرب نحو شراكة جديدة مع ألمانيا وعودة سفيرة الرباط إلى برلين

16 فبراير 2022
وزيرا خارجية المغرب وألمانيا يتفقان على إطلاق حوار لتعميق العلاقات الثنائية (Getty)
+ الخط -

اتفق المغرب وألمانيا، اليوم الأربعاء، على إعطاء نفَس جديد للعلاقات الثنائية بجودتها الخاصة في جميع المجالات، بروح من التناسق والاحترام المتبادل والسياسات الناجعة، في مؤشر جديد على تجاوز الأزمة الدبلوماسية التي اندلعت في الأول من مارس/آذار الماضي جراء "خلافات عميقة" بين الرباط وبرلين في عدد من القضايا المصيرية بالنسبة إلى المملكة.

جاء ذلك خلال مباحثات، هي الأولى من نوعها منذ اندلاع الأزمة بين الرباط وبرلين، جرت اليوم، بين وزير الشؤون الخارجية والتعاون الأفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، ونظيرته الألمانية، أنالينا بيربوك.

واتفق الوزيران، في ختام مباحثاتهما، بحسب الخارجية المغربية، على إطلاق حوار جديد يهدف إلى تجاوز سوء الفهم الطارئ، وتعميق العلاقات الثنائية متعددة الأوجه، وعلى ضرورة استئناف التعاون ليشمل جميع المجالات وبانخراط جميع الفاعلين.

وفيما أثنى الوزيران على الإمكانات الكبيرة التي تزخر بها العلاقات بين البلدين، فإنهما شددا على المصلحة المشتركة للدفع قدماً بهذه العلاقات، ولا سيما في ضوء تحديات ومتطلبات الانتعاش لمرحلة ما بعد جائحة كورونا.

من جهة أخرى، ينتظر، خلال الأسابيع المقبلة، تحديد الخطوط العريضة الرامية إلى تجديد وتعميق الحوار والتعاون للمواجهة المُستقبلية للتحديات الإقليمية والشاملة. ورحبت الوزيرة الألمانية بعودة سفيرة المملكة المغربية إلى برلين، مؤكدة أن السفير الجديد لجمهورية ألمانيا الاتحادية إلى المغرب سيصل قريباً.

وكانت الرباط قد أعلنت، في 22 ديسمبر/كانون الأول الماضي، استئناف التعاون الثنائي مع ألمانيا، وعودة عمل التمثيليات الدبلوماسية للبلدين في الرباط وبرلين إلى شكلها الطبيعي.

ورحبت الخارجية المغربية بما وصفته بـ"الإعلان الإيجابي والمواقف البناءة التي عُبِّر عنها أخيراً من قبل الحكومة الفدرالية الجديدة لألمانيا"، معتبرة في بيانها، أن تعبير برلين "عن هذه المواقف يتيح استئناف التعاون الثنائي وعودة عمل التمثيليات الدبلوماسية للبلدين في الرباط وبرلين إلى شكلها الطبيعي"، لافتة إلى أن المملكة المغربية تأمل أن تقترن هذه التصريحات بالأفعال، بما يعكس روحاً جديدة ويعطي انطلاقة جديدة للعلاقة على أساس الوضوح والاحترام المتبادل.

وجاء الترحيب المغربي بعد نحو أسبوع من إبداء الحكومة الألمانية الجديدة استعدادها للجلوس مع المغرب من أجل تجاوز تداعيات الأزمة الدبلوماسية القائمة منذ شهر مارس/آذار الماضي، مؤكدة أن "ألمانيا حريصة على تجاوز سوء التفاهم والتوترات التي حصلت".

وفي 5 يناير/كانون الثاني الماضي، تلقى العاهل المغربي الملك محمد السادس دعوة من الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينمير، للقيام بـ"زيارة دولة" لبرلين من أجل "عقد شراكة جديدة بين البلدين"، في مؤشر على الطيّ النهائي لأزمة استمرت لمدة 9 أشهر بين البلدين بعد قرار المغرب، في الأول من مارس/آذار الماضي، تعليق جميع الاتصالات مع السفارة الألمانية في الرباط، ومع كل المؤسسات الألمانية التابعة لها، في خطوة كانت قد أثارت أكثر من علامة استفهام عن توقيتها ودواعيها.

وفي 6 مايو/أيار الماضي، استدعى المغرب سفيرته في برلين زهور العلوي، من أجل التشاور، بعدما كان قد قرر في وقت سابق وقف جميع الاتصالات مع السفارة الألمانية في الرباط، الأمر الذي فتح الباب واسعاً أمام تصعيد جديد في التوتر بين البلدين، فيما لم تُخفِ الخارجية الألمانية دهشتها الشديدة من قرار الاستدعاء، لقيامها "بجهود بنّاءة مع الجانب المغربي لحل الأزمة".

ومنذ رحيل المستشارة أنجيلا ميركل، توالت مؤشرات حدوث تغيير في سياسة برلين، بداية من إشادتها بدور المغرب في الأزمة الليبية، إلى موقفها من قضية الصحراء بدعمها جهود المغرب لإيجاد حل عادل ودائم للنزاع.