دعا رئيس الحكومة التونسية هشام المشيشي، اليوم الجمعة، إلى تنقية المناخ السياسي في تونس ليكون أكثر استقرارا، ما سيساهم في إنقاذ البلاد من الوضع الحالي، مشددا على ضرورة الخروج بالبلاد من التجاذبات السياسية.
وتأتي تصريحات المشيشي على هامش إشرافه على اللقاء الثاني من "مشاورات بيت الحكمة" حول الإنعاش الاقتصادي وتنشيط الاستثمار، بحضور عدد من المنظمات الوطنية والفاعلين الاقتصاديين.
وأشار إلى أن "الحكومة عازمة على الإصلاح، ومهما كان الكلام الذي يُقال، فإنّ هذه الحكومة باقية ولها حزام سياسي مُحترم، ووضعية البلاد لا تستوجب المزيد من التجاذبات".
وأكّد هشام المشيشي أنّ مبادرة اتحاد الشغل التي قدّمها لرئيس الجمهورية قيس سعيد ليست واضحة، مشيرا إلى أنّ "المحور الأساسي اليوم، والذي يهمّ الحكومة، هو العمل على إنقاذ الاقتصاد الوطني وإنقاذ الوضعية الاجتماعية التي تمرّ بها البلاد".
وقال المحلل السياسي ماجد البرهومي، في تصريح لـ"العربي الجديد"، إن التجاذبات السياسية تؤثر على الحياة السياسية، والأحزاب تتحمل المسؤولية بنسب متفاوتة، مؤكدا أن "تعطيل عجلة التنمية والمشهد السياسي هو بسبب الصراعات والمناخ السياسي المتوتر".
وأوضح أن "تصريح المشيشي بأنه مدعوم سياسيا مفهوم للتأكيد على أنه يحظى بحزام سياسي"، مبينا أن "رئيس الحكومة مضطر للتقرب من الأحزاب السياسية، وخاصة الحاكمة، لتمرير مشاريع القوانين"، مؤكدا أن "تصريح المشيشي حول مبادرة اتحاد الشغل غير مبرر في هذا الظرف، لأن لا مصلحة لرئيس الحكومة في التصعيد مع اتحاد الشغل، والتوقيت خاطئ، خاصة بعد التوصل لاتفاق حول الحوار الوطني منذ بضعة أيام".
من جهته، نفى رئيس الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية سمير ماجول، على هامش اللقاء الثاني من مشاورات "بيت الحكمة"، وجود توتر بين اتحاد الأعراف والاتحاد العام التونسي للشغل، مؤكدا أن النقابتين تعملان جنبا إلى جنب وتتفقان في أغلب المواضيع والملفات، ولكن يمكن أن تحدث أحيانا مشاكل.
وبيّن أن رجل الأعمال في تونس لا يتمتع بضمانات من الدولة ولا من البنك المركزي، وكل الأطراف تقف إلى جانب المستثمر عند بعث المشروع وتتركه وحيدا عند الأزمات.