المعارضة السورية تدعو الطائفة العلوية للانفكاك عن نظام الأسد

04 ديسمبر 2024
المعارضة في مقر للمليشيات الإيرانية في إدلب، 1 ديسمبر 24 (عبد العزيز قيطاز/فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- دعت المعارضة السورية الطائفة العلوية للانفصال عن نظام الأسد والمشاركة في بناء سوريا موحدة خالية من الطائفية، مؤكدة على ضرورة طي صفحة الآلام التي سببها النظام.
- ناشدت المعارضة أهالي مدينة السلمية لحماية المدنيين والابتعاد عن النظام السوري، مشددة على حق السوريين في العيش بكرامة وحرية، ودعت إلى التخلص من النظام الديكتاتوري.
- أكد "المجلس الإسلامي السوري" أن الثورة ضد الاستبداد وليست ضد طائفة معينة، داعياً جميع الطوائف للوقوف مع الشعب السوري لتحقيق العدالة والأمان.

بالتوازي مع تقدم الفصائل العسكرية على الأرض على حساب قوات النظام السوري، وإطباقها على مدينة حماة من جهات عدة، وجهت المعارضة السورية رسائل طمأنة إلى الطائفة العلوية التي ينتمي إليها رئيس النظام السوري بشار الأسد، تحثهم فيها على النأي بأنفسهم عن هذا النظام، واعدة إياهم بوطن جديد لكل أبنائه دون تمييز.

وقالت "إدارة الشؤون السياسية" في "حكومة الإنقاذ" (التي تدير محافظة إدلب، والمقربة من هيئة تحرير الشام)، إن الوقت قد حان "لطي صفحة الآلام التي عانى منها الشعب السوري على يد نظام الأسد"، مؤكدة أن سورية المستقبلية ستكون "موحدة بأبنائها جميعاً، ليتمكن كل فرد من العيش بكرامة وأمان". وأضافت الحكومة في بيان لها، اليوم الأربعاء، أن "نظام الأسد استخدم الطائفة العلوية ضد الشعب السوري، وأدخلهم في معركة صفرية من خلال شحن طائفي دموي ممنهج، ما أحدث شروخاً بين مكونات الشعب".

ودعا البيان أبناء الطائفة العلوية إلى "فك أنفسهم عن هذا النظام، والالتحاق بالرأسمال الحقيقي، لتصححوا أخطاء الماضي، وتكونوا جزءاً من سورية المستقبل التي لا تعترف بالطائفية". وأعربت الحكومة عن أملها بأن يدفع عقلاء الطائفة أبناءهم إلى هذا التغيير، رغم الصعوبات القائمة أمام الجميع. كما وجهت "إدارة الشؤون السياسية" التابعة لحكومة الإنقاذ، رسالة إلى أهالي مدينة السلمية بريف حماة الشرقي، والتي تُعتبر موطن الطائفة الإسماعيلية في سورية، مؤكدة أهمية حماية المدنيين، والحفاظ على أرواحهم وممتلكاتهم بعيداً عن كل أشكال الاستهداف أو التهديد.

وتقف قوات المعارضة السورية اليوم على بعد كيلومترات قليلة من مدينة السلمية في ريف حماة الشرقي، حيث احتشدت فلول قوات النظام السوري المنسحبة من مدينة حماة. وقالت الإدارة: "نوجه هذه الرسالة إلى أهالي مدينة السلمية الكرام، وإلى عموم السوريين، داعين الجميع إلى الوقوف صفاً واحداً ضد الظلم والاضطهاد، ونشدد على أنهم كغيرهم من المدنيين يجب أن يكونوا بمنأى عن أي استهداف أو تهديد قائم على الانتماء المذهبي أو العرقي".

ودعت أهالي السلمية، وكل المناطق السورية، إلى "عدم الوقوف إلى جانب النظام المجرم ومساندته في قتل الشعب السوري، وتعميق معاناته الإنسانية، ورفض استخدامهم كأدوات لتثبيت حكم الطاغية". وفي بيان لها، قالت "مجموعة إعلان مدينة السلميّة الديمقراطي" (تجمع لناشطين سياسيين من مدينة السلمية داخل سورية وخارجها)، إنها تتابع ما تشهده سورية من تطورات متسارعة، وتتمسك "بحق السوريين المشروع في العيش على أرض وطنهم متمتعين بالكرامة والحرية".

