صدّق رئيس هيئة أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي هرتسي هليفي ووزير الأمن يوآف غالانت على خطط لاحتمال توسع الحرب في لبنان، بحسب ما أفادت به وسائل إعلام عبرية.
وأفاد موقع "يديعوت أحرونوت"، مساء أمس الأربعاء، بأن هليفي أجرى تقييماً أمنياً في مقر القيادة الشمالية في الجيش الإسرائيلي بمشاركة قائد المنطقة الشمالية الجنرال أوري جوردن وعدد آخر من الضباط.
وقال هليفي خلال اللقاء: "مهمتنا الأولى هي إعادة السكان واستعادة الأمن، وهذا سيتطلب وقتاً. صدّقنا اليوم على عدد من الخطط للمراحل المقبلة، وعلينا أن نكون مستعدين للهجوم إذا اضطررنا لذلك. الجيش الإسرائيلي بما فيه القيادة الشمالية على درجة عالية من الجهوزية. حتى الآن، تدار الحرب هنا بطريقة صحيحة ومشددة، ويجب استمرار الأمر على هذا النحو. لن نعيد السكان بدون أمن والشعور بالأمان".
من جهته، نقل موقع "والاه" عن مصادر أمنية إسرائيلية، اليوم الخميس، أن الحرب في الشمال هي مسألة وقت فقط وأنه تمت المصادقة على خطط الحرب في لبنان وسيتعين على إسرائيل اتخاذ خطوات، كما تأخذ بعين الاعتبار احتمالات قيام حزب الله بمداهمة مفاجئة على غرار ما فعلته حركة حماس في الجنوب.
وأضافت المصادر: "هناك عدد كبير جداً من الناشطين على طول الحدود والذين ينتظرون أخطاءنا. بالمقابل، لا يمكن الانتظار لنرى متى سينزل (حسن) نصر الله عن الشجرة. رئيس هيئة الأركان ووزير الأمن صادقا على خطط متنوّعة. مع مرور الوقت لن تستطيع إسرائيل الانتظار حتى انتهاء العملية السياسية وستضطر للإقدام على خطوات عسكرية، ليس ضد حزب الله فقط وإنما ضد لبنان الذي لا يلجم المنظمة (..) التي تعمل من أراضيه دون سبب".
وزعم الموقع العبري، نقلاً عن مصادر عسكرية لم يسمّها، أن "حزب الله نقل جزءاً من قوات النخبة لديه إلى الجزء الشمالي من جنوب لبنان خشية أن يقوم الجيش الإسرائيلي بتصفيتهم"، كما بدأ الحزب في "بناء خط هجوم من داخل القرى اللبنانية واستخدام السكان كدروع واقية".
خياران لا ثالث لهما للحرب في لبنان
في سياق متصل، نظّم وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين، يوم أمس، جولة مع سفراء أجانب على الحدود الشمالية استعرض خلالها التهديدات التي قال إن حزب الله يشكلها على مواطني إسرائيل.
وصرّح كوهين بأن هناك خيارين من أجل إعادة الأمن إلى الحدود الشمالية، فإما خيار سياسي يشمل تطبيق قرار مجلس الأمن 1701 الصادر عام 2006 وانسحاب حزب الله إلى شمال نهر الليطاني، وإما الخيار الآخر، وهو الخيار العسكري الذي ستلجأ إليه إسرائيل من أجل إبعاد عناصر حزب الله عن الحدود.
سكان الشمال يطلبون موافقة على عملية عسكرية في لبنان
في غضون ذلك، يواصل سكان المستوطنات الإسرائيلية القريبة من الحدود اللبنانية ضغوطهم على الحكومة. منهم من يطالب بتطبيق القرار 1701، فيما بلغ الحد ببعضهم المطالبة بحل عسكري ضد حزب الله.
وبعثت منظمة "لوبي 1701" التي تمثل نحو 60 ألفاً من سكان المناطق الشمالية الذين أخلوا بيوتهم منذ بداية الحرب، رسالة إلى الرئيس الأميركي جو بايدن ومستشار الأمن القومي في البيت الأبيض جيك سوليفان، طلبوا من خلالها بالسماح لإسرائيل بضمان عودة السكان إلى منازلهم سواء كان ذلك بعملية دبلوماسية أو بعملية عسكرية.
ومما جاء في الرسالة: "سياساتكم الدبلوماسية في الشرق الأوسط تحوّلنا إلى لاجئين في بلادنا. نتوقع دعماً كاملاً (من الإدارة الأميركية) لعملية عسكرية (إسرائيلية) لكي نتمكّن من العودة إلى منازلنا".
ويأتي هذا التوجه في أعقاب تداول تقارير صحافية، بأن الإدارة الأميركية تمنع إسرائيل من القيام بعملية عسكرية على الحدود الشمالية وتوسيع الحرب في لبنان، وبالمقابل تعمل من أجل التوصّل إلى حلول دبلوماسية، لا تشمل ابتعاد حزب الله إلى ما بعد نهر الليطاني.
وجاء في الرسالة أيضاً: "جميعنا شاهدنا نتائج مذبحة 7 أكتوبر، ونحن ندرك أن حدثاً كهذا على الحدود الشمالية هو مسألة وقت فقط بالنسبة لحزب الله...".