وقال البيان "نؤمن بحق الشعب السوري في العيش في وطنٍ لا يشكّل الظلم فيه سمته البارزة، ولا يكون الاستبداد نهجه وطريقه المحتوم. نحن نتطلع لبناء وطن تسوده عدالة القانون، بعيداً عن تسلط نظام الأسد المجرم، الذي مارس كل أنواع القتل والتنكيل بحق أبناء شعبنا، مستعيناً بحلفائه من الدول وتوابعها من المليشيات المسلحة. وبناءً على ما سبق، فإننا نؤكد حق السوريين بالتخلص من هذا النظام الديكتاتوري". وطالبت المجموعة بتجنيب المدنيين الأضرار المحتملة، في كل المدن والقرى السورية دون استثناء، ومن ضمنها مدينة السلمية.

وكانت "إدارة العمليات العسكرية" التي تقود قوات المعارضة السورية في المعارك الحالية، قد أصدرت بياناً موجهاً إلى الضباط العاملين في القوات المسلحة التابعة للنظام، وإلى قادة الفرق والكتائب في كل المدن السورية، تعلن "استعدادها الكامل لتأمين انشقاق أي ضابط يرغب في إلقاء السلاح والانتقال بأمان إلى مناطق سيطرتها في الشمال السوري".

وفي السياق ذاته، أصدر "المجلس الإسلامي السوري"، اليوم الأربعاء، بياناً توجه فيه إلى "أبناء الشعب السوري جميعاً"، قال فيه إن الثورة السورية ليست ضد طائفة معينة، بل ضد الاستبداد. وأكد البيان الذي تلاه عضو المجلس مطيع البطين، أن النظام السوري زج بالطائفة العلوية في معاركه للحفاظ على حكمه. وخاطب الطائفة بالقول: "أنتم مكون من مكونات الشعب السوري، وشركاء لكل أبناء سورية الأحرار.. وهذا الوقت، هو وقت التخلي عن العصابة التي سعت إلى صبغ سورية بالطائفية، ونحن السوريين جميعاً ننتظركم لتقفوا مع أبناء بلدكم لصناعة مستقبل مشرق وعيش كريم للسوريين جميعاً دون تمييز".

كما خاطب البيان الكرد، مشيراً إلى "الظلم والإجرام والعنصرية" التي وقعت عليهم تحت حكم النظام السوري، و"محاولات العصابات الانفصالية اختطاف هذا المكون لصالح مشروعها". وقال البيان: "نسعى إلى سورية يعيش فيها الكرد مواطنين كراماً أعزة، شركاء متساوين في الحقوق والواجبات".

وخاطب البيان المسيحيين و"الموحدين الدروز"، ومجمل الطوائف والإثنيات، بقوله "جميعنا شركاء لإسقاط نظام الإجرام، وبناء سورية المستقبل التي تتسع لكل أبنائها الأحرار"، وصولاً إلى بناء دولة سورية القائمة على العدالة والمشاركة. كما ناشد الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين العالم العربي والإسلامي والإنساني بالوقوف مع الشعب السوري لإنقاذه من معاناته التي طالت أكثر من 13 سنة.

وطالب الاتحاد في بيان له، اليوم الأربعاء، الشعب السوري بالوحدة والتوافق على حكومة تجمع جميع مكوناته دون تفرقة لأجل عرق، أو دين، أو طائفة. وحث الاتحاد الأمة الإسلامية، والمنظمات الأممية والإنسانية بالوقوف مع الشعب السوري "الذي يرزح تحت الظلم والاستبداد والاستبدادية منذ عقود طويلة، والمساهمة في إنقاذه، والمساعدة لتثبيت حكم عادل يعيد الأمن والأمان والازدهار إلى هذا الشعب السوري العظيم".

المساهمون